الكتاب المقدس أعظم وثيقة جمالية
الباب الأول
الفنون الأدبية المقروءة والمسموعة
النصوص المقدسة
الفن الشعري الغنائي
النشيد الرابع
النساء
(5:9) ما حبيبك من حبيب أيتها الجميلة بين النساء!
ما حبيبك من حبيب حتي تحلفينا هكذا!
(5:9) أيتها الجميلة بين النساء: هل يختلف حبيبك عن أي واحد آخر؟ وهل فيه أي أمر عجيب حتي تطلبي منا وعدا كهذا؟
* قال هذه العبارة غير المؤمنين وكأنهم يقولون للعروس: إنك جميلة ولا ينقصك شئ, فمن هو هذا الحبيب الذي تنشغلين به؟ من هو هذا الحبيب الذي تحلفينا هكذا من أجل بقائك في اتحاد معه؟!
العروس:
العروس تقدم شهادة حية من عدد 10 إلي عدد 16 لعريسها في أوصاف رائعة الجمال, تبدأ من رأسه حتي قدميه بعشرة أوصاف, وتبدأ بوصف كلي عام.
(5:10) حبيبي أبيض وأحمر. معلم بين ربوة.
(5:10) حبيبي وسيم وقوي. واحد بين عشرة آلاف.
* الأبيض فقط تعني بلا حياة, والأحمر فقط تعني سافك للدم, لذا حبيبي كان أبيض وأحمر.
* حبيبي أبيض وأحمر: أي بهي ومخلص ومنير, فهو شمس البر ومقدم الخلاص. فحبيبها امتزج فيه البهاء بالخلاص علامة القوة والحيوية.
* معلم: حامل العلم.
* بين ربوة: معروف بين الناس والشياطين.
(5:11) رأسه ذهب إبريز. قصصه مسترسلة حالكة كالغراب.
(5:11) وجهه برونزي ناعم. شعره متجعد أسود كالغراب.
* الذهب: إشارة إلي الحياة السماوية, والذهب الإبريز الخالص: إشارة إلي اللاهوت, فإن كان الرأس سماويا فالجسد لا يقدر أن يعيش إلا علي مستوي سماوي مادام متحدا بالرأس. هذا هو سر حبها لعريسها.
* قصصه مسترسلة: أي ضفائر الشعر, والمقصود بها الكنيسة جماعة المؤمنين فهم بمثابة شعر للرب أي متحدين في الإيمان بالمسيح.
* حالكة كالغراب: سوداء لا تظهر فيها شعرة بيضا, لأن المؤمن لا يشيخ بل يتجدد كالنسر شبابه. إن كنيسة المسيح فوق حدود الزمن لا يشيبها الشيخوخة ولا تقوي عليها أحداث أرضية.
(5:12) عيناه كالحمام علي مجاري المياه,
مغسولتان باللبن, جالستان في وقبيهما.
(5:12) عيناه جميلتان كالحمام تنساب علي مجري المياه, حمام غسل باللبن, واقف علي المجري.
* العين: تعبر عن شخصية الإنسان من هو, كما تعبر عما يكنه هذا الإنسان في باطنه. كذلك العين تتكلم بلغة أبلغ وأوضح من لغة اللسان, لأن نظرة واحدة تكفي لتعبر عما داخل الإنسان.
* مجاري المياه: المعمودية التي عندها بدء جيل جديد مقدس للرب.
* اللبن: رمز للإيمان النقي الخالص عديم الغش الذي يغذي النفوس.
* وقبيهما: أي مكانهما, إشارة إلي استقرارهما في موضعهما, فإن رعاية الله لكنيسته وأولاده دائمة, والإشارة هنا لاستدارة العين الحاوية كل جمال.
(5:13) خداه كخميلة الطيب وأتلام رياحين زكية.
شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا.
(5:13) خداه مشرقان كجنة مملوءة من الأعشاب والأطياب. شفتاه كالسوسن مبتلة بالمر السائل.
* خداه: الخدان رمز الحيوية والطلعة البهية فإن وجه العريس مشرق كالخميلة ذات الشجيرات العطرية المتشابكة. والمقصود اللحية المعطرة وهي علامة القوة والكرامة.
* خميلة: هي شجيرات عطرية.
* أتلام: باقات زهور زكية.
* شفتاة سوسن: السوسن هو الزنبق تشير إلي المجد الملوكي, فهما يقدمان كلمة الله الممتزجة بالمر والميعة.
* مرا مائعا: المر والميعة رمز الألم, أو الجهاد والتعب في تنفيذ الوصايا.
(5:14) يداه حلقتان من ذهب, مرصعتان بالزبرجد.
بطنه عاج أبيض مغلف بالياقوت الأزرق.
(5:14) يداه حسنة التكوين, ويرتدي حلقات من جواهر, جسمه كالعاج الناعم المرصع بالجواهر الزرقاء.
* يداه: أبديتان تشبعان النفس والجسد معا.
* حلقتان: الحلقة أو الدائرة إشارة إلي الأبدية.
*الزبرجد: هو الياقوت الأصفر ويشير إلي قوة التأسيس. إن عروسه مؤسسة علي إيمان راسخ. وإيماني دائما مرتبط بالسماء.
* بطنه: أي جسمه أو أحشاؤه, والبطن هي دائما تعبير عن المشاعر, فهي مشاعر الله المملوءة حبا وحنانا.
* عاج أبيض: العاج يتم الحصول عليه من حيوان حي (الفيل) خلال الألم حتي الموت. مشاعر الله من نحونا لم نشعر بها إلا من خلال موت المسيح. إن أحشاءه مغلفة بالياقوت الأزرق وهو لون سماوي, فإن حبه ليس أرضيا مؤقتا بل سماوي أبدي.. وهذا معناه أن الله يتألم من أجلنا (حب الحبيب حب سماوي) وهذا تعبير عن رقة وحنان الله. وقد يفهم هذا الوصف علي الأوردة الزرقاء التي تظهر خلال الجلد.
(5:15) ساقاه عمودا رخام, مؤسستان علي قاعدتين من إبريز.
طلعته كلبنان. فتي كالأرز.
(5:15) ساقاه عمودا رخام علي قواعد من ذهب. طلعته كجبال لبنان, بأشجار الأرز العالية فيها.
* ساقاه: إشارة للقدرة علي السير بثبات, والمعني أنه يدك تحت قدميه كل قوي إبليس محطما الموت قاهرا الخطية.
* عمودا رخام: يشير إلي أن يسوع المسيح هو أمس واليوم وإلي الأبد. وهذا إشارة إلي الشباب.
* قاعدتين من إبريز: إن العريس كله ذهب: رأسه وقاعدته ويداه. بعكس تمثال نبوخذ نصر الذي فيه التدهور من الذهب إلي الفخار.
* طلعته كلبنان: لبنان منطقة سياحية جذابة, فالعريس مظهره مظهر الجلال والنبل. إن وجه يسوع مملوء حنانا وبشاشة يشتهي الكل التطلع إليه.
* فتي كالأرز: الأرز معروف بطوله الشامخ ورائحته الزكية, هكذا المسيح لا يشيخ أبدا. إن الرب في تنازله حمل ناسوتنا مشاركا إيانا كل مراحل النمو: جنين/ طفل/ صبي/ شاب/ رجل, ولكنه صعد قبل الشيخوخة, فالمسيحي لا يعرف الشيخوخة مطلقا. إن المسيح كما يعلنه الروح القدس كله جذاب للنفس التي تنعم به.
(5:16) حلقه حلاوة وكله مشتهيات.
هذا حبيبي, وهذا خليلي, يا بنات أورشليم.
(5:16) فمه حلو التقبيل وكل ما فيه يسحرني. هذا هو حبيبي يا بنات أورشليم.
* حلقه حلاوة: الحلق يخرج منه الكلام, وكلمات السيد المسيح كلها عذوبة خاصة وحلاوة, لأنها روح وحياة. فيه تجد العروس كل حبها وإليه كل اشتياقها.
* وكله مشتهيات: وكل ما فيه يشتهي, ومن أحب الرب يحب الجلوس عند قدميه كما سبق وأعلنت العروس (2:3)
* هذه دعوة رقيقة للمشاعر الرقيقة ليعيش الإنسان مع المسيح.
النساء
(6:1) أين ذهب حبيبك أيتها الجميلة بين النساء؟
أين توجه حبيبك فنطلبه معك؟
(6:1) أيتها الجميلة بين النساء أين ذهب حبيبك؟ في أي طريق مضي حتي نساعدك فتجديه؟
* إن غير المؤمنين في حيرة وتساؤل: أين ذهب حبيبك؟ أين توجه؟ أين اختفي؟ نريد أن نعرف معك. بدون الكنيسة لا يعرف العالم المسيح, وخارج المسيح لا توجد كنيسة. إن المسيحية تحول كل إنسان مؤمن إلي مسيح أي مقدس كامل في كل سيرة. إن شهادتنا عن المسيح هي بالإنجيل الخامس (إنجيل القدوة) أي الشهادة الصامتة بالحياة لا بالكلام.
العروس:
(6:2) حبيبي نزل إلي جنته, إلي خمائل الطيب,
ليرعي في الجنات, ويجمع السوسن.
(6:2) لقد ذهب حبيبي إلي جنته, حيث تنمو أشجار البلسم, يرعي قطيعه في الجنة, ويجمع السوسن.
* جنته: كنيسته, فقلب العروس هو جنة العريس, وهذا تأكيد علي أن العريس موجود دائما داخل كنيسته, وداخل كل نفس اقتناها بدمه. المسيح يحب القديسين لأنهم يطيعونه ويحب الخطاة لأنه يشفق عليهم. إن الإنسان المؤمن هو جنة الله بمعني أن الله يحب أن يستريح فيه.
* خمائل الطيب: أي الأشجار العطرية الكثيفة وثمارها كثيرة ذات الرائحة الحلوة. يقول معلمنا بولس الرسول: شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين, ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان (2كو2:14).
* ويجمع السوسن: السوسن كان صفة للعريس فأصبح صفة للعروس.
(6:3) أنا لحبيبي وحبيبي لي. الراعي بين السوسن.
(6:3) حبيبي لي وأنا له. يرعي قطيعه بين السوسن.
* أنا لحبيبي وحبيبي لي: عودة المشاعر والخصوصية والإحساس بوجود علاقة شخصية بالمسيح, فالعروس تعبر عن فرحتها لأنها صارت ملكا للعريس. ليدخل قلبي ويتسلمه بكل طاقاته وأحاسيسه, لأن كل ما أملكه إنما هو له. فهو يملك مشاعري وطاقاتي, إنني أحبه بملء اختياري, إذ هو أحبني بكمال حبه. إنني لا أطلب منه إلا أن آخذه, هو لأن حبيبي لي.