الكل معرض للتجارب:
قال السيد الرب في مثل البيتين إن كلا منهما تعرض للتجارب الكل نزل عليه المطر,وجاءت الأمطار وهبت الريح سواء في ذلك البيت المبني علي الصخر أو البيت المبني علي الرملمت7:27,25العاقل والجاهل كل منهما تعرض للتجارب ,فالتجارب يمكن أن يتعرض لها القديسون,كما يتعرض لها الخطاة أو عامة الناس,غير أن البعض يثبت والبعض يسقط العثرات تأتي علي الكل فالبعض يسقط.. ويكون سقوطه عظيمامت7:27.
والبعض لايسقط إلا بعد مقاومة والبعض لايمكن أن يسقط إطلاقا مهما كانت الحروب قوية إنه المبني علي الصخر.
لم يقل السيد الرب إن الأبرار غير معرضين للتجربة.
كلا فهم أيضا تنزل عليهم الأمطار من فوق وتجري الأنهار من أسفل وتهب الريح ما بين هذا وذلك وتصدم بيوتهم جميعا.أيوب الصديق تعرض للتجربة مع أنه كان رجلا كاملا ومستقيما يتقي الله ويحيد عن الشرأي1:8وداود تعرض للتجربة علي الرغم من أن روح الله حل عليه1صم16:13وكان رجل الصلاة بالقيثارة والمزمار والعشرة أوتار وشمشون أيضا تعرض للتجربة مع أنه كان نذيرا للرب من البطن قض13:7وكان الرب قد باركه وابتدأ روح الرب يحركه قض13:25,24وحل عليه روح الربقض14:19وهكذا رسل السيد المسيح قال لهم:هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطةلو22:3كلكم تشكون في هذه الليلةمر14:27.
يهوذا سقط وكان سقوطه عظيما لأن بيته كان مبنيا علي الرمل وبعض التلاميذ فروا أثناء القبض علي المسيح أما يوحنا الحبيب فتبع المسيح إلي الجلجثة ووقف إلي جوار صليبه المهم هو الأساس.
البعض منا إذا سقط يأتي بالعيب علي غيره لا علي نفسه!
يقول:الغير أعثرنا!الغير أهملنا نسأله لماذا سقطت؟فيجيب الكهنة لايفتقدون ولا يؤدون واجبهم!الأساقفة لا يرعون!الوسط الروحي غير مشجع!القدوة غير موجودة!ولا يقول أبدا إنه ضعيف من الداخل بل يرمي بحمله علي غيره!
يبحث الساقط علي شماعة يعلق عليها أخطاءه!
والحقيقة أنه لو كان بيتك مبنيا علي الصخر فلن تسقط حتي لو لم يفتقدك الكهنة حتي لو أهملتك الكنيسة ولو كان الوسط الروحي فاترا فأنت تشعله بحرارتك ولو كانت الخدمة ضعيفة أنت تقوم بالخدمة فلا تلق حملك علي غيرك بل كما يقول الرسول:
أنت بلا عذر أيها الإنسانرو2:1
في أيام حبيب جرجس لم يكن هناك تعليم عام في الكنيسة يعتد به فلم يعتذر بقلة التعليم بل قام هو به ودرس في الكلية الإكليريكية وهو طالب بها وأسس مدارس الأحد ووضع كتبا للتعليم الديني في المدارس وأقام نهضة تعليمية,
موسي النبي كان في نشأته في قصر الملك محاطا بكل العبادات الفرعونية القديمة بل تمسك بالإيمان السليم وصار بطلا للإيمان.
إن الذي يقدم أعذارا بيته ليس مبنيا علي الصخر.
القديس أثناسيوس الرسولي وقف ضده الهراطقة بكل عنف ونفي عن كرسيه أكثر من مرة فلم يتزعزع قالوا له العالم كله ضدك يا أثناسيوس فقالوأنا ضد العالم فلقبوه بهذا اللقب contra mondum كان بيته مبنيا علي الصخر فلما نزلت عليه الأمطار وجرت الأنهار وشبت الريح وصدمته بقي راسخا وحسنا قال الرسولكونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب1كو15:28
النعمة:
كل إنسان سواء كان حكيما أو جاهلا تفتقده النعمة غير أن الحكيم يقبل النعمة ويشترك معها بينما الجاهل يرفضها.
الروح القدس يعمل لأجل الكل فيعمل البعض معه, يشترك معه في العمل ويدخل فيشركة الروح القدس2كو13:4فيعمل الروح فيه ويعمل به ويعمل معه.
ولكن البعض لايقبل الروح بل علي العكس يحزن الروحأف4:30ويطفيء الروح1تس5:19ويقاوم الروحأع7:51
شاول الملك وداود مثالا واضحا للعلاقة مع الروح.
شاول حل عليه الروح وتنبأ1صم10ولكنه استقل وعمل بمفرده بعيدا عن شركة الروح فكانت النتيجة مأساة قيل فيها فارق روح الرب شاول وبغته روح رديء من قبل الرب1صم16:14
أما داود فكان حكيما إذ عمل مع الروح وكان قلبه كاملا مع الرب إلهه1مل11:44البيت المبني علي الرمل يقرع الرب علي بابه فلا يفتح لهرؤ3:20مثل هؤلاء كالذين قال عنهم إبراهيم أبو الاباءولا إن قام واحد من الموتي يصدقونلو16:31.
ليس لديهم دافع من الداخل يجعلهم يتجاوبون مع عمل الروح لا أساس علي الاطلاق يبني عليه عمل روحي كأهل أثينا من الفلاسفة القدماء الأبيقوريين لما بشرهم القديس بولس الرسول قالوا:تري ماذا يريد هذا المهذار أن يقول؟!أع17:18.