من تركيب سماعة للأذن.. إلي تغيير مفاصل الركبة
بتقنية حديثة عاد السمع في الخفاء.. وشقاء الطفولة ظهر في شيخوخة العمر!!
ذات صباح دخلت علينا سيدة عجوز.. تجاعيد الزمن المحفورة في وجهها تعطيها من العمر سبعين عاما في تعب وشقاء.. كانت تستند علي عكاز في يدها اليمني, ويدها اليسري تتأبط ذراع ابنها الشاب.. ظننت في البداية أنها تعاني من مشكلة في رجلها وجاءت طلبا لعلاج.. دعوتها للجلوس فلم تستجب.. كررت دعوتي لها فلم تستجب للمرة الثانية.. المرة الثالثة جاءت من ابنها بصوت عال انزعجت له ولكنها استجابت وقال الابن: هي لا تسمع وتطلب سماعة.. وخاب ظني.. مرة أخري خاب ظني عندما طلبت منها البطاقة لتسجيل بياناتها في ملف الأصدقاء.. تاريخ ميلادها 1956/7/20.. بحسبة بسيطة هي لم تبلغ الستين.. أدركت أنني أمام سيدة حملت هموم الزمن مبكرا.. اقتربت منها في حنو أحاول أن أعرف تجربتها في الحياة.. حياتها سلسلة مآس ولكنها بين كل حلقة وحلقة كانت ترفع يدها إلي فوق, تلمس بهما شفتيها وهي تردد بصوت دافئ نشكر ربنا.
** في قرية صغيرة -سنارية- من قري بني مزار ولدت من أبوين فقيرين.. لا تذكر شيئا عن طفولتها غير قسوة الأيام.. حتي اسمها الجميل الذي اختاروه لها روزينا شوهه كاتب الصحة عندما ذهب والدها ليقيدها في سجل المواليد.. خرجت شهادة الميلاد تحمل اسما غريبا روزينة يستوقف كل من يسمعه, حتي ضاقت من اسمها كما ضاقت من كل شئ في حياتها.. كانت أمها خرساء لا تسمع ولا تتكلم وربما لهذا كانت عصبية غليظة قاسية في معاملاتها لأولادها, ولأنها كانت البنت البكرية والوحيدة علي ثلاثة صبيان فقد كانت معاملة أمها لها أكثر قسوة.. حملتها من طفولتها كل مسئولية البيت والعمل أيضا.. كانت تجمع الطين وتجلس القرفصاء تضعه في قوالب وتحمله إلي الفرن في طرف القرية ليخرج طوب يبيعه الأب لسكان القرية وتقبض الأم ثمنه فهو الدخل الوحيد للأسرة التي تعيش علي عمل يد الابنة الصغيرة.. سنوات الشقاء مرت بطيئة قاسية ولم تشعر بتبعاتها إلا منذ سنوات عندما توقفت ركبتها عن الحركة وعجزت عن المشي وشخصها الطبيب خشونة في الركبتين وتحتاج إلي تغيير المفاصل.. شخص الطبيب حالتها وهو يسألها: كنتي بتشتغلي إيه؟!.. ساعتها تذكرت أيام طفولتها والساعات الطويلة التي جلست فيها علي ركبتيها ترص قوالب الطوب.
** كعادة أهل الصعيد كان ستر البنت هو كل ما يشغل بال والديها.. وبمجرد أن وصلت إلي سن البلوغ ضحت الأم بكل حاجتها لعمل يد الابنة المطيعة مقابل أن تسترها وزوجتها في العشرين من عمرها.. لم يكن الزوج غريبا.. زوجوها لابن خالتها.. فرحتها لم تكن كفرحة كل البنات بالزواج.. فرحتها كانت أكثر فقد جاء الوقت لتستريح من مشقة عجن الطين وحمل الطوب.. وتضاعفت فرحتها فالعريس من القاهرة وسينقلها من ظلام القرية إلي أضواء المدينة.. أيام معدودة عاشتها تحلم بالراحة والسعادة, ولكن يبدو أنه كتب عليها الشقاء إلي الأبد.. جاءت لتقيم مع حماتها -خالتها- في حجرة واحدة بأطراف المعادي.. صليب وراء صليب حملتهم في شكر.. وعاشت مع زوجها في طاعة ووقفت إلي جانبه تسنده فأكرمها الرب ورزقها بثلاث بنات وولد زوجتهم وجاءوا لها بأحفاد ملأوا حياتها بهجة وأنسوها شقاء العمر.. طوبي لمن يحمل صليبه بشكر..
** بعد أربعين عاما تحركت جينات الوراثة.. الأصوات من حولها لم تعد تصل إلي أذنيها.. ضجيج الأحفاد لم يعد يستوقفها.. كل من يعرفها قالوا زي أمها ولكنها قبلت الصمت بشكر.. وبقدر ما أعطت من حب وحنان لزوجها وأولادها لم يتركوها.. سعوا بكل ما يملكون ليعود لها سمعها, ولأنهم لا يملكون إلا القوت الضروري لحياتهم استخرجوا قرارا بالعلاج علي نفقة الدولة, وقدم لها معهد السمع والكلام سماعة وضعتها خلف أذنها.. كان هذا منذ سنوات خمس عاشتها في معاناة مع سماعة تسمع بها أحيانا ولا تسمع أحيانا أكثر.. ولكنها ظلت تشكر الرب.. وكان الرب معها, وجاءتها الدعوة إلي المحطة.
** معنا كان كل شئ بتدبير الرب, بعد عشرين عاما عاشتهم في صمت قدمنا لها سماعة HIH CIC ذات تقنية رقمية متطورة جدا من شركة أوتيكون الدنماركية العريقة, توضع داخل الأذن فلا تشعر بحرج, وتعمل بثمانية قنوات سمعية فتلتقط الصوت من كل الاتجاهات, وتعالج الضجيج الصادر عن الصوت المحيط والريح, وتعمل بسرعة فائقة تمكنها من تمييز الأصوات والمزيد من الطاقة العقلية لفهم الكلام والمشاركة.. كانت هدية الرب ومكافأته لها علي ما قدمته من خدمة وبذل في تعب وشقاء.. وأيضا في شكر.
** رحلتنا مع الأم روزينة أخذت بعض الوقت.. في البداية اصطحبناها لتحديد درجة ضعف السمع ونوعه وهو ما يعرف بـمقياس السمع وما صاحبه من عدة فحوصات لتحديد نوع الضعف ودرجته, واختبار الأذن الوسطي لتحديد مكان الإصابة في المسار السمعي.. وبعدها اصطحبناها إلي الشركة المستوردة لسماعات أوتيكون بعد أن أثبتت تجربتنا مع عشرات الأصدقاء ضعاف السمع الذين اصطحبناهم من قبل في رحلات مستمرة أعادت لهم القدرة علي السمع أنها أفضل السماعات وأكثرها تقنية.. هناك أجري أخصائي السمعيات عدة تجارب لاختيار السماعة الأنسب, إلي أن استقر الاختيار علي سماعة Oticon go proitep left.. عن هذه السماعة قال لنا المهندس حسن مصطفي فني المعينات السمعية بالشركة إنها أحدث التقنيات السمعية التي تركب داخل الأذن وتسمي CIC اختصارا لكلمة Complete-In- Canal أي داخل القناة بالكامل حيث ينتهي الجهاز داخل قناة الأذن ولا يمكن رؤيته من الخارج, فهي تعيد السمع في الخفاء دون أن يراها أحد.
** عفوا عندما يعجز القلم عن أن يصف فرحة قلب الأم روزينة بعد أن وضعت السماعة داخل أذنها.. رأيت فرحة قلبها مرسومة علي وجهها.. تجاعيد الزمن تلاشت والابتسامة غطت وجهها.. جلست في سعادة تتحدث معنا.. كان في رفقتها ابنها عماد وزوجته وابنهما.. احتضنت الجدة الحفيد بفرحة وقالت: من الآن لن تزعجني شقاوته, كان ضجيج الأصوات من حولي يضايقني.. دقائق عديدة واصلت فيها الحديث معنا بفرحة.. كلمات الشكر لم تنقطع من فمها.. شكرت الرب كثيرا.. واختلط الشكر بالدعاء.. ودعناها بفرح فدعواتها لصناع الخير الذين شاركوا في إعادة السمع إلي أذنها وإدخال الفرحة إلي قلبها.. دعواتها وصلت بالتأكيد إلي السماء.. ولأنه مكتوب طوبي للرحماء لأنهم يرحمون.. لهذا كنا فرحين..
** وسط فرحة الأم روزينة بكل الأصوات من حولها وهي تخطو عائدة مستندة علي عكاز في يدها اليمني, ويدها اليسري تتأبط ذراع ابنها.. ألمتها الخطوات.. تذكرت مفاصل ركبتها.. تمنت أن تكتمل سعادتها بتغييرها.. وعدناها أن نواصل رحلاتنا معها علي طريق الشفاء فما أجمل عمل الرب لسعادة البشر.. تعالوا نساهم جميعا في اكتمال سعادة الأم روزينة.. اسمعوا معي آلامها واستجيبوا لدعوة الرب.. الله الحنون يريد أن يخفف آلامها ويريحها من تعب السنين في شقاء.. وفي شكر أيضا.. وفي انتظار مساهماتكم ومشاركتكم.
==============
جونير .. أين أنت ؟!
وسط عشرات الخطابات التي أجدها في انتظاري علي مكتبي كل صباح استوقفني مظروف أبيض يحمل اسمي.. كعادتي قبل أن أفتح الخطابات أعرف من المظروف من الراسل وربما أتطلع إلي عنوانه.. الغريب أن هذا المظروف لم يكن يحمل اسم الراسل ولا عنوانه ولا حتي ختم البريد.. يبدو أن صديقا أحضره باليد وتركه.. فتحته فوجد داخله سبعة أوراق, بعضها روشتات أطباء, وبعضها تقارير طبية من أكثر من مستشفي, والورقة الأخيرة تقرير أشعة مقطعية بتاريخ 2013/11/8.. من بين الأوراق استطعت أن أستخلص قصة الطفلة جونير.. هي تعاني من عيب خلقي -اعوجاج بالعمود الفقري- ناتج عن فاصل ليفي قسم النخاع الشوكي إلي قسمين, وتحتاج لإجراء جراحتين.. الأولي لفصل ربط النخاع الشوكي, والثانية لإزالة الحاجز الفاصل للنخاع الشوكي.. أحد التقارير يقول إن تكاليف الجراحة خمسة وثلاثون ألف جنيه, وتقرير آخر يقول إن تكاليف الجراحة ما بين خمسين إلي ثمانين ألف جنيه مصري.. المهم أن الأوراق لا تحمل اسما ولا عنوانا ولا رقم تليفون حتي نستطيع أن نصل إلي جونير.. لكن قصة الطفلة الصغيرة التي لم تبلغ من العمر 4 سنوات فقط, كما جاء بأحد التقارير قصة مؤلمة.. كم من الآلام تتحملها هذه الملاكة الصغيرة..
تخيلوا معي زهرة لم تتفتح بعد تعاني من كل هذه المصاعب.. نحن في انتظارك يا ابنتي.. تعالي وستجدين أحباء كثيرين في انتظارك معنا.. سنقف جميعا إلي جوارك, وسنأخذك إلي طريق الشفاء.. وتأكدي أن يد الرب ستكون معك قبل أيادينا.. في انتظارك يا حبيبتنا الصغيرة.
صندوق الخير
200 جنيه من يدك وأعطيناك
300 جنيه من خير ربنا بقنا
4000 جنيه علي روح المرحومة عايدة جرجس عبد السيد بالإسكندرية
600 جنيه طالبة شفاعة أنبا ميخائيل بأسيوط
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
—————–
6100 ستة آلاف ومائة جنيه
————
**وتليفون الخير
من أجل كل مريض يريد الدواء… من أجل كل متألم يريد الشفاء… من أجل كل معذب يريد الخلاص… من أجل كل هؤلاء من أخواتنا الأصاغر المرضي والمتألمين والمعذبين في الأرض أحباء المسيح وأحباؤنا من أخوة الرب يفتحصندوق الخير أبوابه ليستقبل عطايا صناع الخير من كل كان فوق الأرض فقد خصصنا رقم تليفون (01144503376).
نستقبل عليه اتصالاتهم… وخصصنا مندوبا يصل إليهم أينما كانوا فاحتياجات المرضي المتألمين المعذبين فاقت عطايا صناع الخير ولم يعد في الصندوق رصيدا نخفف به آلام المعذبين… تكاليف العلاج ورحلات الشفاء وصلت إلي أرقام لمن نكن نسمع عنها من قبل… مرة أخري من أجل كل المعدبين نتحدث إليكم وكلنا ثقة أن نهر الخير سيفيضي ويفيض وأن صندوق الخير لن يشح وسيمتلئ ويمتلئ فعين الله علي أولاده لن تتركهم يتعذبون تحت قسوة المرض.
200 جنيه من يدك وأعطيناك
300 جنيه من خير ربنا بقنا
4000 جنيه علي روح المرحومة عايدة جرجس عبد السيد بالإسكندرية
600 جنيه طالبة شفاعة أنبا ميخائيل بأسيوط
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
—————–
6100 ستة آلاف ومائة جنيه
————
**وتليفون الخير
من أجل كل مريض يريد الدواء… من أجل كل متألم يريد الشفاء… من أجل كل معذب يريد الخلاص… من أجل كل هؤلاء من أخواتنا الأصاغر المرضي والمتألمين والمعذبين في الأرض أحباء المسيح وأحباؤنا من أخوة الرب يفتحصندوق الخير أبوابه ليستقبل عطايا صناع الخير من كل كان فوق الأرض فقد خصصنا رقم تليفون (01144503376).
نستقبل عليه اتصالاتهم… وخصصنا مندوبا يصل إليهم أينما كانوا فاحتياجات المرضي المتألمين المعذبين فاقت عطايا صناع الخير ولم يعد في الصندوق رصيدا نخفف به آلام المعذبين… تكاليف العلاج ورحلات الشفاء وصلت إلي أرقام لمن نكن نسمع عنها من قبل… مرة أخري من أجل كل المعدبين نتحدث إليكم وكلنا ثقة أن نهر الخير سيفيضي ويفيض وأن صندوق الخير لن يشح وسيمتلئ ويمتلئ فعين الله علي أولاده لن تتركهم يتعذبون تحت قسوة المرض.