مفتاح العهد الجديد(122)
مدخل دراسي للإنجيل
رابعا:سفر الرؤيا
ثانيا: التفسير
الأصحاح الثاني: رسائل إلي أربع كنائس
الأصحاح الثالث: رسائل إلي ثلاث كنائس
3-مدينة برغامس:
مدينة برغامس كانت هي عاصمة آسيا الصغري وقت كتابة سفر الرؤيا وكانت بها مكتبة شهيرة تضم حوالي(000 200) مجلد,كلما اشتهرت برغامس بالعبادات الوثنية علي مر العصور.إذ عبدت الإلهسيرابيس الذي كان معروفا لديهم بأنه إله الصحة وكان له معبد ضخم بتلك المدينة,كما كانت توجد معابد أخري لسوتر وأثينا وديونسيوس…إلخ.
وفي العصر الروماني أقيم في برغامس أول هيكل في آسيا لعبادة الإمبراطور الروماني ولذلك تذكر الرسالة إلي ملاك هذه الكنيسة قول الرب عنها إنها كانتحيث الشيطان يسكن(رؤ2:12-17).
وقد اشتهرت برغامس بأنها اعتبرت مركزا طبيا شهيرا.إذ عاش بها أبوقراط وجالينوس الذي يدعي أبو الطب.كما أن بها أيضا مياها معدنية تخرج من عيون طبيعية وحمامات طينية تستخدم للعلاج.
وملاك هذه الكنيسة غير معروف علي وجه التحديد إلا أن الرسالة ذكرت عن بلده أنهاكرسي الشيطان وذلك ربما لكثرة المعلمين الكذبة الذين انتشروا فيها.
وفي العصر اليوناني أقيمت كاتدرائية ضخمة مكان جسد الإله في القرن الثاني البلادي وكرست باسم القديس يوحنا الإنجيلي وهي مازالت موجودة حتي اليوم وتعرف باسمالكاتدرائية الحمراء The Red Basillica,نظرا لسقوط البياض الخارجي وظهور الطوب الأحمر الذي بنيت به ولكنها بدون سقف أو قباب.واليوم تدعي مدينة برغامس باسمبرجما وكل سكانها من المسلمين.
4-مدينة ثياتيرا:
تبعد ثياتيرا عن برغامس (40 ميلا) وقد أثبتت الآثار أنها كانت مركزا لنقابات المهن التجارية المختلفة.وكان من ضمن هذه النقابات هيئة قوية لصناعة التماثيل وبيعها وقد كانت المدينة مركزا لصناعة التماثيل النحاسية.
وملاك هذه الكنيسة هو القديس إيريناوس تلميذ القديس بوليكاربوس وقد واجهت الكنيسة خطورة داخلية وهي الانحراف عن التعليم المستقيم والسلوك الروحي القويم.والمدينة الحالية لاتوجد بها سوي آثار لكنيسة مهدمة تماما لا يوجد فيها سوي عمود مكسور عليه صليب…وتظهر فيها بعض أساسات هذه الكنيسة.
5-مدينة ساردس:
تبعد مدينة ساردس مسافة(35)ميلا جنوب غرب ثياتيرا,وقد تميزت هذه المدينة بالانحلال وكان تاريخها مظلما في الشر والإجرام.
وملاك هذه الكنيسة غير معروف بالتحديد,إلا أنه ميت بالروح إذ لم تذكر الرسالة له أي فضيلة أو تعب أو صبر أو محبة أو إيمان وليس له أي رصيد روحي إلا أن الرب يفتح له باب الرجاء قائلا:اذكر كيف أخذت وسمعت,وأحفظ وتب(رؤ3:3).
والمدينة الآن تعرف باسمسارت وهي عبارة عن قرية صغيرة لا يوجد بها أي آثار لكنيسة ولو واحدة.كما لايوجد بها مسيحيون علي الإطلاق.
6-مدينة فيلادلفيا:
تبعد مدينة فيلادلفيا مسافة(28)ميلا جنوب غرب ساردس.وقد كانت الوديان المحيطة بهذه المدينة عبارة عن وديان كروم.وكانت العبادة السائدة في المدينة هي عبادة ديونسيوس إله الخمر.وكانت هناك عادة ثابتة في تلك المدينة أن الكاهن الذي يقود الشعب في عبادة الإمبراطور بعد أن ينهي نوبة خدمته يقيم تمثالا في المعبد ويكتب عليه اسمه واسم أبيه,ومكان سكان ومولده وسنة كهنوته….ولذلك فقد كان الوعد في هذه الرسالة أن:من يغلب سأجعله عمودا في هيكل إلهي(رؤ3:7-13).إلا أن الكنيسة في فلادلفيا كانت قوية لذلك نالت المديح والتشجيع دون تحذير أو عتاب أو إدانة.
والمدينة الحالية لايسكنها أي مسيحي ورغم ذلك فلها أسقف يوناني يدعيالأسقف أندراوس وهو يحمل الاسم من الناحية التاريخية فقط فليس هناك شعب أو كنيسة سوي بقايا كنيسة قديمة من الطوب اللبن توجد علي جدرانها المنهدمة أيقونة بالفريسك للعذراء مريم والطفل يسوع.
7-مدينة لاودكية:
اشتهرت لاودكية في ذلك الزمان بالأعمال التجارية والمصرفية والمالية كما كانت أيضا مركزا هاما لصناعة الصوف والأرجوان.فصارت غنية بذهبها وفضتها:كما اشتهرت المدينة بأنها مركز للعلاج الطبيعي,باستخدام المياه الكبريتية الدافئة الخارجة من عيون طبيعية.
وقد انتشر اليهود في تلك المدينة بشكل كبيرا نظرا لمركزها التجاري والمالي أما ملاك هذه الكنيسة فهو غير معروف وإن كان البعض يقول إنه ربما يكون ابن القديس فليمون….أما الآن فالمدينة ليس بها مسيحيون ولا أحد يعرف مكانا لكنيسة فيها.
وبعد أن تعرضنا لفكرة عن تاريخ كل مدينة من المدن التي أرسلت إليها رسائل سفر الرؤيا.وأيضا بعد أن تعرضنا لأوضاعها الحالية والمعاصرة نتناول بالدراسة كل رسالة من هذه الرسائل لنتعلم منها دروسا لحياتنا.
ولكن قبل أن نتعرض لهذه الدراسة التحليلية نتناول نقطتين هامتين:
أ-اتجاهات التفسير:
وهناك ثلاثة اتجاهات رئيسية للتفسير كما سبق أن قلنا:
1-الاتجاه الزمني المعاصر:باعتبارها رسائل إلي الكنائس المحلية في آسيا الصغري في تلك الفترة.
2-الاتجاه الروحي الشامل:باعتبار هذه الرسائل رسائل إلي الكنيسة العامة في كل مكان وعبر كل الدهور.
3-الاتجاه التاريخي المتتالي:تري أن هذه الكنائس السبع هي تشير إلي سبعة عصور ستتوالي علي الكنيسة وقد سبق عرض هذه العصور السبعة من قبل.
ب-سمات عامة للرسائل:
نلاحظ أن كل رسالة تنقسم تقريبا إلي الأقسام التالية:
1-عرض لضعف الكنيسة ووصف لحالتها:من إيجابيات وسلبيات.
2-عرض لأسلوب العلاج المتاح:من إنذار أو توبيخ أو تشجيع.
3-الوعد:يتناسب مع الحالة ويرتبط بالافتتاحية.
4-نظرتنا للمسيح:تتناسب مع حالة كنيسة.