أب يعاقب ابنه فيصرخ البعض:أين الأبوة؟أين الحنان؟
فإن كان الابن عاقا متمردا تضع النصف الآخر من الحقيقة وهو أيضا أين البنوة؟والكتاب يقولأي ابن لايؤدبه أبوه؟وإن كنتم بلا تأديب صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لابنونعب12:8,7.
الذي ينظر إلي العقوبة ويتجاهل الذنب الذي هو سبب العقوبة ليس هو إنسانا عادلا بل يعمل بأنصاف الحقائق.
وإذا كان الله يعاقب مع أنه كلي الرحمة فكم بالأولي الإنسان.. و إذا لم توجد عقوبة سيوجد تسيب لأن الذي لايخاف يفعل ما يشاء ويتمادي فيما يفعل.
والعقوبات لم تكن في العهد القديم فقط وإنما في العهد الجديد أيضا.
القديس بطرس الرسول ألم يعاقب حنانيا وسفيرا دون أن يعطيهما فرصة للنقاش ولا للتوبةأع5ألم يعاقب أيضا سيمون الساحر بالهلاكأع8:20ولاتزال لعنته باقية حتي الآن.
والقديس بولس الرسول يقول:ألم يعاقب باريشوع وضربه بالعمي فجعله يدور ملتمسا من يقوده بيده وذلك لأنه قاوم كلمة اللهأع13:8-12.
أن أبوة الله وكرامة الله لاينفصلان.
أنه القائلإن كنت أنا أبا فأين كرامتي؟وإن كنت سيدا فأين هيبتي؟لايجوز أن نأخذ نصف الحقيقة ونترك الباقي!إن قال أحد:أين حنان الأبوة؟نقول له:وأين واجبات البنوة؟في العهد القديم كان من يشتم أبا أو أما موتا يموتخر21:17.
لاننظر فقط إلي النتيجة بل نبحث أيضا عن السبب.
لاتقل فقط فلان سقط بل فتش عن أسباب سقوطه ابحث عن حالة قلبه الداخلية وعن العثرات التي من الخارج.
يتحدث البعض عن نشاط الطؤائف ويثور.
هذه نصف الحقيقة فأين النصف الآخر ربما لا توجد رعاية, ربما عدد الكهنة قليل أو ربما لا يقومون بواجبهم أو لا يوجد من يحاسبهم وإن حاسبهم أسقفهم وعاقب المخطيء يقولون له:أين الأبوة؟فيجيبهم وأين الرعاية؟ليت من يحتج ويثور يقرأ الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر حزقيال النبي إنه يعطي النصف الاخر من الحقيقة.
إنسان غني سرقه اللصوص هذه نصف الحقيقة.
والنصف الآخر:ربما كان ذلك الغني بخيلا لاينفق علي أحد يجمع المال ويخزنه دون أنت يعطي ويعيش في ترف ورفاهية تثير المحتاجين المعوزين وويل لمن تأتي من قبله العثراتمت18:7.
مثل سيدة غنية تدخل إلي أحد الفنادق ويداها مثقلتان بالذهب وصدرها كأنه فاترينه للمجوهرات وتصبح عثرة للصوص فيتبعونها لأنهم أعثروا من غناها لايستطيع أحد أن يبرأهم ولكن في نفس الوقت نذكر النصف الآخر من الحقيقة.
لاننسي مطلقا أن الغني الفاحش المثير الذي كان في روسيا في عهد القيصرية كان أحد أسباب البلشفية والثورة الشيوعية بل كان أحد أسباب الإلحاد الماركسي الذي اتهم الله بعدم العدل في توزيع الثروة؟
قد يقول البعض:يوجد شباب بعيد عن الكنيسة.
هذه حقيقة لاننكرها ولكن نصف الواقع أما النصف الآخر فهو لماذا يبعد بعض الشباب عن الكنيسة هل لأنه لاتوجد فيها أنشطة تشغله؟هل لأنه لاتوجد عظات وقداسات تشبعه؟هل لأن العالم أكثر جاذبية له؟هل لأنه لاتوجد رعاية تحفظه؟هل لأن الكنيسة لاتجلس مع الشباب وتحاوره في أسباب بعده؟هل لكل هذه الأسباب مجتمعه؟أم لبعضها.
لابد أن نبحث عن النصف الآخر من الحقيقة ونعالجه.
من الناحة الأخري قد نقول إن فلانا خير.
هذه نصف الحقيقة وربما النصف الآخر أنه يوجد أشخاص كرماء يعطونه من عشورهم ليعطي الفقراء وكما يقول الشاعر:
يجود علينا الخيرون بمالهم.. ونحن بمال الخيرين نجود
هؤلاء الذين أسماؤهم مخفاه هم أكثر أجرا عند الله.
يشبه ذلك كثيرا من الأغاني الشعبية يقول المعجبون بها:هذه أغنية فلان أو أغنية فلان أما اسم الشاعر والمؤلف الذي كتب الأغنية فقد لايعرفونه ولولاه ما كانت تلك الأغنية.
مثال آخر إنسان ناجح في خدمته يمدحه الناس.
بينما هذه نصف الحقيقة أما النصف الآخر والأهم فهو النعمة المعطاة له التي لولاها ما نجح في خدمته.
وفي هذا قال القديس بولس الرسول:أنا أصغر الرسل الذي لست أهلا لأن أدعي رسولا لأني اضطهدت كنيسة الله.ولكن بنعمة الله أنا ما أنا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي1كو15:9,10
حقا ما أكثر ما ننسي هذا النصف الآخر من الحقيقة الذي هو نعمة الله العاملة معنا التي لولاها ما عملنا شيئا.
أو مثل شخص يمدحونه للقيام بمشروع عظيم وهذه نصف الحقيقة.
أما النصف الآخر المنسي فهو من اشتراك معه من الناس ولولا اشتراكهم ما كان يتم ذلك المشروع.
هنا واذكر أبا قد تنيح من الرهبان كان إذا عمل عملا يستحق المديح يشرك معه أحد الاباء ولو في جزء طفيف منه,حتي إذا ما تم العمل ونجح ومدحه الناس عليه يقول:البركة في الأب فلان الذي اشتراك معي فيه.
ياليتنا باستمرار نذكر النصف الثاني من الحقيقة.
حتي فيما بيننا وبين أنفسنا: إن حوربنا بالمجد الباطل في فضائل قمنا بها نذكر أيضا خطايانا ونقائصنا.
وبهذا تتكامل الصورة ولاننسي النصف الاخر من حقيقتنا.