دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات هو شعار اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي أطلقته الأمم المتحدة هذا العام, ففي كل عام يكون هناك شعار يتم إبرازه في الاحتفال بهذا اليوم, حيث نحتفل في شهر ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لذوي الإعاقة والذي تم تخصيصه سنويا بمعرفة الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1992, وذلك في أعقاب اختتام عقد الأمم المتحدة للمعاقين من عام 1983 إلي 1992, ومنذ ذلك التاريخ ونحن نحتفل كل عام بهذا اليوم الذي جاء القرار باختياره كيوم دولي لذوي الإعاقة من أجل أن يعمل المجتمع الدولي علي احترام وتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم, وهي الحقوق المستندة علي المبادئ العامة لحقوق الإنسان دون أي نوع من التمييز.
كانت مصر دائما من ضمن المتهمين بإقامة فاعليات واحتفاليات بالتزامن مع هذه المناسبة, حيث قدمت العديد من الجهات احتفاليات خاصة بهذا اليوم ومن ضمن الاحتفاليات قام المجلس القومي لشئون الإعاقة بإطلاق مبادرة نحو سياحة متاحة للجميع من مدينة شرم الشيخ, وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة, وهيئة تنشيط السياحة, ولجنة الإعاقة بالمجلس القومي للمرأة.
وعن هذه المبادرة قال الدكتور أشرف مرعي الأمين العام للمجلس القومي لشئون الإعاقة: إن هدف السائح من الأشخاص ذوي الإعاقة عند زيارته لأي مكان إقامة وانتقالات ميسرة والهدف الذي رفعته احتفالية المجلس القومي هو الاتاحة والدمج لجميع أشكال الإعاقة, وأن تكون السياحة متاحة للجميع, في إطار السعي نحو تنشيط السياحة من ناحية ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع من ناحية أخري.
وأكد الدكتور أشرف مرعي علي أن الاحتفالية شهدت تدشين نموذج سيارة مجهزة ومعدة خصيصا لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة, وعددا من التيسيرات الجديدة التي دخلت علي القطاع السياحي لاستقبال الأشخاص المعاقين.
أمر جيد أن تكون هناك احتفاليات من قبل جهات مختلفة مثل وزارة الثقافة ومكتبة الإسكندرية وبعض الجمعيات الأهلية العاملة في مجال الإعاقة والمجالس القومية المتخصصة.. الخ, أو أن يتم إصدار بيانات تطالب بحقوق ذوي الإعاقة, كلها خطوات جيدة للتوعية المجتمعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة, ولكن يجب ألا تقف حقوق الأشخاص المعاقين عند الاحتفاليات والبيانات التي يتم إقامتها وإصدارها في شهر ديسمبر من كل عام في ذكري اليوم العالمي لذوي الإعاقة بل يجب أن تكون حقوقهم بمثابة رسالة مستمرة وهدف نسعي لتحقيقه طوال العام.
فلماذا لا يكون هناك هدف عام يتم إطلاقه والسعي لتحقيقه خلال العام للأشخاص المعاقين, فعلي سبيل المثال كم من مرة تم إطلاق حملات من جهات ومجالس قومية متخصصة لعمل قاعدة بيانات علي مستوي جميع محافظات مصر, فيما يتعلق بالأشخاص المعاقين, ولكن بالرغم من مرور السنوات لم يتم إنجاز هذا الهدف حتي الآن الذي من الممكن بعد انجازه العمل بشكل أكثر شفافية في مجال حصول الأشخاص ذوي الإعاقة علي حقوقهم سواء في التعليم أو الصحة أو العمل أو السكن.. لكن لأننا نكتفي في كل عام بإطلاق مبادرات بالرغم من أنها إيجابية إلا أنها سريعا ما تخبو وتنطفئ ونعود نعمل في دائرة مفرغة بدن تحقيق أهداف نستطيع أن نلمسها علي المستوي المجتمعي فيما يتعلق بإدماج الأشخاص المعاقين مجتمعيا.. فماذا لو كان هناك كل عام هدف يتم إطلاق البدء والعمل فيه مع اليوم العالمي لذوي الإعاقة ونقوم في العام المقبل بإعلان ما تم إنجازه والإعلان عما يتم التخطيط لتنفيذه في العام المقبل.. أعتقد أنه إذا تم ذلك سنجد هناك تحولا إيجابيا في مجال إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع في غضون سنوات طويلة.