منذ شهرين تقريبا جاءتني فتاتان علي وجهيهما أعلن الحرمان احتلاله.. كان زفاف الصغري قد اقترب تم في شهر سبتمبر الماضي.. فذهبت الفتاة إلي الكنيسة لتساعدها بينما قرر الكاهن المسئول عن خدمة أخوة الرب والذي حذف اسم الأسرة من المساعدات الشهرية لمجرد أن فتاتين منهن أنهيتا المرحلة التعليمية وتبقي آخريان في التعليم الجامعي رغم الفقر تجاهدان.. ووالدهما يعاني المرض النفسي ولا يخرج من المنزل.. وحياة تفتقر إلي أبسط مظاهرها.. فلا طعام يبني أجسادهن ولا ملبس يستر فقرهن.. ولا عمل مريح يرحمهن من العناء ساعدنا الصغري وتزوجت بعد أن انتزعنا من الأب الكاهن المسئول ألف جنيه بالكاد.. وأرسلها لآخرين اشتروا لها حجرة نوم مستعملة ومرتبة وبعض الحاجات وعلي أي الأحوال تمت الزيجة.. وها نحن نستعيد القصة مرة أخري لأن الشقيقة الكبري تعاني الآن نفس المعاناة.. فزفافها في منتصف شهر نوفبمر ولا تملك أي شيء.. هذه الشقيقة التي لم تحمل من الحياة سوي دبلوم التجارة.. حينما جاءت مع شقيقتها لتجد لها مساعدة كانت قد روت مسيرة يومها ونشرناها حينها إذ قالت نصا: أسرتنا عبارة عن أربع بنات وأبويا وأمي.. أبويا اتعرض لمرض اسمه الذهان الضلالي من سنين.. ومع المرض أصبح صعب عليه الاستمرار في مواجهة الناس والمجتمع.. ولما بيشتد المرض عليه بينزل فينا ضرب ويمرمطا أنا وأخواتي البنات وأمي.
أقنعه عمي من سنين يروح لدكتور نفسي.. ومن يومها بياخد عقار اسمه كلوزابكس 100 مليجرام ولأننا مش معانا فلوس مارحناش لدكاترة تاني.. الدوا ده بيهد أبويا وكأنه بيموت موت مؤقت أعصابه ترتخي ورجليه ماتشيلهوش.. علشان يسيطر علي ثورته وانفعالاته وضلالاته.. من وقتها بدأت أمي تتاجر في العبايات الحرمي.. كل يوم ثلاث وجمعة تروح تقعد في السوق.. وآخر الشهر تطلع بـ500 جنيه تقريبا.. وأنا وأختي بنشتغل في مصنع نشطب هدوم.. كرستين فرحها في شهر سبتمبر وأنا فرحي في شهر نوفمبر وكويس إننا لقينا حد يرضي بظروفنا وهانخف الحمل عن البيت.. باخد 120 جنيها في الأسبوع باصرف 60ج وباعطي لأمي 60ج.. لأنني باصرف كل يوم 10 جنيهات خمسة في المواصلات رايح جاي وخمسة باجيب بيهم علبة كشري كل يوم بطلت أكل فول , لأن النص رغيف بجنيه ونص ومش بيشبع.. بناكل مرة واحدة في اليوم لأننا مانقدش ناكل مرتين.. هانجيب منين؟؟ وده معناه إن أنا وأختي بندخل للبيت 500 جنيه زي أمي.. ألف جنيه تعمل إيه لست أنفار؟ منهم اتنين بيروحوا الجامعة؟
طبعا بعد زواج شقيقتها توقفت عن العمل وانتقطعت الـ500 جنيه عن المنزل الذي هو بالبلدي في عرض جنيه.
فتيات كتبن قصة المعاناة في كتاب حياتهن وفي باطنه صرن يرضعن حليب الحلال غير المشبع للجسد لمكنه يشع في الروح.. وعلي صفحته الأولي وضعن عناوين الكرامة رغم الموت البطئ في دوامة الألم.. وفي المتون سطرن أنهن ولدن ضمن ملايين يصارعن الفقر في زمن التخلي.. ورسمن علي صفحة الغلاف الأخير صورة لكتائب الجباة الذين ينظرون إلي الـ500 جنيه وكأنها كنز يمنع الحوج ويحذف أسماءهم من كشوف الرحمة.
——————-
العبور إلي النزاهة عبر جثث الأقرباء
أصحاب العطايا يضنون والله يمنح.. تحت هذا العنوان كتبنا حلقة الأسبوع الماضي من باب افتح قلبك.. عن سيدة وزوجها ضاقت بهم الحياة وألقي القساة بهم في الشارع لتواجه الأسرة جميعها التشرد.. وتتسول إيجار وحدة سكنية جديدة.. واستجاب الرحماء وتمكننا من توفير وحدة سكنية بإيجار 750 جنيها شهريا.. في إحدي المناطق النائية بالإسكندرية وتبقي الأزمة الشهرية في دفع الإيجار للأسرة التي لديها ابنين في مراحل التعليم.. تلك الأسرة التي تبيت أحيانا بلا طعام.. فتسترق الروائح عبر منور الشقة الجديدة الذي يطل علي مطابخ الجيران.. ربما تشبع إلي حين يردها العون.. المفارقة التعيسة التي علمت بها بعد النشر.. أن أحد أقارب صاحبة المشكلة هو كاهن ينتمي لبيت العائلة.. وذو صيت مسموع بالإسكندرية.. وهو ابن خالتها مباشرة.. لكنه لم يساعدهم.. والأسباب غائبة.
يفتح هذا السلوك ملف القادرين علي المساعدة بينما يضنون علي أقرب الناس إليهم.. حتي لا يتهمهم أحد أنهم يحابون لأقاربهم أو يعزفون خوفا من الوصم.. رغم أن الوصية تقول تحب قريبك كنفسك.. أعرف أحد الذين يشرفون علي مساعدات الفقراء ظل يخشي الوصم في مساعدة عمه المريض الذي أصيب بجلطة في المخ.. وتم نقله علي إثرها إلي مستشفي سيد جلال.. حينها قال لن أقترب إلي أموال الفقراء فيما يخص أقاربي.. في اليوم التالي ذهب إلي المستشفي فوجد عمه في ثلاجة المشرحة مجمدا منذ فجر اليوم.. فتعرض الرجل إلي صدمة شديدة.
ظل في حالة ذهول وشعور بالذنب شهورا طويلة.. وذات يوم ذهب إلي أحد الأديرة في زيارة فوجد راهبا هادئا ارتاح إليه.. قرر أن يروي له قصته ويزيح عن قلبه الحمل الثقيل.. فأجابه الراهب: يا رجل كنت تساعد الجميع منهم من يأتي إليك ربما من الشارع لا تعلم عنه إلا القليل.. أما عمك الذي تعرفه وتعلم عنه العوز علم اليقين.. شحت يداك عليه.. فالحقيقة أنت لم تساعده لأنك خشيت علي ذاتك وشكلك أمام الآخرين إن علموا أن عمك تحت خط الفقر.. فقررت أن تكون أنت فوق خط الشبهات وعبرت إلي النزاهة عبر جثة عمك.. لن أزيد عليك حملا فوق حملك لكن نصيحتي إليك من الآن فصاعدا لا ترد أحد مكسور الخاطر, ترك الرجل الدير وعاد إلي عمله وخدمته ليحاسب نفسه.. ومنذ ذلك الحين لم يرد معوزا.. فانفتحت خزائن السماء لتمنح المعوزين عبر خدمته في كل مكان.
إيد الحب
أمتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
200 جنيه ماري حليم
1250 جنيها من يدك وأعطيناك شبين الكوم
5000 جنيه صادق في وعوده
3000 جنيه د.جورج رفيق بأمريكا
500 جنيه بركة شفاعة الست العذراء بأسيوط
2000 جنيه طالب رحمة
900 جنيه شفاعة العذراء والبابا كيرلس
3000 جنيه شفاعة العذراء والأنبا متاؤس الفاخوري ويوليوس الأقفهصي
2000 جنيه ش.م بأسيوط
2000 جنيه ن.ن.ج- الإسكندرية
401 جنيه ج.ي.خ- بني سويف
2969 جنيها من يدك وأعطيناك- بني سويف
17600 جنيه أولاد العذراء بأستراليا
600 جنيه طالبين شفاعة أبونا فلتاؤس السرياني
أمتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
200 جنيه ماري حليم
1250 جنيها من يدك وأعطيناك شبين الكوم
5000 جنيه صادق في وعوده
3000 جنيه د.جورج رفيق بأمريكا
500 جنيه بركة شفاعة الست العذراء بأسيوط
2000 جنيه طالب رحمة
900 جنيه شفاعة العذراء والبابا كيرلس
3000 جنيه شفاعة العذراء والأنبا متاؤس الفاخوري ويوليوس الأقفهصي
2000 جنيه ش.م بأسيوط
2000 جنيه ن.ن.ج- الإسكندرية
401 جنيه ج.ي.خ- بني سويف
2969 جنيها من يدك وأعطيناك- بني سويف
17600 جنيه أولاد العذراء بأستراليا
600 جنيه طالبين شفاعة أبونا فلتاؤس السرياني