القصة ليست زيجة وفرح وتكوين أسرة جديدة.. القصة أعمق من ذلك بكثير.. القصة هي التخلص من الحمل وإزاحة نفقات فرد من العائلة ربما يستطيع الباقون الاستمرار علي قيد الحياة.. وسد جوع البطون.. القصة حسبة الزحام والعراك علي رغيف العيش وسرير للنوم.. وبضعة جنيهات للتنقل والعودة.. القصة خالية من الأفراح.. من الاستقرار.. من المستقبل المشرق والأماني الجميلة.. كل حبكتها دراما حزينة أو كوميديا ساخرة.. أبطالها جميعهم كومبارس يلعبون أدوار النائحين علي قبور الأمل ويهيلون التراب علي ما تبقي من كرامة أو عزة نفس.. لكي يحصلوا في النهاية علي ما يجعلهم بالكاد يكملون الدور ويكررونه في اليوم التالي..
هذه هي الحكاية التي تعيشها كل أسرة لديها ابنة علي مشارف الزواج.. فتفضل إزاحة حملها بالزواج.. ولا يهم من تتزوج أو كيف تتم الزيجة.. المهم هو رحيلها.. ذلك الرحيل المجاني أمتعته وزاده مستقبل الفتيات اللاتي عشن الحرمان حتي من اختيار الشريك المناسب في الوقت المناسب زيجة والسلام.. ومازلن علي أبواب الفرح تقرعن ولا مجيب.. مازلن في صدور الرحمة تأملن بينما أصاب الثلج الصدور.
ضمن أولئك الفتيات جاءتني إستر.. فتاة نصيبها من الجمال يتفوق علي نفسه.. تصطحبها والدتها التي تقر أن الأسرة تملك منزلا في حي شعبي جدا.. لكن لديها من الأبناء ستة ضمنهم إستر.. يعلو الخجل وجه السيدة وهي تقول: غلطت وخليت حياتنا جحيم.. خلفت ست عيال وماعرفناش نربيهم ولا نديهم إللي محتاجينه.. اتحرموا كتير.. كنا فاكرين الخلفة عزوة بس إللي حصل.. جوزي عامل بيشيل زلط ورمل والعيال بنعلمهم بالعافية..
الكنيسة كانت بتساعدنا لغاية السنة إللي فاتت.. لكن للأسف أول ما بنتي الكبيرة اتجوزت رفعوا اسم أسرتنا من خدمة إخوة الرب واتخلوا عننا..
وتكمل والدة إستر: رحنا لأبونا بعد سنة من رفع اسمنا من كشوف إخوة الرب.. لما إستر اتخطبت وكان لازم نجهز لجوازها.. بعتنا لجنة البر في منطقة الجيزة التابعة للأنبا ثيئودوسيوس.. اشتروا لنا الغسالة والثلاجة.. لكن أبونا مارضيش يدينا فلوس.. واتفقنا مع العريس نشتري السفرة.. والبنت ماعندهاش لبس ولا فرش ولا بطاطين ولا ستائر ولا سجاد ولا أدوات مطبخ.. ده الاتفاق نعمل إيه.. نميل بختها ونفك الخطوبة.. نقول للعريس إننا مافيش حيلتنا غير الشحاتة من الكنايس..
أعمل إيه.. فكرت أبيع البيت علشان أجهزها بس لو بعته هاتبقي مصيبة الفلوس هاتتصرف والست عيال وأبوهم وأنا هانتشرد وساعتها ماحدش هايلم لحمنا إللي هايكون في الشارع.. ده غير إني أنا وجوزي عندما فيروس سي ومش قادرين نعمل التحاليل والأشعات إللي طلبتها المستشفي علشان نتعالج.. بس مش مهم.. المهم العيال..
سكتت والدة إستر لتدخل إستر في الحديث قائلة: الموضوع مش كده وبس.. الموضوع إني اتجرحت لما رحت لأبونا وطلبت منه يساعدني في الجهاز.. وقال ماقدرش إلا أني أبعتك للجنة البر.. وكل الناس سمعوه اتفضحت في الكنيسة كلها والناس عرفوا أني رايحة أشحت.. أنا مش طالبة غير أن حد يجيب لي لبسي والسفرة.. ماقدرش اتفضح قدام عريسي كمان.. نفسي صعبانة علي لا عارفة أفرح ولا عارفة حتي أحزن حتي الحزن مافيش فرصة ليه.. مافيش فرصة غير أني أدور علي حد يساعدني.. فرحي في نص شهر سبتمبر وأهل عريسي بيسألوا فين الجهاز.
إستر عروس مثلها مثل سائر العرائس لا تريد سوي الستر.. استمعت لها وشعرت بمرارة فضحها أمام الجميع فاندفعت في الحديث إلي أبونا وبالضغط الشديد الذي أزعجه جدا قبل بمنح إستر ألفي جنيه فقط قائلا: دي أول مرة تحصل أنا بأدي بالكتير ألف جنيه روحي شوفي البيت إللي ملكهم كانوا يتفقوا اتفاق علي قدهم.. إحنا مش ملزمين نجيب كل ده عندنا حالات كتير..
أصابتني الصدمة واضطرت أن أقول له: يا أبي نحن موجودون لنكون سبب سعادة لأولئك المحرومين وليس سبب نكد وتجريح.. نحن موجودون لسد حاجاتهم والله مسئول أن يعوض الكنيسة بما يلزمها لذلك.. إذا كانت لنا ثقة في الله علينا أن نعلم أننا نطلب في المساء وهو يرسل في الصباح.. وإن قست قلوب القساة هو قادر أن يزرع فيها الحنان والرحمة فتنفتح لتغطي رصيد الفقراء.. فماذا يضيرك أو يضير رصيدك حينما تفرح قلوبهم هل ينكشف الرصيد.. صدقني الأرصدة المكشوفة مع الفقراء أغني بكثير من الأرصدة المكدسة بينما يقبعون هم حزاني بطوافهم للتسول..
ربما تخطيت دوري في الحديث إليك عن أرصدة الفرح وأرصدة المحبة مثلما نتحدث عن أرصدة المال.. لكن لم يكن ذلك من فراغ.. كان ذلك من باب أنني حريصة علي أرصدة الثقة التي تغذي سائر الأرصدة السابقة.. أولئك الفتيات ترحلن رحيلا مجانيا عن بيوتهن فأقل ما يجب علينا ألا نعذبهن وقت الرحيل.
إيد الحب
امتدت إيادي الحب بالمبالغ التالية:
1000 جنيه طالبة شفاعة السيدة العذراء مريم
1000 جنيه شفاعة أمنا العذراء
1000 جنيه علي روح الشماس الغالي م.ن
1000 جنيه /./.ب
201 جنيه من يدك وأعطيناك بالبحر الأحمر
500 جنيه شفاعة العذراء أم النور والقديسين
1000 جنيه أوجيني جرجس -بنها
1000 جنيه أم ناني بالأقصر
2000 جنيه شفاعة العذراء في شفاء مسيرة بالأقصر
4000جنيه علي أرواح الموتي بالإسكندرية
5500 جنيه من يدك وأعطيناك بأسوان
250 جنيها س.ف.ح بأسيوط
1000 جنيه طالبة العناية الإلهية بأسيوط
امتدت إيادي الحب بالمبالغ التالية:
1000 جنيه طالبة شفاعة السيدة العذراء مريم
1000 جنيه شفاعة أمنا العذراء
1000 جنيه علي روح الشماس الغالي م.ن
1000 جنيه /./.ب
201 جنيه من يدك وأعطيناك بالبحر الأحمر
500 جنيه شفاعة العذراء أم النور والقديسين
1000 جنيه أوجيني جرجس -بنها
1000 جنيه أم ناني بالأقصر
2000 جنيه شفاعة العذراء في شفاء مسيرة بالأقصر
4000جنيه علي أرواح الموتي بالإسكندرية
5500 جنيه من يدك وأعطيناك بأسوان
250 جنيها س.ف.ح بأسيوط
1000 جنيه طالبة العناية الإلهية بأسيوط