بعد أن رأينا المفاهيم الدينية المشتركة بين المعتقدات الدينية المختلفة، نستعرض الآن أهم معوقات الايمان.
معوقات الايمان
1- الخضوع للطبيعة و الحسيات:
اكتمل الايمان فى اسمى صوره فى اديان الفردية الروحية و تحرر مفهوم الكينونة الإلهية
فيها من الطابع الحسى الخاضع للمادة الى المفهوم المطلق الروحى و اذا كان ايماننا باله بكائن روحى مطلق فلابد ألا يكون خاضع للطبيعة و الحسيات لانه ان خضع لهما سنعود لنقطة البداية حين كان مفهوم الايمان خاضعاً للمادة و تشوبه الكثير من الصور المشوهة.
2- ايمان متجه للمستقبل فقط:
ان حصرنا الايمان على الامور المستقبلية فقط فهو ايمان جزئى و ليس ايمان كلياً فالزمن غير ثابت و لا يوجد حاضر بالمعنى المفهوم لدينا لان الزمن لا يتوقف فى لحظة معينة فالايمان السليم مبنى على ما حدث و ما آل اليه هذا الحدث و كيف سيؤثر على ما هو آت، من هنا لابد للايمان ان يمر بنفس اطوار النمو و العمق التىيتطلبها التغير الزمنى، فكما ان الزمن يتحرك باستمرار نحو هدف بدون توقف فلابد للايمان ان يتحرك معه نحو نفس الهدف و بنفس القوة فهو لا يتوقف عند نقطة معينة ثابت فيها فلابد ان يكون متطورا.
3- الايمان بماذا و ليس بمن:
لو كان الايمان مبنياً على مجموعة من المعتقدات و المفاهيم لأصبح ايماننا نابعا من ذات انسانية تتصف بالمحدودية و النسبية فمهما بلغت درجة سمو هذه المعتقدات فهى فى النهاية عقائد نسبية فى حين ان الايمان بكيان مطلق غير محدود هو المنبع الاساسى للايمان بالمعتقدات التى يحملها هذا الكائن، فالايمان السليم هو الايمان بالكينونة الالهية و ليس بتعاليم او مذاهب اخلاقية.
4- الخضوع للزمن:
الانسان كائن لازمنى و ما يؤول اليه مستقبله قد صار ماضيا بفعله و بمجرد التفكير فيه و بما ان الانسان كائن لازمنى فيجب ألا يخضع ايمانه للزمن.
5- الايمان بالذات:
الذات الانسانية هى ذات ناقصة و لديها احتياجات و دوافع للايمان المطلق فلو اصبحت الذات هى محور الايمان لكان هذا الايمان ناقصاً ايضا.
لكن السؤال الهام الآن ما مغزي وجود أصول مشتركة سواء في الأمور الإيمانية أو بعض الممارسات الدينية في كل هذه المعتقدات الدينية المختلفة؟ ! و هو ما سوف نستكمله في المقالة القادمة.