آثار الغنم هو كل ما يخص أولئك القديسين الذين وصلوا الميناء بسلام نتأمل فيهم مواطن القوة و اسباب السقطات ان كشفت لنا و كل ما يخص طريق التوبة و ملاحقة المسيح لهم “لأن محبة المسيح تحصرنا” (2كو 5 : 14) كل ما تركوه لنا من تراث مقدس يمكن ان نتلمس فيه السعى الجاد و العزم الصادق نحو الكمال”انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم” (عب 13 : 7).
و نحن نرى قديسين جاءوا من خارج الحظيرة قد امتلأوا غيرة و خدمة نارية و آخرين قد انكروا فجور العالم و قد كانوا امراء و ملوك وكانت ملذات العالم بين ايديهم فداسوها بأقدامهم.
اننا نلمس اثارهم فى جهادهم و احتمالهم “جاهدت الجهاد الحسن” (2تى 4 : 7) فإن اردنا ان نقتفى آثارهم فى الطريق الروحى علينا ان ندرك ان ما يتصاعد من بخور طيب على جانبى الطريق انما هو نتاج ما نضحت به اجسادهم من عرق تعب و جهاد. احتملوا و كان الحمل خفيف و النير هين لأن النفس كلما سارت فى طريق الجهاد كلما وجدت بلسماً طيباً من النعمة الالهية يعوض اضعافاً مضاعفة عما كابدته من آلام فبينما تسيل الدموع من العيون ينساب فى القلب سيل من التعزيات “كإنسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا ” (أش 66 : 13).
نلمس اثار مسيرهم وراء الراعى الأعظم فيما تركوه لنا من خبرات عملية تشهد عن رعاية الله و صدق وعوده فيتشدد ايماننا و يتقوى رجاؤنا.
ان وعود الله ما اعظمها و لكن ان نسمعها شىء و ان نراها مجسدة فى حياة هؤلاء الأبرار شىء آخر. لذلك نجد ان يعقوب اب الأباء حين ينادى الله فى ضيقته يقول “يا اله ابى ابراهيم و اله ابى اسحق نجنى” (تك 32 : 9) بمعنى يا من اختبرك ابى يعقوب و جدى ابراهيم و حفظتهم من كل ضيقة انت قادر ان تحفظنى انا ايضاً.
آثار الغنم تلهب ارواحنا حينما تفتر فنتذكر حرارة ارسانيوس الروحية الذى كان يصلى من غروب الشمس حتى شروقها , آثار الغنم تخجل ضعفنا حينما نتذمر فتمثل امامنا سيرة الشهيد يعقوب المقطع الذى كان يصلى حتى بعدما قطعوا يديه و رجليه و لم يبقَ إلا جزعه فيصلى قائلاً: ليس لى رجلان كى اقف امامك و لا يدان ابسطهما قدامك و هوذا اعضائى مطروحة حولى فاقبل نفسى اليك يا رب. آثار الغنم تنشط الجسد المتكاسل حينما نركن الى الراحة فنسمع صوت الرب الى القديس بولا الطموهى [كفاك تعباً يا حبيبى بولا].