” الله محبّة ، فمن أقام في المحبّةِ أقام في الله وأقام اللهُ فيه ” ( يوحنا ٤ : ١٦ ) .
مريم تضع في أنفس المتوكلين عليها محبة الله :
يخطىء من يظن أن رسالة فاطيما النبويَة قد انتهت !
هنا ، يتجدَد التدبير الإلهي الذي يسأل البشرية منذ بداياتها : ” أين هابيل أخوك ” ؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إليَ من الأرض ! ” ( تكوين ٤ : ٩ ) .
لقد تمكن الإنسان من إطلاق حلقة الموت والرعب ولكنه لا ينجح في وضع حدَ لها … في الكتاب المقدس ، كثيراً ما نجد الله يبحث عن الأبرار لينقذ مدينة الإنسان ، وهذا ما يقوم به أيضاً هنا في فاطيما عندما تسأل سيدتنا الكلية القداسة والكاملة الطهارة : ” هل تريدون تقديم أنفسكم لله لتتحمَلوا كل الآلام التي سيرسلها لكم ، وذلك تكفيراً عن الذنوب التي تسيء إليه ، وابتهالاً لإرتداد الخطأة ( مذكرات الأخت لوسيا ، الفصل الأول ، صفحة ١٦٢ ) .
إلى العائلة البشرية المستعدَة للتضحية بعلاقاتها المقدّسة على مذبح أنانيَة الأمم والأعراق والإيديولوجيات والجماعات والأفراد ، جاءت أُمنا المباركة من السماء لتضع في أنفس المتوكلين عليها محبة الله التي تلهب قلبها ” قُدُّوسٌ اسمُه ورحمَتُهُ من جيلٍ إلى جيلٍ للّذين يتَّقونَهُ ” ( لوقا ١ : ٤٩ – ٥٠ ) .
في تلك الحقبة ، لم يكونوا إلاَ ثلاثة أطفال ، لكن مثال حياتهم إنتشر وتضاعف ضمن جماعات عديدة على وجه الأرض ، وخاصةً خلال أسفار العذراء الحاجة التي كرَست لقضية التضامن الأخوي ، لتحقق نبوءة انتصار قلبها الطاهر لمجد الثالوث الكلي القداسة .
( من عظة قداسة البابا بندكتس السادس عشر، الخميس ١٣ مايو ٢٠١٠ ، بمناسبة عيد عذراء فاطيما في البرتغال ) .
المطران كريكور أوغسطينوس كوسا
أسقف الإسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك