والخشوع نراه حتي في وقوف الشاروبيم والسارافيم.
إن إشعياء النبي يشرح لنا هيبة موقف السارافيم حول الله في الهيكل فيقول عنهم:لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير وهذا نادي ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض فاهتزت أساسات العتب في صوت الصاروخأش6:2-4.
ومن مظاهر الخشوع الوقوف والركوع والسجود وحفظ الحواس.
ولذلك فإن الجلوس أثناء الصلاة وبخاصة في لحظات مقدسة أمر غير لائق ولا يتفق مع آداب الوجود في الكنيسة ولذلك نجد الشماس يصيح مثلا قبل قراءة الإنجيل ويقول:قفوا بخوف من الله وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس ويقول في موضع اخر.
اسجدوا لله بخوف ورعدة
لذلك لايليق مطلقا الكلام أثناء الصلوات سواء القداس الإلهي أو أي سر من أسرار الكنيسة كالمعمودية مثلا أو صلاة طقسية ولايليق أثناء العظة أن يتحدث شخص مع من يجاوره معلقا علي بعض العبارات.
كذلك وجود ناد في فناء الكنيسة يفقد أولادنا احترام الكنيسة
ويكون مجالا للعب والصياح والضجيج وبخاصة إن لم يكن هناك مرشد روحي يحفظ النظام ويضمن سير التسليات بأسلوب روحي.
وإن كان احترام المكان لازما للكنيسة كلها,
من باب أولي احترام هيكل الكنيسة
فلا يليق دخول كل أحد إليه ولايليق الكلام فيه ولا الضحك ولاكثرة الحركة ولايليق الاستناد إلي المذبح أو صلاة البعض قبل أو بعد التناول وظهورهم إلي المذبح بحجة الاتجاه للشرق ولا يجوز أن يدخل أحد بقربانة إلي الهيكل.
فالهيكل لاتدخله سوي قربانة واحدة فقط هي الحمل.
النظام:
كل شيء ينبغي أن يسير في الكنيسة بنظام وهدوء وقد قال القديس بولس الرسول في ذلك:ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب1كو14:4.
فهناك موضع للشمامسة وموضع للآباء الكهنة وكرسي للأب الأسقف ودرجات تميز موضع هذا عن ذاك والهيكل في موضع مرتفع عن أماكن الشعب وكرسي الأسقف له ثلاث درجات لأنه اجتاز من الشمامسة إلي القسيسية إلي الأسقفية
والآباء الكهنة في نظامهم يقفون إلي يمين المذبح.
ويأخذون رشما من الأب الأسقف أو من الكاهن الخديم حينما يرشمهم بعد رفع الأبروسفارين وعن صلاة الثلاث تقديسات ولذلك يكون أمرا غريبا حينما يقوم الأسقف بالرشم ولايكون الآباء الكهنة واقفين هناك.
كذلك الخوارس في الكنيسة لها نظم وتحركات الأب الكاهن في الكنيسة وحول المذبح بنظام وهناك نظام لدورة الصليب والشعانين نظام لكل شيء.
ومما يخل بنظام الكنيسة فوضي الأطفال وأحيانا فوضي المصورين والإداريين.
فالأطفال الذين يجرون هنا وهناك ويتصايحون أحيانا يتلفون نظام الكنيسة وبعض الكنائس يقيمون للأطفال اجتماعا خاصا أو قداسا خاصا إن كانت الكنيسة بدورين أو لها فرع خاص أما عن الرضع فقد أقامت لهم بعض كنائسنا في الخارج حجرة زجاجية مع أمهاتهم بحيث تري الأمهات من خلال الزجاج ويسمعن القداس بمكبرات صوت تصل إليهن وصوت الأطفال لايسمح خارجا مهما صاحوا وأحيانا هذه الغرفات تسميCryingroom.
وأحيانا تكون الفوضي بسبب التزاحم
التزاحم علي الأمكنة أو التزاحم أثناء التناول بينما هي لحظات مقدسة أو التزاحم أثناء توزيع لقمة البركةالأولوجيةأو التزاحم في نوال البركة من أب أسقف أو أحد الآباء بينما الترتيب يحل مشاكل كثيرة ويوفر الوقت ويساعد علي ذلك وجود مكان للدخول ومكان للخروج مع وجود منظمين.
ولكن المسائل تتعقد إن كانت الفوضي من المنظمين أنفسهم.
بكثرة صياحهم أو انتهارهم الناس بلا داع أو التصرف بروح السيطرة وعدم مراعاة شعور الآخرين ويستحسن عمل توعية للمنظمين وللإداريين ليعرفوا كيف يتصرفون بلياقة.
كذلك يحسن حفظ النظام أثناء صلاة سر الزواج.
لأن البعض ينسون أنهم أمام سر كنسي له وقاره ويظنون أنها مجرد حفلة أو أن مظاهر الفرح تنسيهم هيبة الصلاة والسر.
ونفس الوضع بالنسبة إلي أية حفلات تقام في الكنيسة.
وهنا نذكر نقطة أخري في آداب الحضور إلي الكنيسة وهي:
الحشمة:
بيت الله تليق به الحشمة والأدب أيضا.
والحشمة تشمل الملابس كما تشمل الزينة وتشمل حفظ الحواس.
ويليق بالمرأة تغطية شعرها في الكنيسة وبخاصة في صلاة القداس الإلهي وبالأكثر أثناء التناول وإن كانت هناك شماسة أو مسئولة فمن واجبها ترتيب النساء أثناء التناول ومراعاة غطاء الرأس والزينة بأسلوب وديع وهاديء وحفظ الحواس يشمل تركيز النظر وعدم جولانه فيما لايعنيه وفيما يشغله عن الصلاة وربما يجلب له أفكارا.
ننتقل إلي نقطة أخري وهي:
الصوت:
الكنيسة يليق بها الصمت والإنصات فإن تكلم أفراد الشعب يحدثون ضجيجا ويدلون علي أنهم غير مهتمين بالصلوات فلا يليق التحدث مع من يجاورك وبخاصة لو كان الحديث بصوت مسموع أو صوت عال ولايجوز أن ينادي أحد علي الآخر في الكنيسة.
وإن احتاج الأمر إلي تفاهم يكون بالإشارة.
هذا التنبيه ليس للشعب فقط وإنما للشمامسة أيضا ويحدث أن يتحدث الشمامسة معا للاتفاق علي ما يقولونه من المردات والمفروض أن هذا الاتفاق يكون قبل دخولهم إلي الكنيسة وليس أثناء الصلاة أو يكون بواسطة من يقود المردات منهم بدون نقاش.
كذلك ينبغي أن تكون الألحان والمردات في انسجام.
كأنها صوت واحد فلا يعلو صوت أحد علي غيره ولايختلف مرد أو طريقة أحد عن غيره لايكون هناك نشاز أثناء الألحان والمردات وإذا وجد أحد الشمامسة أن طريقته تختلف عن الباقين فينبغي أن يصمت أو يتابعهم.
التواضع:
دخول الكنيسة يكون باتضاع وشعور بعدم الاستحقاق كما حدث في مثال صلاة العشار الذي وقف من بعيد لايشاء أن يرفع عينيه نحو السماء لو18:13وتعلمنا الكنيسة أن يدخلها المؤمن وهو يقول:
أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلي بيتك وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك.
دخولا ليس عن استحقاق وإنما هو بكثرة رحمتك ووجودي في الكنيسة وسجودي قدام الهيكل يكون بمخافتك.
أين شعور المخافة وعدم الاستحقاق أثناء وجودنا في الكنيسة
ولعل من أمثلة الاتضاع صلاة الاستعداد التي يقولها الكاهن قبل بدء القداس.
يقول أيها الرب العارف قلب كل أحد القدوس المستريح في قديسيه الذي بلا خطية وحده القادر علي مغفرة الخطايا.
أنت يارب تعلم أني غير مستحق ولا مستعد لهذه الخدمة المقدسة التي لك وليس لي وجه أن أقف وأفتح فاي أمام مجدك الأقدس
بل بكثرة رأفاتك اغفر لي أنا الخاطيء وامنحني أن أجد رحمة ورأفة في هذه الساعة لكي ابتديء وأكمل
إن كان الأب الكاهن يقول هذا فكم بالأولي باقي الشعب.
ملاحظات أخري
ينبغي أن يقف الإنسان في الكنيسة بروح الصلاة
يقف مصليا مشتركا في الصلاة متابعا إياها متأملا في معانيها وإن كان هناك شيء لايفهمه ينشغل أثناءه بصلواته الخاصة أو بتأملاته سرا وفي هدوء.
كذلك لايجوز الخروج من الكنيسة قبل البركة والتسريح.
بل يخرج بعد أن يقول الكاهن محبة الله الأب ونعمة ابنه الوحيد وشركة وموهبة الروح القدس تكون مع جميعكم امضوا بسلام سلام الرب يكون معكم
والشماس لايجوز أن يخلع التونية قبل أن يخلع الكاهن تونيته.
لأنه خادم للكاهن لايمضي ولاينصرف قبله.
وبعد الانصراف لايجوز البقاء في فناء الكنيسة في أحاديث ربما تضيع الفائدة التي نلناها من القداس أو من تأثير العظة.