– “الموهبة والمحبة ” في فترة الخماسين المقدسة
تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم خلال عظته الأسبوعية بعنوان الموهبة و المحبة قال فيها : انه في فترة الخماسين وبمناسبة عيد العنصرة يكثر الحديث عن المواهب التي يعطيها الله وأمامنا اثنان من الآباء الرسل فبولس الرسول في رسالة كورنثوس الاولي الاصحاح ال12 يقدم لنا قائمة بالمواهب وفي النهاية يقول “أريكم طريقا افضل”ما هي (المحبة) ففي الاصحاح ال13 من نفس الرسالة يتحدث عن المحبة ونسميه بأنشودة المحبة أما في اصحاح 14 يتحدث عن موهبة التكلم بألسنة .
واضاف قداسته أما القديس بطرس الرسول بالرغم من انه كان صياد للسمك إلا أنه تحدث بصورة تدعو للدهشة حيث يقول ” لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة” وكلمة شديدة أي ممدودة (محبة سباقة) بطرس يصف المحبة نحو الاخر وهذه هي المحبة ….. الأخر و احتياجاته تسبق رغباتك فالمحبة ليست بالكلام بل بالعمل (بالعمل و الحق) وهنا يصف المحبة بأقصر توصيف وهي “شديدة” .
ووصف البابا المحبة الشديدة الحقيقة موضحا صفاتها بأنها تستر كثير من الخطايا فالعالم قائم علي الفضائح و الشائعات و نشرها ولكن الله بيّن محبته لنا فهو مات لأجلنا (ساتر علينا) .فستر الخطية يساهم في علاج الانسان الله يستر علي خطايا البشر وعلامة المحبة الأساسية هي(الستر)
مثال :الابن الضال عندما عاد ستر عليه ابوه ولم يتحدث عن شئ من الماضي ولكن اخية الكبير لم يستر عليه واساء إليه وفضحه بكلامه
وقال البابا ان هذه الآيه تصلح في ( التربية – العلاقات الاسرية- الصداقة – الخدمة – المعاملات العامة بين البشر) ولكن هذا لايمنع من وجود عقاب للإصلاح فالمخطئ يحتاج للتأديب .
واضاف ان هناك علامة أخري من علامات المحبة وهي فضيلة اتساع القلب و إضافة أي انسان “ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة” فالله أعطي مواهب للانسان لكن عندما اعطانا روحه ومواهب للرسل متنوعة ومتعددة :ان الهدف منها تكميل الخدمة فالمواهب الروحية لا تكتسب بدراسة ولكن تنال من الله فهو الذي يسكبها وليس لصاحبها بل للآخرين أي ليس لتمجيد صاحبها لكن للاهتمام بالآخرين ولتغطية احتياجات الآخرين فخدمة الآخرين هى أولا واخيراً ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم “علينا أن نصنع مانستطيع فيعمل هو ما لا نستطيع “فالموهبة الشخصية تساوي صفر ووجود المسيح يجعل لها قيمة
اما الأمر الثالث فهو ان نكون كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة الله يعطي المواهب وليس أحد بدون موهبة، فعطايا الله كثيرة وجديدة كل صباح وأنت موضوع لخدمة الآخرين وهذه المواهب نستخدمها كوكلاء عليها ولا نملكها نحن نصونها ونستخدمها بحسب ما اعطانا الله وعندما نستخدمها نستحق أن نسمع “نعماً أيها العبد الصالح و الامين كنت امينا في القليل فأقيمك علي الكثير ادخل إلي فرح سيدك” فيجب ان تشكر الله علي المواهب كل يوم
وقال قداسته ان الله مصدر كل موهبة وسببب دوام الموهبة ان تكون ناجحة ومستمرة طالما المسيح موجود بهذه المواهب تخدم الله في صورة الناس سواء كان في (الخدمة، فصل، ايبارشية) نستخدم الموهبة لنخدم كل أحد وهذه المواهب تحكمها ثلاثة قوانين أولها ان كان يتكلم احد فيكون كأقوال الله (في البيت، بين الاصدقاء)، ثانيا ان كان يخدم احد فكأنه من قوة يمنحها الله (اخدم بقوة الله والخدمة في اساسها هي نعمة المسيح وقوته ليس قوتك أو مهاراتك)
اما القانون الثالث الذي يحكم المواهب فهي ان كان احد يخدم فهو يأخذ قوة يمنحها الله لذلك ليكن هدفك مجد الله، فنحن نخدم خدمات كثيرة ولنا معاملات كثيرة في الكنيسة ولكن الهدف الوحيد أن يكون مجد الله وليس هدف شخصي ولا يوجد غرض لنا سوى أن يتمجد الله في كل شئ (نخدم بأقوال الله، نخدم بقوة الله، نخدم بمجد لله)
وهذه هي الصرة التي قدمها بطرس الرسول ليربط بين الموهبة و المحبة