أرقام مرصوصة فوق أول ورقة في ملف المريض ماهر جرجس كيرلس…الأرقام مرصوصة في نهاية خطابنا إلي مدير مستشفي الراعي الصالح بشبرا لاستقبال مريضنا وعرضه علي استشاري القلب وموافاتنا بتقرير عن حالته…ويسجل الخطاب أول خطوة في رحلتنا مع المريض ماهر جرجس… فهي رحلة طويلة تضخم معها ملفه بصور خطابات الإحالة إلي المستشفيات وتقارير الأطباء وروشتات العلاج فصديقناكشكول أمراض.
**في البداية جاء يطلب صرف أدوية ومتابعة الحالة الصحية لقلبه,بعد أن ترك عمله بإحدي شركات التأمين التي كانت تغطي كل نفقات علاجه, وأجريت له قبل تركه للعمل عملية تركيب دعامات لضيق أمامي وخلفي بالشريان التاجي, وبتركه للوظيفة انسحبت منه مظلة التأمين ووجد نفسه وحيدا بلا حماية تسانده في أوجاعه..
احتضناه بحب وسرور..وخلال رحلتنا للمحافظة علي شرايين قلبه تبين أن السبب الأساسي لضيق شرايينه هو عدم سيولة الدم…وعدم السيولة نتيجة ارتفاع نسبة السكرفي الدم منذ سنوات وأهماله في العلاج فارتفعت أيضا نسب الكوليسترول وضغط الدم… ومن هنا طالت رحلتنا معه.
**حاولنا أن نضبط كل الاختلالات التي إصابته…ومن يطلع عليملفهيذهل من كثرة عدد الأطباء الذين ناظروه,وفي كل التخصصات..ومن عدد المستشفيات التي اصطحبناه إليها…ومن كميات الأدوية التي قدمناها له…ومن المبالغ التي صرفت للمحافظة علي سلامته…لكن المؤسف أنه كما كانكشكولللأمراض…كان أيضاكشكولللأهمال…لم يستجب لتعليمات الأطباء…ولم يستجب لنصائحنا….وأهمل في المتابعات الدورية…أهمل في كل شئ حتي في حق نفسه.
**لم نيأس…ظللنا معه رغم أننا لم نجن لخدمتنا معه ثمرا…ففي كل رحلاتنا نجني ثمار الشفاء,ونفرح بالحصاد عندما نخلص إنسان من الأمراض وننزع عنه رداء الآلام…وبقدر مانقدم يكون عطاء الرب أكثر…وبقدر مانزرع يكون الحصاد أوفر…وفي حنو ومحبة وكرم حاولنا أن نحفظ لمريضناماهر سلامته ولكنه لم يستجيب…وظلنا نقدم وظل هو لايلتزم…ولم نندم…ويبدو أننا فيما كنا نحاسب أنفسنا,كان هو أيضا يحاسب نفسه,وأدرك كل أخطائه,ولكن بدلا من أن يواصل رحلته معنا بالتزام انسحب…وتسجل الأوراق المحفوظة في ملفه أن آخر روشتة علاج صرفها ولمدة شهر كانت بتاريخ2010/11/3…ولكن نحن لم ننساه ابدا.
**سنوات أربعة مضت…وجاءنا ماهر في ديسمبر الماضي كان واضحا عليه أن أشياء كثيرة قد تغيرت فيه…لم نسأله كثيرا بل بفرحة عودةالابن الضال استقبلناه…رأينا فيه هذه المرة صورة السيد المسيح وصوته يرددلأنني جعت فاطعمتموني,عطشت فسقيتموني,كانت غريبا فأويتموني,عريانا فكسوتموني,مريضا فزرتموني.
جاء يحمل روشتة كتبها له طبيب عظام لعلاج جرح فيقدمه السكري وطلب أن نصرف له الأدوية…لم نكتف بهذا لأننا كنا ندرك أن الأمر أبعد من هذا وأكثر خطورة ومشاكل القدم السكري ومعاناتها لا تتوقف عند مجرد صرف مجموعة من المضادات الحيوية…أجرينا عدة اتصالات بأطباء عظام وجراحة وتقرر له مجموعة من العلاجات المكثفة علي أمل أن تستجيب قدمه…لكن إرادة الله كانت تسبق إرادتنا…ووقع المحظور.
**نحن أمام قدم سكري ولا مفر من بتر الأصبع الثاني من القدم اليمني…هكذا قال بحدة الطبيب الهادئ الوديع البارع الدكتور ادوارد أيوب استشاري الجراحة العامة بمستشفي مارمرقس بشبرا…لم يكن في هذا مفاجأة لنا,فالرائحة الكريهة التي فاحت في الحجرة تؤكد أننا وصلنا إلي مرحلة الغرغرينةوالأشعة التي أجريت أوضحت أن هناك تآكلا فيعظم الأصبع وكان لابد من تحديد موعد سريع لإجراء الجراحة فالإلتهاب يقترب من مشط القدم ولن نتركه يتسلل ونجد أنفسنا فجأة أمام مشكلة أكبر…وكان أسرع موعد يتحدد لإجراء جراحة.
في المساء كنا داخل حجرة العمليات ومعنا الدكتور أمير البير استشاري التخدير …لحظات وقفنا نطمئنماهر حتي راح في غيبوبة تحت تأثير التخدير الكلي للبنج…وتركنا الدكتور إدوارد لنحو نصف ساعة يجري الجراحة وكان قد قالي لي:كل صابع يغذيه شريانان طرفيان,وبعد استئصال الصابع الملتهب-الثاني في القدم اليمني-سنغلق الشريانين ونسحبرقعة من جلد القدم لتغطية الجرح.
الجراحة تبدو بسيطة ولكنها من الجراحات الدقيقة جدا والأهم أنها من الجراحات التي لها تأثير سلبي شديد علي نفسية المريض,ولكننا نجحنا قبل الجراحة في أن نقنعه بإرادة الله وترتيبه,وأن حالتهأهونمن حالات كثيرة لإلتهابات القدم السكري التي يضطر فيها الطبيب إلي بتر القدم بالكامل,وأن ماحدث له هو مجرد إشارة من الرب الحنون ليحافظ بأسلوب حياته علي صحته ويلتزم بتعليمات الأطباء ونصائحهم لضبط نسبة السكر.
**عن القدم السكري قال لنا الدكتور إدوارد أيوب: أنها إحدي المضاعفات الكبيرة والخطيرة التي تصيب قدمي مريض السكر وتبدأ بظهور بعض الأعراض في القدم كالقروح والجروح كما في حالة مريضناماهر والتي حاولنا في البداية تنظيفيها واستخدام بعض العلاجات والغيارات لكنها لم تستجيب فالتدخل جاء متأخرا بعد أن تسلل الصديد إلي داخل مشط القدم موضحا أن والمريض معذور لفقدان الإحساس بالألم أو نقصه نتيجة اختلال وظائف الجهاز العصبي فيتأخر في العرض علي الطبيب وبالتالي يصعب تداركه الأمر خاصة مع قلة تدفق الدم لمرضي السكر في الشرايين الطرفيه التي تغذي الساقين من تحت الركبتين وزيادة السكر في الجلد…
لهذا ننصح مرضي السكر بفحص الأقدام يوميا, واستشارة الطبيب عند الأحساس بألم أو توخز,وعدم معالجة أية تغيرات في جلد القدم بطريقه عشوائي… مشيرا إلي أن الدراسات العلمية أثبتت أن أكثر من30% من مرضي السكر معرضين للإصابة بالقدم السكري وبالتالي فهم معرضون لفقد أقدامهم.
**نصائح الدكتور إدوارد كانت في غاية الأهمية حتي أنني رأيت -عفوا-أن أنقلها هنا إلي كل القراء للتوعية بواحد من الأكثر الأمراض انتشارا السكر حتي أنهم يطلقون عليهمرض العصر…حقيقي أنها كانت موجهة إلي مريضنا ماهر والتي حرصنا علي أن يسمعها جيدالعله يستجيب هذه المرة بعد هذه التجربة القاسية.
الأهم أن الدكتور ادوارد شدد علي ضرورة التحكم في نسبة مستوي السكر في الدم وضبطه في المستوي الطبيعي أو قريبا منه…ولذلك فنحن لن نترك مريضناماهر…وتحدد له موعد غدا لتناظره الدكتورة ديزي ولسن استشاري السكر والغدد الصماء…سنواصل رحلتنا معه فيصعب علينا مرض اصدقائنا وألمهم…وبمحبتكم ومؤازراتكم 14سنة ومكلمين.
صندوق الخير
200 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
1000 جنيه فاعل خير
2000 جنيه علي روح المرحوم كريم ميلاد
2000 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
500 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
100 جنيه هاني من يدك وأعطيناك يارب
2000 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
300 جنيه سهام رمزي
1000 جنيه جوزيف جبرائيل دومر
200 جنيه صديق من العريش
200 جنيه فاعل خير بالسويس
10000 جنيه فاعلة خير من الإسكندرية
=====
19500 تسعة عشر ألف وخمسمائة جنيه لا غير
هذا حصاد الخير علي امتداد شهر يناير.. وكلما فاض نهر الخير بعطايا القراء تساءلنا.. هل نحن في حياتنا نأخذ أم نعطي؟!.. أم نأخذ ونعطي؟!.. أم نأخذ ولا نعطي؟!.. ونبحث في حكمة الفلسفة فنحن لا نستطيع أن تضع إجابات لهذه الأسئلة ما لم نصل إلي عمق فلسفة الأخذ والعطاء.. كلنا في الحياة نأخذ ونعطي.. وسعيد هو الذي مهما أعطي يشعر أنه يأخذ أكثر مما يعطي.. نحن نأخذ من صناع الخير ونعطي المتألمين والمعذبين فوق الأرض..
وهم -صناع الخير- يأخذون من الرب.. وهكذا كلنا نأخذ ونعطي. واحد فقط يعطي باستمرار دون أن يأخذ من أحد -إنه الله- الله وحده يعطي الكل.. وإلي الله نطلب أن يفيض بعطاياه.. فما أكثر المتألمين المتعطشين إلي الشفاء.
200 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
1000 جنيه فاعل خير
2000 جنيه علي روح المرحوم كريم ميلاد
2000 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
500 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
100 جنيه هاني من يدك وأعطيناك يارب
2000 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
300 جنيه سهام رمزي
1000 جنيه جوزيف جبرائيل دومر
200 جنيه صديق من العريش
200 جنيه فاعل خير بالسويس
10000 جنيه فاعلة خير من الإسكندرية
=====
19500 تسعة عشر ألف وخمسمائة جنيه لا غير
هذا حصاد الخير علي امتداد شهر يناير.. وكلما فاض نهر الخير بعطايا القراء تساءلنا.. هل نحن في حياتنا نأخذ أم نعطي؟!.. أم نأخذ ونعطي؟!.. أم نأخذ ولا نعطي؟!.. ونبحث في حكمة الفلسفة فنحن لا نستطيع أن تضع إجابات لهذه الأسئلة ما لم نصل إلي عمق فلسفة الأخذ والعطاء.. كلنا في الحياة نأخذ ونعطي.. وسعيد هو الذي مهما أعطي يشعر أنه يأخذ أكثر مما يعطي.. نحن نأخذ من صناع الخير ونعطي المتألمين والمعذبين فوق الأرض..
وهم -صناع الخير- يأخذون من الرب.. وهكذا كلنا نأخذ ونعطي. واحد فقط يعطي باستمرار دون أن يأخذ من أحد -إنه الله- الله وحده يعطي الكل.. وإلي الله نطلب أن يفيض بعطاياه.. فما أكثر المتألمين المتعطشين إلي الشفاء.