كشكول الأمراض.. ورحلة البداية بنظرة الذي ضاع.. ومعدته الملتهبة
عندما خلق الله الإنسان أعطاه كل شيء.. القوة والمال.. والإدراك.. والفهم.. والذكاء.. والأهم أعطاه الصحة وعنها قال الحكماء تاج فوق الرؤوس.. إذا حافظ عليها حافظ علي كل الأشياء.. وإذا ضاعت ضاع كل شيء.. وعلي طريق الخير كانت رحلتنا مع صديق ضاعت صحته.. هو رجل في الستين من عمره وتحديدا – كما تقول شهادة ميلاده – أكمل عامه الستين في يناير الماضي, فقد ولد في 1956/1/30 بمحافظة المنيا.. لكنك تراه كهلا تجاوز الثمانين وضاع منه كل شيء, ولم يعد فيه إلا هيكل عظمي تغطيه قطع الملابس البسيطة المهرولة حوله يشدها حول وسطه بحزام أطفال, يتحرك فيما يشبه الرجل الخشبي مسنودا علي ذراع زوجته.
رأيته يتحسس فعرفت أن نظره ضاع.. وكلماته تخرج من فمه متلعثمة فأدركت أن أسنانه سقطت.. وعندما جلست معه أسأله عن أحواله احترت ماذا أسجل وبماذا أبدأ.. إنه كشكول أمراض.. كل شيء فيه متهالك.. لم أر فيه إلا لسان يقطر عسلا ويفصح عن إيمان قوي يملئ قلبه.. ما بين كل كلمة وكلمة يسبح الرب ويشكره علي عطاياه الكثيرة التي يراها بالتأكيد بعين قلبه, أما أنا فلم أجد فيه شيئا.. كل شيء ضاع.. ولكن قوة إيمانه وحلاوة قلبه دفعوني لأحمل كشكول أمراضه وأخوض معه رحلة إنقاذ وترميم لجسده المتهالك.
** في البداية حاولت الاطمئنان علي عينيه, أو محاولة إنقاذها إذ كان هناك أمل في إنقاذها.. اصطحبته إلي الأستاذ الدكتور مجدي عيسي, استشاري الرمد بالقوات المسلحة وزميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا.. ومع الفحص الطبي الشامل والدقيق لعينيه قضينا أسبوعا من رحلتنا ما بين عمل أشعة علي القرنية, ومقياس لقاع العين.. وللأسف جاءت كل النتائج تؤكد ما قاله الدكتور مجدي عيسي منذ اللحظة الأولي لفحص عينيه إذ قوة الإبصار لم تعد تتجاوز 60/3 نتيجة تحلل بمركز الإبصار ناتج عن قصر نظر شديد وقديم بالعينين, ولا تجدي معه حاليا نظارة طبية أو عمل جلسات ليزر لقشرة العدسة وهو أحدث ما توصل إليه طب العيون لحالات قصر النظر الشديد.. وضاع حلم إنقاذ عينيه, وأغلقت أول صفحة في كشكول أمراض عم وديع.. ومازال الأمل كبيرا في إصلاح باقي ما أفسده الأمر.
** في أول خطوة لي معه في رحلة إنقاذه كشفت لي حقيقة ضياع نظره عن القصة المأساوية لحياة هذا الرجل.. من قسوة القدر أنه جاء إلي الحياة وبعدها بأيام رحل والده.. كان لوالده محل بالمدينة لإصلاح الساعات في زمن كان إصلاح الساعات فيه حرفة رائجة ومربحة, وبوفاته فقدت الأسرة مصدر دخلها الوحيد.. وصمتت والدته لسنوات أمام متطلبات الأبناء, وعندما أتم وديع الدراسة الابتدائية لم تستطع الأم أن تواصل رحلة تعليمه, وخرج من المدرسة وعمره 13 عاما ليعمل صبيا في ورشة جيد باهور للنجارة بالمنيا.. استهواه العمل وأجاده وهو لا يدري أنه ولد بضعف وراثي في النظر.. وبقدر ما نجح في عمله كان النور ينسحب من عينيه.. وظل يتنقل من ورشة إلي ورشة إلي أن التحق في شبابه – 23 سنة – بمركز إطسا للمصنوعات الخشبية التابع للهيئة الإنجيلية, وهناك أثقل عمله وصار أسطي ولكنه هنا بدأ يدرك أن النور ينسحب من عينيه.. ذهب إلي عدد من الأطباء ونصحوه باستعمال نظارة طبية ولكنه خشي أن تعوقه عن عمله الذي أجاده واختار تركيب عدسات لاصقة فزدات حالة عينيه سوءا وبهرته أضواء العاصمة وفرص العمل المفتوحة أمامه فترك مركز إطسا, وجاء إلي القاهرة, والتحق بواحد من أكبر مصانع الموبيليا بالحرفيين.. وابتسمت له الدنيا لأول مرة عندما تعرف علي فتاة مباركة وتزوج بها وأقام مع أسرتها بالمطرية, ورزقها الله بابنة – كريستين – وبعدها انتقل إلي الجيزة, وفتح ورشة نجارة صغيرة ولكن عاد القدر ليغدر به, وضاع النور تماما من عينيه اليسري, وبدأت السحابة السوداء تزحف علي عينيه اليمني, ولم يعد يبصر, واضطر أن يغلق الورشة وجلس في البيت قعيدا بلا عمل, وكان الله قد رزقه بابنتين أخرتين – مريم, ومونيكا – واضطر أن يبيع أثاث منزله قطعة وراء الأخري ليسد أفواه بناته الثلاث, وعاشوا علي طاقات العطاء التي انفتحت أمامهم من بعض الأقارب.. ووسط هذه الحياة المأسوية أخذت صحته تتدهور شيئا فشيئا حتي ضاعت ولم يبق له إلا هيكل عظمي يتحرك به مسنودا علي ذراع زوجته.
***
** مرة أخري عدت إلي كشكول الأمراض, بعد أن أغلقت صفحة عينيه.. لم نكن في حاجة إلي تفكير كثير للخطوة القادمة, فمن المعلومات الأولية التي نحفظها منذ طفولتنا عن ظهر قلب المقولة الحكيمة التي تقول المعدة بيت الداء.. وبمجرد أن تذكرت هذه المقولة قلت لنبدأ بالمعدة.. لم يكن الأمر أيضا صعبا, فمن فضل الله ونعمة علينا في خدمتنا أنه أقام مع بداية خدمتنا ورحلاتنا مع المرضي والمتعبين مستشفي مارمرقس بشبرا.. حقيقي أنه في بادئ الأمر كان مستشفي بسيطة, وكانت خدمتنا أيضا بسيط.. وامتدت يد الرب لنحو كل عمل صالح.. ونجح القمص لوقا قسطنطين, راعي كنيسة مارمرقس بشبرا ومؤسس المستشفي, في النهوض به.. ونجح الدكتور طلعت حلمي الجراح النابغ ومدير المستشفي في تطويرها ومدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية وتحفيز عدد كبير من الأطباء أساتذة الجامعات ومن كل التخصصات للعمل بها.
***
** إلي مستشفي مارمرقس بشبرا اصطحبنا عم وديع متكاء علي ذراع زوجته التي لم تعد تفارقه لحظة واحدة, تسنده بكل الوفاء في أروع صورة من صور الإخلاص التي رأيتها في حياتي.. كانت البداية في عيادة الباطنة, وكانت المناظرة مع أستاذ دكتور بطب جامعة عين شمس – وأستأذنكم في عدم ذكر اسمه – وكانت نتائج الفحص المبدئي للطبيب استشاري الجهاز الهضمي وجود التهاب حاد بالمعدة مع صعوبة بعملية البلع وهو ما يعرف طبيا بتهيج وتورم في باطنة المعدة نتيجة ضعف أو تلف في الطبقة الواقية لجدار المعدة الداخلي المخاطي, ويرجع هذا إلي عدة احتمالات, فإما إلي التهاب المعدة التآكلي الذي يسمح بوجود تقرحات علي غشاء المعدة ولكنه يبقي سطحيا لا يخترق الطبقة العضلية في الغشاء, أو إلي التهاب المعدة الضموري الذي تسببه جرثومة الملوية البوابية فتحدث ضمورا في الغدد المخاطية التي تغرز الحمض, أو إلي التهاب غدد قاع المعدة.. وأمام كل هذا رأي الطبيب المعالج ضرورة عمل منظار داخلي لفحص أجزاء القناة الهضمية العلوية للوقوف علي تشخيص دقيق للحالة وأسبابها, وبالتالي تحديد خطوات علاجها.
** علي طريق الأمل والرجاء في الشفاء واصلنا رحلتنا.. وتحدد يوم الاثنين قبل الماضي موعدا لعمل المنظار بمستشفي مارمرقس بشبرا.. لم يترك الطبيب المعالج صديقنا وديع إلي حين أن يأتي موعد عمل المنظار.. قرر له عددا من الأدوية المضادة للحموضة, ومبتعدا في ذات الوقت عن أدوية عسر الهضم والتي يمكن أن تخفي المشاكل التي يمكن الوصول إليها من خلال المنظار.. وقدم صندوق الخير كل الأدوية التي تقررت, وانتظرنا حتي موعد عمل المنظار.
** في الموعد المحدد كنا مع صديقنا وديع.. كان الأمر سهلا ومطمئنا, فكل الإجراءات استغرقت ما يقرب من ربع الساعة فقط, ولهذا فهي تعد من الحالات الخارجية التي لا تحتاج إلي تنويم بالمستشفي, وإن كان صديقنا قد دخل – بعد عمل المنظار – حجرة لعدة ساعات حتي اختفت آثار المهدئات وعادت له يقظته والشعور الكامل بالحلق.. وكانت التعليمات المحددة لصديقنا من قبل واضحة.. أن يأتي إلي المستشفي – يوم عمل المنظار – بمعدة خالية تماما – صوم ثماني ساعات قبل الاختبار – فيما عدا تعاطي المهدئات التي حددها الطبيب للمساعدة في الاسترخاء أثناء عمل المنظار ليتمكن الطبيب من مشاهدة بطانة المعدة والإثني عشر – بالمنظار – بشكل واضح.
** في حجرة العمليات استلقي صديقنا علي سرير الجراحة.. لم يكن الاختبار يحتاج إلي تحذير كامل اكتفاء بالمهدئات, إلا أنه خشية انخفاض نسبة الأكسجين في الدم فقد قام الطبيب يوضع جهاز استشعار علي الأصبع لرصد كمية الأكسجين, فما أخذ في تحرير المنظار خلال المرئ ونزولا نحو المعدة, وفي ذات الوقت أخذت مساعدة الطبيب – الممرضة – استخدام أنبوب الشفط لإزالة اللعاب الزائد من الفم أثناء الإجراء.
** كان هذا واضحا لنا, أما ما كان يحدث – طبقا لما هو متوفر لنا من معلومات – فإن عدسة الكاميرا في نهاية المنظار كانت ترسل الصورة من داخل المعدة إلي عين الطبيب التي يري من خلالها بطانة المرئ والمعدة والإثني عشر, وتشخيص الحالة تشخيصا دقيقا.
** في حجرة الراحة لم يستغرق إقامة صديقنا وديع أكثر من ساعة واحدة, فقد تخطي – بمعونة الرب – كل ما كان يمكن أن ينتج عن الاختبار من آثار جانبية, فيما عدا الشعور بالنعاس نتيجة المهدئات التي تعاطاها.. وخلال هذه الدقائق كان تقرير الطبيب عن نتيجة المنظار قد وصلتنا.. حقيقي أن التقرير احتوي علي بيانات دقيقة ذكرها بالتفاصيل, ولكنه في مجمله شخص الحالة بأنها التهاب بالمعدة.. وفي الحقيقة نحن كنا مطمئنين إلي هذا من قبل عمل المنظار, إذ أنه من المعروف علميا في حالات التهاب المعدة فقدان المريض للشهية, وعدم القدرةعلي كسب الوزن, وهذا ما كان واضحا في صديقنا وديع.. لكن هذا لا يعني أننا كنا قلقين من أن يكشف المنظار عن وجود قرحة بالمعدة, أو ورم سرطاني.. وهذا ما نرفع عنه الشكر للرب فصديقنا لم يكن يستطيع أن يواجه مثل هذا..
** الآن أدعوكم لترفعوا ابتها لتكم للرب شكرا, فمعاناة صديقنا كما كشف عنها المنظار تنحصر في التهاب بالمعدة حدد له الطبيب المعالج المضادات الحيوية الكفيلة لعلاجه, ونصح أيضا بالابتعاد عن التهيج غير الضروري للمعدة بالاستغناء عن تناول التوابل الحارة أو النيكوتين أو القهوة, وكلها أمور مقدور عليها.. ومازالت رحلتنا مع صديقنا مستمرة.. حقيقي أننا أغلقنا صفحتي – العيون, والمعدة – ولكن باقي صفحات كثيرة في كشكول أمراض وديع.. وبإرشاد الرب سنسير في الطريق خطوة خطوة.. هو يريد منا أن نتطلع علي الدوام إلي فوق وندعوه ليكون معنا.. ونحن نعرف أننا في وسط مجاهل مياه بلا حدود, ولكن سيد البحار كلها الذي يضبط الأمواج ويلجم العواصف هو معنا.
صندوق الخير
250 جنيها طالبين شفاعة العذراء مريم
200 جنيه طالبة شفاعة أبونا يسي بأسيوط
500 جنيه طالبة العناية الإلهية بأسيوط
200 جنيه س.ف.ح أسيوط
1000 جنيه يسوع يقدر بأسيوط
1300 جنيه بركة شفاعة الست العذراء وجميع القديسين بأسيوط
2500 جنيه علي روح المرحوم كامل ملك وحرمه وإميل بأسيوط
500 جنيه من يد الرب يسوع
500 جنيه ماما عايدة سيدهم
200 جنيه صديق من العريش
5328 جنيه طالب ثمار الروح القدس(ما يعادل 600دولار)
400 جنيه طالبة شفاعة السيدة العذراء بأسيوط
—
12878 اثني عشر ألف وثمانمائة وثمانية وسبعون جنيها لا غير
======================
لعلاج أندرو وبطرس
300 جنيه من يدك وأعطيناك
—
300 ثلاثمائة جنيه لا غير
250 جنيها طالبين شفاعة العذراء مريم
200 جنيه طالبة شفاعة أبونا يسي بأسيوط
500 جنيه طالبة العناية الإلهية بأسيوط
200 جنيه س.ف.ح أسيوط
1000 جنيه يسوع يقدر بأسيوط
1300 جنيه بركة شفاعة الست العذراء وجميع القديسين بأسيوط
2500 جنيه علي روح المرحوم كامل ملك وحرمه وإميل بأسيوط
500 جنيه من يد الرب يسوع
500 جنيه ماما عايدة سيدهم
200 جنيه صديق من العريش
5328 جنيه طالب ثمار الروح القدس(ما يعادل 600دولار)
400 جنيه طالبة شفاعة السيدة العذراء بأسيوط
—
12878 اثني عشر ألف وثمانمائة وثمانية وسبعون جنيها لا غير
======================
لعلاج أندرو وبطرس
300 جنيه من يدك وأعطيناك
—
300 ثلاثمائة جنيه لا غير