في حالة خطيتك تكون أيضا ناسيا لمعموديتك وميرونك.
تنسي أنه في ذلك اليوم وقفت والدتك نيابة عنك أمام الله وكنيسته تجحد الشيطان وكل جنوده وأفعاله الشريرة وأنك في ذلك اليوم صرت أمام الله ابنا له مولودا من الماء والروحيو3:5والمولود من الله لايخطيء1يو3:19يو5:18.
في خطيتك تنسي أيضا أنك مسحت بالميرون مسحة مقدسة فصرت هيكلا لله والروح القدس يسكن فيك1كو3:16ويقول الرسول لاتحزنوا روح القدوس الذي به ختمتم1كو5:30
وأنت في خطيئتك تنسي تناولك من جسد الرب ودمه.
تنسي أنك في يوم ما,وربما يوم قريب كنت واقفا أمام الله وأمام مذبحه المقدس وأمام الجسد الطاهر تتناول من السرائر المقدسة وتتعهد بأن تثبت في الله والله فيك,حسب وعده المقدسيو6:56وتنسي في خطيئتك قول الرسولأي من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه1كو11:27أين خشوعك أمام الرب يوم التناول؟!هل نسيته وقت الخطية؟!
الخشوع:
الإنسان الذي يشعر أنه أمام الله باستمرار يكون في حالة خشوع كما نذكر في القداس الإلهي عن الملائكة ورؤساء الملائكة الوقوف أمام الله في حالة خشوع ,وكما يذكر الرؤيا,إن هؤلاء السمائيين يطرحون أكاليلهم أمام العرش قائلين وهم سجودأنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرمة والقدرةرؤ4:11,10.
كذلك السارافيم الواقفون أمام الله في خشوع يسبحونه قائلين:
قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرضأش6:3
عبارة قدوس تجعلنا نخشع ونذكر قدسية الله في هيبة.
كيف تعمل خطية أمام هذا القدوس؟كيف لانستحي من قدسيته؟ كيف لانشعر بضآلتنا أمامه؟بينما نحن نذكر تسبحة الثلاث تقديسات أمامه في كل قداس وفي كل صلاة من الصلوات السبع اليومية وننحني بخشوع ونحن نصليها ونذكرها أيضا في الصلاة علي الموتي وعلي الرهبان معترفين أنه هو وحده القدوسرؤ15:4كما قالت تلك التسبحة جماعة الغالبين في سفر الرؤيامن لايخافك يارب ويمجد اسمك لأنك أنت وحدك قدوسرؤ15:4.
إننا نخشع أمام قوة الله وأمام لاهوته وأمام قدسيته,ليس في الكنيسة فقط بل في كل موضع.
ونعجب بالأكثر من الذين يجلسون في الكنيسة بغير احترام.
إن بطرس الرسول بعد القيامة وهو يصيد السمك في بحر طبرية وظهر لهم الرب يسوع وعرف أنه الربأسرع بطرس وأئتزر بثوبه إذ كان عريانايو21:7خشية وهيبة منه للرب.
لاتظنوا أن المرأة تكون محتشمة فقط في الكنيسة أو في وقت التناول,بل تكون أيضا محتشمة في حجرتها الخاصة.
حتي في حجرتها الخاصة وهي مغلقة عليها تكون محتشمه أمام الله وأمام الملائكة وأمام أرواح القديسين والتي تكون هكذا من الصعب أن تفقد حشمتها أمام الناس!
التواضع:
أيضا فإن الذي يشعر أنه أمام الله الخالق ضابط الكل لابد أن يشعر بالاتضاع أمامه كل حين ويرفض كل عظمة.
إبراهيم أبو الآباء حينما كلم الله لأجل سادوم قالعزمت أن أكلم المولي وأنا تراب ورمادتك18:27.
نعم,مهما بلغ الإنسان من مركز عال علي الأرض ومن عظمة ومن رفعة فهو أمام الله تراب ورماد ومادام هو أمام الله في كل حين فليذكر إذن كل حين أنه تراب ورماد ولينسي هذه الحقيقة في أي وقت في كل معاملاته.
لايجلس بكبرياء ولايمشي بكبرياء ولايكلم أحدا بكبرياء.
لأنه في كل ذلك أمام الله,الذي لايسر بتعاظمه هذا وقصة هيرودس الملك واضحة أمامنا الذي لما لبس حلته الملكية وجلس علي كرسي الملك وقبل من الناس مديحا ليس لهضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله,فصار يأكله الدود وماتأع12:23,21بعكس ذلك داود النبي الذي قال حتي بعد انتصاره علي جليات الجبارأنا رجل مسكين وحقير1صم18:23وكان يقول في مزاميرهوأما أنا فمسكين وفقير اللهم أسرع إلي معونتيمز70:5وكان يقول عن نفسهالمقيم المسكين من التراب والرافع البائس من المزبلة ليجلسه مع رؤساء شعبه مز113:7,8.
لذلك يحسن بك أن تقول في صلواتك.
من أنا يارب حتي أقف أمامك ولكني في خشية أشعر أنني أقف أمام الرب في كل حين كما قال داود في المزمور جعلت الرب أمامي في كل حينمز16:8.
نعم يارب,هوذا أنا أمامك في الكنيسة وأمامك في البيت وفي الشارع,أمامك وقت الصلاة وأمامك وقت الخطية شعرت بذلك أو لم أشعر وأنا أمامك في كل معاملاتي مع الناس.
فلا تسمح بأن أعامل أحدهم بسلطان أو بعظمة ناسيا أنني تراب ورماد وأنهم خليقتك وأولادك.
في الاعتراف:
اشعر أيضا أنك واقف لتعترف بخطاياك أمام الله.
حقا:إنك تعترف في سمع الكاهن ولكن أمام الله.
بل إنك تعترف إلي الله نفسه في سمع الكاهن.
حينذاك يكون اعترافك في خشوع وفي انسحاق قلب لأنك أمام الله,تقول لهإليك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت.
إن شعورنا أننا باستمرار أمام الله,يضبط حياتنا كضابط للكل ويراقبها هذا يجعلنا أكثر احتراسا لا نتسيب في شيء ولا نخطيء لأن الله يري كل ما نفعل ويسمع كل ما نقول,ويطلع علي أفكارنا وعلي مشاعرنا وكل مشاعرنا معروفة عنده.
بهذا الإيمان نغلب العالم…
كما قال الرسول هذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا1يو5:4.