تحدثت إلي والدته ليلة عيد الميلاد 6يناير الماضي, وهي تبكي ولا تعلم ماذا تفعل؟ وما هو مصير ابنها؟…فقد عانت معه لسنوات منذ إصابته بإعاقة في عامه الأول وحتي الآن…ولكن المعاناة هذه المرة اختلفت وأصبحت أشد قسوة وألما…فلقد سقط ابنها من شرفة المنزل بالدور الرابع, ولقد انقذته العناية الإلهية من موت محقق,وهرعوا به إلي أقرب مستشفي لهم وهم لايعلمون ماذا حدث له ولكنهم يشكرون الله أنه لايزال علي قيد الحياة.
أكملت الأم حديثها قائلة:الأطباء في مستشفي الدمرداش الجامعي فور دخول ابني المستشفي ضمن حالات الطوارئ وحجزة بالعناية المركزة قالوا لي: إن لديه إصابة كبيرة باليد اليمني ستحتاج إلي عمليات جراحية لوضع شرائح ومسامير بها,وإنه مصاب بكدمات متفرقة بجسده من آثار السقوط من الدور الرابع,وحينما سألت عن موعد إجراء الجراحة أخبرني الأطباء:إنها ستتم فور استقرار حالته لتسمح لهم بتخديره…وبالفعل تم إجراء العملية الجراحية له بالمستشفي ووضعه تحت الملاحظة بالعناية المركزة مرة أخري.
وبعد عدة أيام تواصلت مع الأم للاطمئنان علي حالة ابنها بعد إجراء الجراحة فقالت:لقد وجد الأطباء أن ابني يحتاج إلي علاج للرئة لوجود مشكلات بها منذ سنوات, ولكنها ازادادت من آثار السقوط بالإضافة إلي تأثير التخدير في العملية وبالفعل قام الأطباء بالمستشفي بإجراء علاج تحفظي للرئة داخل المستشفي.
وبعد ما يقرب من أسبوعين تحدثت إلي الأم مرة أخري وقالت:إن ابنها خرج من المستشفي بعد أن ظل تحت الملاحظة بها, مابين العناية المركزة وحجرة عادية بها14يوما كاملين وهو يعاني من الألم ومن كثرة العلاجات التي كان يتلقاها منذ سقوطه ودخوله المستشفي فهو لايزال في الـ16من عمره ولديه إعاقة تسببت فيها حادثة سيارة تعرضت لها الأسرة وهو لايزال طفلا رضيعا عمره, عام فقط وتعرض لمشكلات بالمخ أدت إلي إصابته بإعاقة منذ ذلك الحين.
وأكملت الأم حديثها قائلة:منذ خروج ابني من المستشفي بدأنا رحلة معاناة جديدة معه حيث طالبنا الأطباء بالمستشفي أن يتم متابعة مشكلة الرئة بعد خروجه من المستشفي والبدء في التعافي من جراء العملية الجراحية له باليد اليمني,وبالفعل هذا ما سعيت إليه فبعد خروج ابني من المستشفي قمت بالحجز له عند طبيب للأمراض الصدرية لمتابعة مشكلة التنفس والرئة لدي ابني لعلاجها,وكان ذلك في الحادي والعشرين من شهر يناير الماضي,ولقد طالب الطبيب بأخذ علاج لفترة لابني بالإضافة إلي تأكيد أنه حتي يتم استكمال العلاج له علينا إجراء اختبار نوم في أحد مراكز أبحاث النوم وهي قليلة جدا في القاهرة ومحدودة,وحينما ذهبنا إلي مركز للحجز للاختبار وجدنا أن تكلفته تصل إلي1800جنيه..
وأضافت الأم:لم نستطع القيام بحجز اختبار النوم فمن أين لي بهذا المبلغ فزوجي متوفي والمعاش الذي أحصل عليه عن والدهم زهيد ولدي أبناء آخرون,وبالرغم من أن إجراء الجراحة بالمستشفي كان مجانيا إلا أنني منذ أن سقط ابني من الدور الرابع,وخاصة بعد خروجه من المستشفي هناك مصروفات كثيرة والأدوية واستشارة الأطباء كلفت مايقرب من1200 جنيه.,المفترض أن أستمر في علاجه لفترة طويلة مقبلة ولك ضيق ذات اليد يقيدني, ولا أعرف ماذا أفعل,فلقد عانيت لسنوات مع ابني مابين مصروفات علاجه والعلاج الطبيعي الذي احتاجه لفترات,ولكن هذه المعاناة أشد قسوة وألما.