* مصاريف علاج المرضي تجاوزت 609 آلاف جنيه وواجهنا عجزا وصل إلي 394 ألف جنيه
* عطايا صناع الخير في السنوات السابقة غطت الزيادة في تكاليف العلاج
* ينابيع نهر الخير عادت تفيض .. والقراء قدموا في شهر ديسمبر أكثر من 100000 ألف جنيه
منذ أيام سقطت أوراق عام 2014
ومنذ أيام سطعت شمس عام 2015
وبين عام وعام لنا وقفة .. لنا وقفة لأن كلا العامين يمثلان شيئا مهما بالنسبة لنا .. عام 2014 كان العام الأصعب في العمل بحقل الخير .. سنوات عديدة مضت ونحن نزرع ونحصد في حقل الخير ولكننا لم نر عاما صعبا كهذا العام .. حقيقي الزرع كان كثيرا والحصاد كان وفيرا ولكننا زرعنا بصعوبة وحصدنا بالتالي بصعوبة .. وسر الصعوبة كان في ينابيع الخير التي كادت أن تجف , وكاد الزرع أن يزبل ويموت من العطش , لولا أن عين الرب كانت علي حقل الخير .. ففاضت ينابيع الخير في الشهر الأخير من العام , وكان لدينا رصيد من عطايا القراء في السنوات الماضية كنا . أودعناه وديعة في أحد البنوك فاضطررنا إلي فك جزء من الوديعة.. وبهذا استطعنا أن نروي الأجساد العطشانة إلي الشفاء , وعاد الحصاد وفيرا .. الكلمات قد تبدو كالشفرات .. لهذا أسمحوا لي أن أترك الحروف التي تصنع الكلمات الغامضة , وأسرد الحقيقة بالأرقام فهي أصدق من كل الكلمات في كشف الحقيقة .. تعالوا معنا الآن إلي رحلة الحصاد بالأرقام…
** حقيقة الأرقام تقول أننا بدأنا العمل في بداية عام 2014 ولدينا رصيد قدره 381555 جنيه كنا قد أودعناه وديعة في أحد البنوك ليحقق عائدا بنكيا يضاف إلي ما يرد إلينا من عطايا القراء خلال العام , لكن العائد ومع كل العطايا التي وصلتنا من الأصدقاء صناع الخير خلال العام لم تف باحتياجاتنا لعلاج المرضي والمتألمين الذين يطرقون باب وطني .. من جهة لأن أسعار الأدوية وتكاليف الجراحات ارتفعت بلا سقف يحدها , فضلا عن ظهور جراحات جديدة كتركيب دعامات للشرايين تفوق تكلفتها للمريض الواحد 30 ألف جنيه وتصل في بعض الحالات إلي 50 ألف جنيه .. ومن جهة أخري كان عام 2014 عام صعب صحيح لم يفض فيه الخير كما اعتدنا كل عام ..
** في شهر مايو – مثلا- كانت كل عطايا القراء التي وصلتنا 7380 جنيه فقط , وفي شهر سبتمبر 10378 جنيه فقط في حين أن نفقات علاج المرضي في شهر أبريل – مثلا – تجاوز المئة ألف جنيه , وفي شهر نوفمبر وصل إلي أكثر من 73 ألف جنيه , وفي شهر سبتمبر وصل إلي 70763 جنيه تحديدا..
** إجماليات الأرقام تقول أن إجمالي مصاريف علاج المرضي خلال عام 2014 بلغ 609592 جنيه في حين أن إجمالي عطايا القراء كانت 39495 جنيه بزيادة قدرها 214997 جنيه , ولما لم يكن أمامنا لمواجهة هذا العجز الناتج عن زيادة المصاريف عن الإيرادات إلا أن نفك جزءا من الودائع , وبالتحديد تم استراد 230812 من إجمالي الودائع المودعة بالبنك .. وحتي هذا كان يمكن أن يضعنا في موقف حرج لولا أننا وجهنا علي صفحة المحطة عدة نداءات لصناع الخير وكانت استجاباتهم سريعة ومؤثرة ففي شهر ديسمبر وحده – وهو الشهر الأخير من العام – بلغت تبرعات القراء التي وصلتنا 101350 – مئة وواحد ألف وثلاثمائة وخمسون جنيه – وفاض نهر الخير وتجاوزنا العام الصعب بسلام .. وستبقي سعادة الأصدقاء الذين استطعنا أن نرسم البسمة علي وجوههم وندخل الفرحة إلي قلوبهم .. ستبقي أكبر من كل الأرقام .. وسيبقي هذا حافزا لنا ولكل صناع الخير لمزيد من العطاء ولمزيد من تخفيف الآلام علي عدد أكبر من المتألمين .. يوقن بهذا من اقتربوا منا وسمعوا معنا صرخات ألم المرضي .. وعاشوا معنا لحظات فرحة الشفاء .. ومن بين صرخات الألم وفرحة الشفاء التي عشناها طوال عام 2014 ننقل لكم من حقل الخير بعض القصص التي عايشناها…
** بدأنا عام 2014 بجراحة كبيرة للصديق سمير زاخر الذي تهشمت ساقه اليمني بعد أن فاجأته غيبوبة السكر وهو في الطريق فسقط علي حافة الرصيف لتتعدد معاناته وآلامه .. كان تذبذب السكر بين الارتفاع والانخفاض وتعرضه لغيبوبة السكر مرات ومرات هي أقصي معاناته مع مرض شرس هاجمه وهو لم يتجاوز الخامسة والأربعين من عمره , لكن أن تتهشم ساقه ويرقد في البيت لا يتحرك وهو رجل أرزقي يعمل في أعمال النظافة أو المعمار .. ينقل الطوب والزلط , فهذه قمة مأساة إنسان جاءتنا ونحن في بداية العام الصعب .. وكان لابد أن نقف إلي جواره وننقذه ليعود إلي حياته .. حقيقي أنها حياة شقاء وتعب ولكنها أهون من أن نتركه طريح الفراش يعاني آلام رجله المهمشة وتذبذبات نسب السكر في دمه..
لم يكن الأمر سهلا مع الصديق سمير فالكسر في عنق الفخد يحتاج إلي تثبيت بمسمار ديناميكي , وتذبذب نسب السكر في الدم يجعل دخوله حجرة العلميات أمرا مستحيلا .. ومن هنا كانت رحلتنا معه رحلة صعبة .. عشنا معه أياما في المستشفي حتي تم تظبيط السكر , وبعدها نجح الدكتور ميشيل رمسيس استشاري جراحات العظام في تثبيت عنق الفخد , وبعدها قطعنا معه مشوار طويل في العلاج الطبيعي ,ولم نتركه إلا بعد أن وقف علي قدميه وأطمئنينا علي سلامته.
** أيام وكانت يد الله تساندنا ونحن نجني ثمار أخطر جراحة لإنقاذ حياة الصديق مكرم عبد الونيس بعد أن تدنت كفاءة عضلة قلبه إلي معدلات سيئة نتيجة ضيق بجميع الشرايين التاجية .. وكان قرار الدكتور باسم ظريف استشاري جراحة القلب سرعة زرع دعامات بالشرايين الضيقة تجنبا لإجراء جراحة .. وكان الموقف صعبا .. لم تكن الصعوبة في توفير 42 ألف جنيه ثمن الدعامات الثلاث وتكاليف تركيبها .. كان الموقف صعبا في اجتياز مرحلة الخطورة , وكما ساندنا الله في تدبير تكاليف العملية , ساندت مريضنا مكرم في اجتياز الخطر.
** في الأسبوع التالي كنا في رحلة مع جراحة جديدة .. لم تكن أمامنا مشكلة هذه المرة , فتكاليف الجراحة بسيطة , وليست ثمة خطورة في إجراءها , كانت مجرد استئصال فتق والزائدة الدورية لأم شابة – منال شنودة – تعول طفلين بعد أن تركها زوجها تتحدي الصعوبات ومشاكل الحياة , ورأينا معها خلال رحلة العلاج قوة الرجاء الحقيقي في المسيح .. دخلت حجرة العمليات ليستأصل لها الدكتور طلعت حلمي استشاري الجراحة الفتق فإذا به يجد الزائدة الدورية ملتهبة التهابا مزمنا فاستئصلها أيضا, وخرجت من حجرة العلميات وقد تخلصت من كل أسباب الآلام التي عانت منها كثيرا , وعادت لتواصل كفاحها من أجل طفليها .. عادت وفوق شفتاها ابتسامة تنطق بعمل الخير .
** تتوالي الجراحات في حقل الخير إلي أن نصل مع الصديق سمير رمزي إلي جراحة غريبة .. سر الغرابة لديه في خطورتها فقط , ولا في تكلفتها , بل لأنها لم تخطر علي بال مريضنا ولا علينا أيضا, ولكن الصدفة وحدها هي التي قادته وقادتنا إلي هذه الجراحة ..
جاء يشكو من متاعب متعددة في القلب وكان سبق له تركيب دعامة بالشريان التاجي ,ولما تجددت متاعب قلبه جاءنا واصطحبناه إلي الوحدة التخصصية لقسطرة القلب بمستشفي الراعي الصالح بشبرا .. أجري له الدكتور ماجد رمسيس أشعة تشخيصية كشفت عن وجود تصلب بشرايين القلب ولكن بنسبة قليلة لا تحتاج إلي تركيب دعامة , وواصل البحث للوقوف علي سر متاعبه وآلامه والسبب وراء الارتفاع المتواصل في ضغط الدم .. ولما وضع يدي علي السر – ضيق شديد في شرايين الكلي اليمني واليسري- تغير مسار الجراحة من تركيب دعامة في شرايين القلب إلي تركيب دعامتين بشرياني الكلي اليمني واليسري.
** شهد عام 2014 ظاهرة جديدة بالتسجيل في العمل بحقل الجراحات , فقبل أن ننتهي من تركيب دعامات بشرايين الكلي للمريض سمير رمزي جاءتنا أرملة – نتعية ذكي – من قرية أمشول؟؟؟ بمركز أبو تيج وكانت أصيبت منذ أربع سنوات في الشريان التاجي وفشلت كل العلاجات الدوائية في السيطرة علي الأوجاع والآلام , ونصحها طبيبها المعالج بالذهاب إلي القاهرة علي أمل أن تجد علاجا في أحد المراكز المتخصصة .. وعندما اصطحبناها إلي الدكتور باسم ظريف بمركز عناية القلب وأجريت لها قسطرة جاءت النتيجة أنها في حاجة إلي تركيب ثلاث دعامات دوائية .. ساعتها بدا لنا الأمر أن موضة 2014 تركيب دعامات.
** رحلاتنا مع العيون لا تتوقف ولا تنقطع , وما أكثر جراحات العيون التي أعادت الإبصار لأصدقائنا من كل مكان خاصة من صعيد مصر , وجاءت المصادفة ليتأكد لنا هذا عندما جاءنا مع بداية العام الصعب – 2014- صديق قديم من أسيوط سبق أن أجريت له جراحتان بعينيه لإزالة المياه البيضاء وتركيب عدسات , هذه المرة جاءنا مختار موريس يعاود الشكوي من شبح حجب الرؤية بعينه اليمني فاصطحبناه إلي الدكتور محمد المغازي استشاري الشبكية بالمستشفي الوطني الذي شخص معاناته في وجود سيليكون ترسب وراء عدسة العين , وكان لابد من التدخل الجراحي لعمل غسيل للجسم الزجاجي ,وقد كان وارتاح صديقنا مختار من وجع عينيه وعاد إلي أسيوط مسرورا بعد الجراحة الثالثة التي بها استرد الرؤية بوضوح..
ومن دير النفاميش بمحافظة سوهاج جاءتنا الأم سعيدة لميع بعين واحدة , مشكلتها لم تكن أنها بعين واحدة بعد أن تم تصفية عينها اليمني وهي في الثالثة عشر من عمرها أثر انزلاق قدمها واصطدام عينها بقوة علي حجر فوق الأرض , مشكلتها أن حارس عينها اليسري – اليمني الوحيدة الباقية – كاد أن يتركها كما تركها في صباها حارس عينها اليمني .. لم تكن هذه مجرد أوهام تطاردها ولكنها مأساة حقيقية سجلها تقرير الطبيب ببلدتها أكد أن عينها اليسري مصابة بانفصال شبكي وتحتاج إلي جراحة , وأيضا تعاني من مياه بيضاء تحتاج إلي إزالة .. أمام هذه المأساة لم يكن يمكننا الانتظار , وحددنا لها موعدا سريعا, ليناظرها الدكتور شريف إمبابي أستاذ طب وجراحة العيون بكلية طب عين شمس واستشاري جراحة الشبكية بالمستشفي الوطني للعيون الذي كشف عن وجود ثقب في مركز الشبكية أدي إلي حدوث انفصال شبكي , ونجح الدكتور شريف في إصلاحه وشاركه الدكتور فتحي فوزي في إزالة المياه البيضاء وزرع العدسة.
إعادة السمع
** شهد عام 2014 للعديد من الأصدقاء الذين يعانون من ضعف السمع.. كانت البداية مع أرملة عظيمة- نبيلة شوقي- تحدث الظروف الصعبة وحاربت المعوقات التي يعجز أمامها الرجال.. تحملت مسئولية تربية وتعليم 6 من الأبناء بعد أن رحل زوجها, والأكثر أنها تحملت في جسارة كل ما هاجمها من أمراض بدءا من الضغط, وضعف عضلة القلب, وهشاشة العظام, والدوار, والحصوات في القناة المرارية, وأخيرا ما عانته منذ سنوات من وشي في الأذن تحملته في صمت إلي أن عرفت السر في إصابة العصب السابع بضمور أضعف السمع, وقدمنا لها سماعة أعادت الأصوات الضائعة إلي أذني أرملة عظيمة كافحت كثيرا من أجل تربية ابنائها واحتملت صليب الترمل في قوة وصبر وتحد..
حلم السماعة لم يكن حلم نبيلة فقط, هو حلم كبير لكل من يعاني من ضعف السمع ويتقوقع حول ذاته..
أيام ووجدنا أنفسن مرة أخري أمام هذا الحلم.. هذه المرة كان لرجل يبلغ من العمر 39 عاما يعاني من ضعف السمع منذ أن كان طفلا, وبعد أن أصيب بالحمي الشوكية التي أثرت علي قدرته علي السمع, كان لديه سماعة لازمته سنوات إلي أن تعطلت بعد أن انتهي عمرها الافتراضي وكان لابد له من سماعة جديدة, وكانت ظروف صديقنا- مجدي لبيب- أصعب من أن توفر له ثمن السماعة, ولما جاءنا في بدايات مارس من العام الصعب- 2014- لم نتردد في أن نقدم له سماعة جديدة ليعيش علي أصوات أطفاله وزوجته في سعادة وفرح..
أيضا صديقنا رفعت عجيب اعادت له المحطة التواصل مع كل من حوله بعد 50 عاما من العزلة, قدمت له سماعة لاذنيه ليخرج من عزلته ويتمتع بأصوات زوجته وابنائه الأربعة بعد أن عاش منذ طفولته يعاني من ضعف السمع, وهي المعاناة التي لم يكن يظن يوما أنه سيتخلص منها..
نهاية رحلتنا في 2014 مع السماعات كانت لسيدة في الخمسينيات من عمرها, تعيش في ستر مع زوجها من دخله الذي لا يستطيع أن يوفر منه خمسة آلاف جنيه لشراء سماعة لشريكة حياته التي بدأت تتحول حياتها وحياة الزوج أيضا إلي جحيم بعد أن صعب التواصل بينهما, وليعود الهدوء والسلام إلي عش الزوجية إصطحبنا الزوجة إلي الشركة المستوردة للسماعات الدانماركية الصنع المتميزة بالدقة والإداء الجيد.. وقدمنا لها السماعية المناسبة لمقياس سمعها, وعادت الزوجة لتواصل في ود مع شريك حياتها.
ـــــــــــــ
الأم تريزة.. بطلة 2014
بطلة العام الصعب -2014- هي بحق الأم تريزة التي تحملت بصبر آلام المغص الكلوي التي حولت حياتها إلي جحيم فضلا عن معاناتها لأكثر من ثلاث سنوات من مرض السكر.. نجحت في أن تتعايش مع مرض السكر ولكنها لم تستطع أن تتعايش مع الآلام الشديدة للمغص الكلوي.. قبل أن تأتي إلينا الأم تريزة- 53 عاما- ذهبت إلي طبيب طلب منها إجراء جراحة كشفت عن وجود حصوة في الكلي اليسري وحصوة أخري في أسفل الحالب الأيمين, ولكنها لم تستطيع أن تواصل معه رحلة العلاج لضيق ذات اليد.. جاءت إلي حقل الخير بحثا عن ثمار تنتشلها من الآلام..
في حقل الخير استضفناها برعاية الدكتور ثابت اليأس إستشاري جراحة الكلي الذي طلب إجراء أشعة مقطعية علي المسالك البولية, وإجراء تحاليل لوظائف الكلي.. الأشعة المقطعية كشفت عن وجود حصوات بالكلي اليسري وضيق في الحالب الأيسر, وقرر أن حالتها تحتاج ثلاث جراحات..الجراحة الأولي تم فيها توسيع الحالب الأيمن وتكسير الحصوة وإزالة أثارها وتركيب دعامة بالحالب.. ومرة ثانية دخلت الأم تريزة حجرة العمليات وأجريت لها جراحة لتوسيع وتركيب دعامة في الكلية اليسري.. وارتاحت الأم تريزة من أوجاع الكلي التي قاست منها كثيرا.. ولكننا لن نتركها وستبقي معنا في حقل الخير نتابع معها علاجات السكر..
هي بطلة 2014 بكل ما تحملته من آلام, وبكل ما أجريت لها من جراحات.. ولكن رحلتنا معها مستمرة إلي ما بعد 2014.