تحمل الجولة الافريقية للرئيس السيسي والتى يزور خلالها كل من تنزانيا وروندا والجابون وتشاد العديد من الدلالات للسياسية الخارجية المصرية فى قارة افريقيا وتمثل ارادة حقيقية لانفتاح مصر على القارة وحرصها على مواصلة تعزيز علاقتها بدول القارة السمراء على كافة المستويات وفتح كافة المجالات امام الطرفين لتعميق التعاون والاستثمار واستكمالا لطريق بداه الرئيس منذ توليه الرئاسة كان من اساس اهتمامه التوجه نحو افريقيا بالشكل الذى يسمح بتكثيف التواصل والتنسيق المستمر مع دول قارة افريقيا
ومن جانبها تقول السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية سابقا تقوم جولة الرئيس السيسي للدول الافريقية على اكثر من هدف اولها تعزيز العلاقات الثنائية وهو الهدف الرئيسي للجولة وايضا تقريب وجهات النظروخلق فرص للمصالح المشتركة بين الجانبين الامر الذى يساهم فى زيادة حجم التبادل التجارى بين الجانبين وتشجيع رجال الاعمال لتوجيه استثماراتهم تجاه القارة السمراء وعلى الجانب الاخر نقل خبراتنا للدول الافريقية مضيفة كما تهدف الجولة ايضا الى التنسيق بالنسبة للقضايا الاقليمية والمواقف الافريقية تجاها مشيرة بان لم يكن اختيار الرئيس لهذه الدول ليس بسبب التوزيع الجغرافى حيث هناك دولتين من دول حوض النيل يقعان فى شرق افريقيا ودولتين الاخريان يقعان فى غربها فالتوزيع جاء ومرتبط بالمصالح المصرية مع هذه الدول فتوجد محادثات تمت مع الرئيس التنزاانى والذى من جانبه دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي للزيارة بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية وبحث كيفية التعاون فى هذا المجال واضافت وبالنسبة لزيارة روندا فيرجع الى تهنئه الرئيس الروندى بنجاحه فى الانتخابات فهى لافتة جميلة من الرئيس السيسي لمباركة هذا النجاح ومن جانب اخر روندا هى الدولة المكلفة لاعادة هيكلة الاتحاد الافريقى فروندا من نماذج دول القارة الناجحة على المستوى الاقتصادى كما ان نسبة مشاركة المراة فى البرلمان الروندى تبلغ 60% وهى نسبة عالية ونموذج يحتذى به
وتاتى زيارة الجابون للرئيس السيسي من منطلق ان مصر علاقتها قوية برئيسها الحالى والسابق وهى من الدول الغنية التى تمتلك موارد معدنية كثيرة ومن مصلحة مصر اقامة تعاون معها فعلى الشركات المصرية ان تستغل قوة علاقتنا بالجابون وتقيم مشروعت اقتصادية يستفيد منها الجانبين اما دولة تشاد فزيارتها لها اهمية خاصة فهى دولة تتحدث الغة العربية ودولة اسلامية فى نفس الوقت وتقع مع الحدود مع ليبيا وتتاثر ايضا بالاوضاع الحالية لليبيا فكان لابد من التنسيق معها حول كيفية الحد من العمليات الارهابية وتهريب البشر وايضا تهريب السلاح عن طريق الصحراء الغربية والذى يصب بالضرر على الجانبين والجدير بالذكر ان هناك شركات مصرية كثيرة تعمل خاصة فى مجال المقاولات وننتظر المزيد من المستثمرين لاختراق الاراضى الافريقية وتشير عمر بان زيارة الرئيس تدعو الى التوجه لنمو افريقيا ولابد من الاعلام ان يدعم هذا التوجه بشكل مستمر وليس فقط فى حالة تحركات الرئيس فالافارقة يلمسوا عدم الاهتمام بهم بقدر الاهتمام بزيارة الرئيس فقط وهذا له مدلول سلبى على العلاقات ولايساعد فى تحقيق الاهداف المرجوة
ومن جانبه بؤكد السفير رخا احمد حسن عضو بالمجلس المصرى للشؤون الخارجية على اهمية زيارة الرئيس السيسي للاربع دول الافريقية وخاصة تنزانيا وروندا وهما دولتين حوض النيل ولابد من وجود تواصل مستمر معهما على مستوى القيادة فالقرار الافريقى مازال فى يد رؤساء دولها سواء كانت قرارات تجارية اقتصادية او سياسية واتفاقية عنتيبي مازال عليها خلافات ومصر محتاجة الى دول تساندها فى وجهة نظرها فلابد من وقت لاخر تدعيم هذه العلاقات بزيارات ولقاءات ومباحثات مستمرة كما ان الجابون من الدول الغنية المنتجة للبترول وفى تعاون مابين الدولتين ومصر تساعد فى اقامة شبكة من الطرق والكبارى بها بناء على طلب رئيسها والجابون من الدول التى لها دور مهم فى الاتحاد الافريقى والقضايا الافريقية خاصة الازمة فى السودان وكذلك الازمة الليبية ويضيف رخا يقوم الرئيس السيسي كل فترة بزيارة عدد من الدول الافريقية وهذه سياسية ناجحة الانفتاح على القارة السمراء واقامة علاقات مع رؤسائها خاصة فى ظل التوجه الاسرائيلى تجاه افريقيا و قيام نتنياهو بتحركات داخل القارة ولقائه برؤسائها اكثر من مرة واطلق على اجتماعاته بهم القمة الاسرائيلية الافريقية وتسعى اسرائيل ايضا ان تصبح عضو غير دائم فى مجلس الامن وتحتاج الى دعم العديد من الدول ومؤيدين لها فى الجمعية العامة للامم المتحدة وهو امر يحتاج الى مزيد من التعاون والعلاقات والتوجه داخل القارة بشكل مستمر
ويقول السفير محمد منيسي مساعد وزير الخارجية الاسبق ، قال إن الزيارات التى يقوم بها الرئيس السسى ، فى القارة الأفريقية ، هى امتداد لنجاح الدبلوماسية الرئاسية فى أفريقيا والتى بدأت مع تولى السيسى للرئاسة .
وأضاف أن مصر أهملت أفريقيا لفترة طويلة نظرًا للظروف السياسية التى مرت بنا ، وهو ما أعطى مساحة لدول أخرى أن تحل محلنا وصعب مهمة مصر فى العودة إلى القارة مرة أخرى.
وأشار إلى أن ما قام به السيسى من زيارات سمح بالعودة بشكل جديد وأسلوب ومواقف جديدة فى القارة الأفريقية .
وتابع ” مصر لديها رصيد قديم فى القارة الأفريقية ، وحاليا القيادة السياسية تبذل مجهودا مضاعفا للعودة إلى القارة ، ولدينا نقاط قوة نستند عليها ومن الممكن استغلالها ، أهما المكانة والقوة التى أصبحت فيها مصر حاليا بعد تغلبها على كل المؤامرات التى حيكت ضدها ، كما ان الغرب يغير نظرته تجاه مصر ، وهناك نوع من التنسيق فى إدارة شئون المنطقة من خلال القيادة السياسية المصرية”.
اشار إلى أن الجولة التى قام بها الرئيس ، مهمة جدا لأنها تشمل ركائز أساسية فى منطقة وسط وغرب أفريقيا .
وتابع منيسي ” الرئيس السيسى لديه نظرة فى استكمال التواجد داخل القارة الأفريقية ، لافتة إلى ان روندا دولة معروف عنها أنها من أفضل الدول فالأفريقية على المستوى الاستثمار ، وبالنسبة للتشاد تعد من الدول المتعلقة بشكل اساسى بركائز الأمن القومى المصرى ، وتنزانيا من دول حوض النيل ، واحدى الدول التى لها تأثير كبير فى منطقة حوض النيل ، والجابون فى غرب أفريقيا ، مما يدل على أن السيسى لديه نظرة ورؤية للانتشار فى كل الدول الأفريقية ، دون التركيز على دول بعينها ، مثل دول حوض النيل.