تحت الظلال الكثيفة لظلام وآلام المرض القاسي, يجلس الصديق كريم إبراهيم 57عاما وحيدا, يعاني من قسوة تتخذ أشكالا متعددة وتخيم علي حياته بلا رحمة ولا هوادة, المعاناة الأولي أنه لم يرزق بأبناء, واستمر ألم الوحدة رفيق حياته المسيطر علي قلبه بتنهيدة حارة وحارقة, كلها رأي أطفال يلعبون أو شباب يتزوجون, وفي كلا الحالات يعود سريعا إلي شكر الله علي كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال.
أما الألم الثاني فهو تكوين الحصوات المستمر في جسده, حيث أجري حتي الآن 6 عمليات, ما بين استئصال حصوات وتوسيع حالب وتركيب دعامات, وقبل اللجوء إلي هذه العمليات. كان يدخل صديقنا كريم في دوامة مهلكة ما بين صرخات المغص الكلوي الشديد, وتكاليف المتابعات الطبية والعمليات. رحلات متكررة بين الوجع والمشرط, وكأنها رحلات لن تنتهي.
وبعد كل عملية يأخذ نفسه في راحة قصيرة, ويظن أن الأوجاع خلاص انتهت لتعود حصوات من جديد تدق بأنياب شرسة الكلي والحالب ليصرخ من جديد, ولكن هذه المرة, أبلغه الطبيب في الصعيد أن جسده يحتاج العملية بعيد عن المشرط بالليزر أو المنظار, مما يشكل تكلفة جديدة وكبيرة علي كاهله, واحتار ماذا يفعل, وهنا تدخل أحد الخدام ليقدم له النصيحة باللجوء إلي باب المحطة بجريدة وطني وبالفعل جاءنا وكله أمل أن يجد الراحة من تكرار الألم في حل من وجع الكلي المتكرر.
كان التقرير الطبي الذي يشخص حالته مبدئيا يقول: إن كريم يعاني من حصوات مرتجعة بالكلي اليسري أكبرها يصل حجمها لسمك 3سم وهي حصوة متشعبة بالجزء الأسفل من الكلي اليسري, ويضيف التقرير أن كريم أيضا يعاني من وجود كيس حصوات بالكلي اليمني أبعاده (5.0 * 5.5سم) وسبق له إجراء جراحتين بالكليتين لحصوات سابعة وتفتيت حصوات بالكليتين عدة مرات علي مدار الأعوام.
وحاليا يحتاج إلي منظار لإجراء عمليات جديدة لاستئصال الحصوات والكيس.
وعلي الفور تكفل صندوق الخير بحالة الصديق كريم وقمنا باصطحابه إلي الأستاذ الدكتور ثابت إلياس استشاري جراحة الكلي والمسالك البولية بمستشفي العذراء مريم بالزيتون.
حيث قام الدكتور ثابت بتوقيع الكشف الطبي علي كريم وطالب بإجراء تحاليل وأشعة صبغة وأشعة تليفزيونية.
ومازلنا مع الصديق كريم لنستكمل الرحلة معه وإجراء العملية حسب قرار الدكتور ثابت.