نشرنا الأبسوع الماضي حلقة من افتح قلبك تحت نفس العنوانالله لايعرف الاحتكار…في إشارة إلي أنه لا يمكن احتكار الله في دين أو طائفة أو مذهب..لأن الاحتكار يقتل الرحمة في نفوس البشر …كان موضوع الحلقة حول ماساة كاهن رسولي في الرابعة والخمسين من عمره…إنه راعي الكنيسة الرسولية في إحدي قري المنيا…الكنيسة فقيرة جدا وراتبه من عمله بها لا يتخطي مرتبه ألف جنيه شهريا…مصاب بفشل كلوي علي وشك أن يفقده حياته…بعد عناء شديد وجدت الأسرة متبرعا من نفس فصيلة الدم وتوافق الأنسجة.
كان من المفترض أن تجري الجراحة لزراعة الكلية الجديدة يوم السبت الماضي…لكن للأسف تم التأجيل لحين جمع جزء جديد من تكلفة الجراحة…حيث طلب المتبرع 60ألف جنيه أما المستشفي والأطباء فتكلفتها 100ألف جنيه أي أن المجموع يبلغ 160ألفا….لم يتوفر منه سوي 30ألف جنيه فقط …ورغم ذهاب الأسرة لأحد الكهنة الأرثوذكسين في منطقة الجيزة لطلب العون….فقد أبلغهم الكاهن أن القس المريض ليس أرثوذكسيا وأنه لن ليستطيع تقديم العون المادي له….لكنه سيرسله لمن يعينه…اتصل الكاهن الأرثوذكسي بباب افتح قلبك ليتوسط لمساعدة القس الرسولي…وهو ما أذهلني لكن للأسف لايمكن أن نغير ثقافة الاحتكار التي رسخت في نفوس الناس علي أسس طائفية ومذهبية.
وهنا نحن نعيد النداء علي الرحماء للمساهمة في إنقاذ حياة هذا الأب الذي سيرقد في المستشفي الجوي عشرة أيام بدأت أمس السبت بعد تأجيل دام أسبوعا…والمستشفي اشترط استكمال المبلغ كل قبل خروجه منها….ولا أعلم لو لم يكتمل المبلغ ماذا سيفعلون هل سينزعون كليته من جانبه….أم سيحتفظون به رهنا لحين سداد المال…إنها المأساة الطبية والإنسانية التي نحياها في مجتمع أهملت حكوماته المتعاقبة صحة المصريين ليصابوا بكل داء لعين ولا دواء إلا للأغنياء…وكانت ابنة القس طلبت عدم ذكر اسمه حفاظا علي كرامته!
وها نحن نطلق نداء الأسبوع الماضي…إنه نداء لكل الرحماء لإنقاذ هذا الرجل فأي عمل صالح تعملون إن كنتم تساعدون من تتفقون معهم فقط؟؟إنقذوه لأنه إنسان بعيدا عن إيمانه ولنتذكر مثل السامري الصالح الذي ضربه لنا السيد المسيح وكيف أنقد الرجل اليهودي الجريح الذي مر عليه الكاهن وجاز مقابله رغم أن اليهود والسامرة كانوا أعداء لكنه ساعده دون أن يهتم بهويته وهو ما مدحه السيد المسيح.