السعادة ليست كما يعتقد الكثيرون أنها هى ظروف وأحداث تجعل الإنسان سعيداً كالنجاح والزواج وشراء أمور محبوبة.
إنما السعادة هى إختيار.. لأننا نرى فقراء سعداء وأغنياء تعساء ونرى مرضى سعداء وأصحاء تعساء.
والسعادة هى..
* عطية الله لأولاده على الأرض “أوص الأغنياء فى الدهر الحاضر أن لا يستكبروا، ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينيه الغنى، بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شئ بغنى للتمتع”( 1تى6: 17).
* عطية الله لأولاده فى السماء” لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً بل هو بر وسلام وفرح فى الروح القدس”( رو14: 17).
والسعادة أصبحت عملة نادرة.. لأن كثيرين يضحكون ولكن قليلين هم السعداء والعالم يتكلم كثيراً عن السعادة ولكن قليلين من يذوقون طعمها كأن ترى أكلاً ثميناً فى إعلان فى التليفزيون ولكنك لا تستطيع تذوقه.
وكلمة طوبى.. تعنى ضمنياً” يالسعادة” وبركة وبهجة وغنى من يتبع قاموس التطويبات التى علمنا إياها المسيح له المجد.
والطفل الطبيعى يميل للبهجة والسعادة.. ولكننا نحن الذين نطفئ هذه الفتيلة المدخنة بما نحمله من عادات وأفكار وسلوكيات ضد السعادة.
ولكى تجعل إبنك سعيداً..
أولاً.. إجعل البهجة سمة من سماتك.
الأب المتجهم والأم الكئيبة لابد أن يتركا أثراً سيئاً على أولادهما طول العمر.. أما الأب البشوش والأم السعيدة الضاحكة تجعل أولادها يحبون الحياة ويقبلون عليها ويتفادون النكد والغم ويتخطون الإحباطات” القلب الفرحان يجعل الوجه طلقاً وبحزن القلب تنسحق الروح”( أم15: 13).
فالروحانية الحقيقية لابد أن تثمر ثمر الروح” محبة فرح سلام” ومن كانت حياته صلاة وخدمة وحب.. لابد أن يكون قلبه سعيداً.
والسعادة تنتقل كمناعة طبيعية ضد فيروسات القلق والكآبة والتذمر.
تعلم يا صديقى.. ألا تدخل بيتك إلا مبتهجاً مهما كانت التحديات والإحباطات التى تعرضت لها خلال اليوم.
ثانياً.. علم إبنك كيف يتمتع بوقته.
كثير من أولادنا يعيشون أغلب أيامهم فى غنتظار اليوم السعيد.. يو الأجازة.. يوم النجاح.. يوم المباراة..، من اللازم أن نعلم أولادنا أن يتمتعوا بكل شئ فى الحياة.. يتمتعوا بالمذاكرة رغبة فى التفوق.. يتمتعوا باللعب ولا تصرفهم الهزيمة فى اللعب عن متعة اللعب نفسه.. ويتمتعوا بالأكل والصحبة ويقبلوا كل شئ ببساطة.
ويتمتعوا بالأولى بإحساس البنوة لله.. والعضوية للملكوت السماوى.. وبكلمات بسيطة تستطيع أن تنقل هذه الروح لأولادك.. مثل” أنا فرحان إن إحنا قاعدين مع بعض.. الأكل حلو جداً.. نشكر ربنا وصلنا بالسلامة.. تعالوا نعمل مفاجأة لـ( فلان).
ثالثاً.. تعلم وعلم إبنك أن يقابل الأزمات بإبتسامات وتعليقات كلها رجاء ولا يستسلم.
الغنسان الروحى يتعلم..
” إفرحوا كل حين، صلوا بلا انقطاع، اشكروا فى كل شئ، لأن هذه هى مشيئة الله فى المسيح يسوع من جهنم”( 1تس5: 16- 18)، فالفرح وصية تحتاج إلى تداريب وإلى تركيز، والصلاة تسند الإنسان وتذكره أن ” نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخيرللذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده”( رو8: 28).
أيضاً بإبتسامة صغيرة وكلمات قليلة تستطيع أن تهزم هزائم ثقيلة.. كأن تقول..” الحمد لله إنها جت على كده.. خير كله خير.. ماخسرناش كتير.. كفاية إن إحنا كويسين.. تعالوا نشكر ربنا أو نرتل”.
رابعاً.. تعلم وعلم إبنك أن يرى الجمال فى كل شئ وفى كل من حوله.
الطبيعة جميلة.. الصحبة والشركة جميلة.. التعب جميل ومفيد.. هذه النظرة المشرقة للأمور تحتاج إلى تأمل وتعود وشكر، والشكر والسعادة توأمان..كلما إزداد الشكر والرضا زادت السعادة والبهجة.
ولرؤية الجمال نحتاج إلى عين بسيطة نطلبها فى الصلاة.. ونقتنيها بالتداريب.. ونصل غليها بالنعمة.
هناك من يستطيع أن يرى فى الفقر جمالاً وفى المرض غنى وفى المشاكل حكمة وفى الضيقات فضائل وفى الخسائر مكاسب.
” بل إنى أحسب كل شئ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى، الذى من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح وأوجد فيه، وليس لى برى الذى من الناموس، بل الذى بإيمان المسيح، البر الذى من الله بالإيمان”( فى3: 8- 9).
خامساً.. علم إبنك أن يفرح بما عنده ولا يحزن بسبب ما ليس عنده.
كلنا نعرف أن الأطفال الفقراء قد يفرحون بألعاب من الطبيعة لا تكلف شيئاً والإغنياء قد يملكون الألعاب الغالية ولا يجدون لها لذه.
وهنا الإعتدال فى شراء الهدايا واستخدامها ضرورى لأن الإكثار منها يفقدها قيمتها ويجعل الطفل أو الشاب لا يشبع ولا يرضى أبداً.
سادساً.. علم إبنك متعة العطاء كل وقت بكل الطرق.
علمه يشكر.. علمه ينتسم.. علمه يعطى من طعامه وحاجاته.. علمه يعطى من وقته وتفكيره.. علمه يفرح لفرح أصحابه.. علمه يصفق لغيره ويهتف له” يوجد من يفرق فيزداد أيضاً ومن يمسك أكثر من اللائق وإنما إلى الفقر”( أم11: 24).
لابد أن الطفل صاحب الخمس خبزات والسمكتين كان اسعد إنسان يوم المعجزة.. يليه التلاميذ الذين وزعوا الخبزات وجمعوا الكسر.
سابعاً.. علم إبنك أن السعادة تحتاج إلى تعب.
الراحة لا تعطى سعادة كما يظن البعض.. فالتعب فى المذاكرة أو العمل يلد السعادة.. والتعب فى التضحية والحب يلد السعادة.. والتعب فى خدمة ربنا والكنيسة والمجتمع يلد السعادة.. والتعب فى صد الخطية والنمو فى الفضيلة يلد السعادة..” فى كل تعب منفعة وكلام الشفتين إنما هو إلى الفقر”( أم14: 23).
تذكر..
لكى تجعل إبنك سعيداً..
1- إجعل البهجة سمة من سماتك.
2- علم إبنك كيف يستمتع بوقته.
3- علم إبنك أن يقابل الأزمات برجاء وشكر.
4- علم إبنك أن يرى الجمال فى كل شئ.
5- علم إبنك أن يفرح بما عنده.
6- علم إبنك متعة العطاء.
7- علم إبنك أن السعادة تحتاج إلى تعب.