تحتفل الكنيسة دائما بالقديسين العظماء الذين تركوا لنا أفضل التعاليم وتتذكرهم على مر الايام .. ونتمنى جميعاً لو كنا عاصرنا هؤلاء القديسين واخذنا بركتهم.. ولكن يشاء الله أن يمنحنا هذه
الأمنية ونعاصر بالفعل “البطريرك الذي ليس له رقم” كما لقب من الشعب القبطي يوماً.. ونأخذ نعمة الكتابة عنه في حياته.. انه القديس الذي عبر بالكنيسة إلى بر الأمان في اصعب فترة على مصرنا العزيزه وقت حكم الاخوان والمرحله الانتقالية.. إنه القديس العظيم الذي لم يكن يعرفه العالم جيداً
واراد الله أن يظهره إلينا بحكمته واتضاعه ووقاره، الانبا باخوميوس مطران البحيره والخمس مدن الغربية، القائم مقام بعد نياحة البابا شنوده الثالث، ليقود دفة الكنيسة في وقت صعب حتى انتخاب البابا تواضروس الثاني.
انتقلت وطني إلى مسقط رأس الانبا باخوميوس، البحيرة، لنعرف اكثر عن الحياة المعاشة له وسط ابنائه في دمنهور ونكتشف الجوانب التي لا يعرفها ابنائه خارج دمنهور.. وبمقابلة ابنائه المقربين له نستمتع عزيزي القارئ بهذا الحوار .. ونتمني من الله ان يبارك الانبا باخوميوس ويعطيه سنوات مديدة من الصحة والخدمة والبركة..
أبونا طوبيا – كاهن كنيسة الملاك دمنهور
– أبونا طوبيا حدثنا عن الانبا باخوميوس ؟
الانبا باخوميوس له قلب كبير وحكمة شديدة ويعطي للجميع فرصة للعمل بل ويدفع ويشجع كل شخص يحب
الخدمة.. فكان الانبا باخوميوس معطي صلاحيات واتساع كبير لـ ابونا ثيؤدور منذ أن بدأ خدمته باسم الدكتور وجيه.. عندما ننظر إلى الانبا باخوميوس نجده انسان عظيم جداً ولا اقول هذا لأنه
اسقفنا بل لأنني عرفته كإنسان، وترجع معرفتي بنيافته عندما ذهبت لزيارة ابونا ثيؤدور في دير الانبا بيشوي وطلب مني أن ابلغ رسالة لسيدنا الانبا باخوميوس وهي أن الانبا صرابامون قبله
للرهبنة في الدير. وبالفعل ذهبت وبلغت الانبا باخوميوس الذي تعجب لثقة أبونا ثيؤدور بي لتوصيل هذا الخبر له.. ومن هنا بدأت معرفته بي وبدأ يسألني “من أنت وما هي خدمتك” بدأت أعرفه بنفسي ومن هذا اليوم صارت علاقة قوية بيني وبين الانبا باخوميوس..
ايضا العالم كله عرف من هو الأنبا باخوميوس وكيف أدار الفترة الانتقالية بحكمة عالية جدا، وسمعنا من بعض المسلمين “اننا نحتاج لشخص مثل الانبا باخوميوس لكي يديرالانتخابات المصرية” لآمانته وتنظيمه المحكم للانتخابات الكنسية.. وعندما كنا نزوره وهو قائم مقام في القاهره، كنا نرى كم المحبة واللهفة والسؤال عن أولاده في دمنهور وكان يقول لنا “الشعب عامل ايه” ويسأل عن واحد واحد رغم مشغولياته في هذه
الفترة
– ماذا عن تعاملات الانبا باخوميوس معكم ككهنة؟
نشعر أنه أب في تعاملاته معنا وراعي لنا، نشعر بكم الحب لكل كاهن حيث يهتم به ويسأل عن أولاده وأسرته. وفي أي مناسبة سيدنا يحرص لتواجده وسطنا وينتظر المناسبات لكي يكرم الكهنة ويشارك مناسباتهم
ويفرح لفرحهم ويتألم لآلامم.. فلم ولن نجد بالفعل مثل هذا الراعي لنا..
ماذا كان شعوركم أثناء غيابه في رحلته العلاجية؟
ترك سيدنا فينا ككهنة وشعب فراغ على المستوى الوجداني، لكن على مستوى إدارة المكان ومتابعة أعمالنا، كل شئ كان يسير كأنه موجود.. فهو يتميز بالحب والمهابة في نفس الوقت، نحبه ونهابه ونتعلم منه فسيدنا معروف بأنه عالم في الإداره الكنسية. ونحن نسير الأن على نفس نهجه وهذا ما تعلمناه من سيدنا
فالعمل يسير في عدم وجوده كما لو كان موجود.
كيف كانت ملامح معيشة سيدنا الانبا باخوميوس في بداية رسامته؟
سيدنا الانبا باخوميوس ظل في كنيسة الملاك لمدة 10 سنوات إلى أن تم بناء المطرانية.. هذا الرجل كان يعيش بمنتهى البساطة والتقشف والتواضع فكانت قلايته عبارة عن سرير ودولاب بسيط جدا وكليم مفروش في
الغرفة.. ولم يكن لديه في البداية سيارة خاصة ولم يطلبها ابدأ أو يسعى لاقتناءها فعندما رأى البابا شنوده ذلك أعطى الانبا باخوميوس سيارته.
ماهي أهم نصائح الانبا باخوميوس لكم ككهنة؟
اكثر امر يحرص عليه سيدنا معنا هو على ألا ننسى توبتنا.. فيقول لنا: “أوعى تنسي وانت بتوعظ يأخذك
الوقت وتنسى نفسك” ففي بداية لقاءاته معنا في اجتماعات الكهنة يقول لنا “فرصة في هذه الاجتماعات أن تقابل أب اعترافك وتجدد العهد ولا تنسى توتبتك وخلاص نفسك”..
وكان يقول لنا أيضا: “أهم شئ لحياتكم هو الاهتمام بالأخرين” فبالنسبة لأخوة الرب، سيدنا كان له اهتمام خاص ودائما يقول: “لايهمني المنشآات لكن النفوس بالدرجه الأولى” ويقول لنا هذا التعبير: “يتمرر قلبي ونفسي لو أسرة باتت جوعانة” عندما يعرف أن انسان محتاج.. وهو دائما يخاف على شعبه جداً ولديه حرص شديد على خدمة الرعاية الاجتماعية ويتابعها بنفسه.
الدكتوره مني شكري خادمة بكاتدرائية العذراء والقديس اثناسيوس بدمنهور
ما الذي لا نعرفه عن الانبا باخوميوس وكيف كانت معرفتك به ؟
نشأت منذ صغري مع سيدنا الانبا باخوميوس ودخلت فصول اعداد الخدام وكان ذلك بفضل تربيتي الكنسية على يد نيافته، الذي كان يحرص على متابعة حياتنا الروحية.. وقتها قام سيدنا بعمل اجتماعات للخدام وبدأ سيدنا يعلمنا بنفسه كيف يكون للخادم يقظة وان يكون جندي صالح للمسيح يسوع، فكانت مقولته دائما لنا: “احتمل المشقات لكي تكون جندي صالح للمسيح يسوع” وكان يعلمنا كيف يكون الالتزام في الخدمة
والالتزام بالمواعيد والالتزام بالتحضير، فكبرنا على روح الخدمة مع سيدنا الانبا باخوميوس في كل هذه
الفترة التي تتلمذنا علي يديه كمرشد لنا على كل المستويات..
العم نظير ابراهيم جندي
تعرفت على سيدنا الانبا باخوميوس منذ 45 عاماً حيث جاء بنفسه إلي ودعاني لكي أكون معه في الخدمة، فلبيت رغبته .. فانتقلت للمعيشة مع سيدنا ومعاونيه، وكنت أسهر على رعايتهم وأهتم أن استيقظ مبكراً لإعداد الافطار لهم.. ونيافته كان يسند إلي مهام حراسة الأراضي التي تشتريها الكنيسة بجوار رعايتي لهم ويشعرني بثقته في دائماً. وعندما جاء ابونا ثيؤدور من الدير بعد رسامته ، قال لي الانبا باخوميوس: “اذهب يا نظير وأضرب الجرس احتفالا بقدوم ابونا ثيؤدور”.. ورغم ان نيافته كان اسقفا إلا أنه أصر على أن يضرب جرس الكنيسة احتفالا بقدوم ابونا ثيؤدور..
الأنبا باخوميوس رجل روحاني فوق الحد، فضرب الجرس لراهب! وهذا لم يحدث أبداً أن يدق جرس الكنيسة لقدوم بطرك وكأنه يتنبأ أنه سيكون بطرك! وقد كان بالفعل واصبح البابا تواضروس الثاني
أيضا تحمل الأنبا باخوميوس للمواقف بإصرار فرغم مرضه كان عند عودته من السفر متعب يحرص أن ينزل من سيارته ليسلم علي الصغير قبل الكبير.. ولا أنسى موقف لسيدنا الانبا باخوميوس حيث كان راجع من السفر متعب جدا رغم ذلك اتى إليه اشخاص من قريه “الخصمه” في أرياف دمنهور حتى يقولون له
أن هناك جنازة ولم يوجد كاهن ليصلي ، فقام في الحال وذهب للقرية ليصلي الجنازة ورجع وهو في شدة التعب.
ذكرياتك ياعم نظير وقت رسامة الانبا باخوميوس ومجيئه إلى دمنهور ؟
عندما جاء الأنبا باخوميوس إلى البحيره لم تكن فيها أي مباني نهائياً ولا يوجد مقر لإقامته، فقام بانشاء وتعمير الإيبارشية بكل ما نراه الأن، وقام برسامة كهنة كثيرين، فكان يسند لي مهام كثيره، فعندما كانت المطرانيه تشتري قطعة ارض للكنيسة كان يقول لي اذهب واستلمها وابقى فيها لحراستها وتأمينها.
الدكتوره أمال خادمة في خدمة الرعايه الاجتماعية بدمنهور
كيف كانت معرفتك بالانبا باخوميوس وكيف اسند لكي هذه الخدمه ؟
أنا أخدم مع الانبا باخوميوس في مكتب الرعاية الاجتماعية منذ عام1998بتكليف من سيدنا، فبالرغم من أنني مغتربة عن دمنهور لكني وجدت اهتمام ورعاية كبيره جدا منه، وهذا الاهتمام كان له اثر العميق في وجداني ولم أشعر انني مغتربه بسبب أبوته.. الانبا باخوميوس يمتاز بحب اولاده جدا ويجاملنا في كل المناسبات، فعندما أنجبت ابنتي الأولى جاء إلى منزلي ليبارك لي بقدوم ابنتي، ورغم انني كنت مغتربه إلا انه كان يحرص على مشاركة ابناءه في مناسباتهم سواء كان غريب أو من أهل دمنهور..
والأهم أنه دعاني لكي اخدم معه في خدمة الرعاية الاجتماعية بدمنهور، فتركت عملي في الطب البيطري وبدأت أخدم معه.. والانبا باخوميوس وضع لنا مبادئ أساسية نسير عليها في الخدمة لقطاع الرعاية الاجتماعية وهم: لا يحرم جائع من طعام، لا يحرم طالب من تعليم، ولا تحرم فتاه من زواج، ولا يحرم معاق من إعالة، أو سجين من رعايه.. فكل مبدأ منهم له عند سيدنا الانبا باخوميوس اهتمام كبير.. ففي مرة جاءت إليه سيدة قالت له: أنا أبلغ نيافتك انني سأفسخ خطوبه ابنتي لانني لم اجد الأموال لكي اجهزها”، فحزن جدا واستاء وأمرنا بأن نساعد هذه الفتاه فورا حتى تجهز بالكامل ولاتتحمل الأسرة نفقات أي شئ..
وكان يقول لنا: ” أن الخدمة تنمو وتثمر بثلاثة أشياء هي: أمانة الخدمة وأمانة المخدوم وأمانة العاطي”.. ودائما هو حريص على خدمة إخوة الرب وحريص على احتياج وسترة الناس والاهتمام بهم نفسياً ومادياً..
ويهتم سيدنا بالخدام والمخدومين.. فاعطي فرصة للسيدات بل شجع المرأة على الخدمة واعطاها فرصة واعطاها صلاحيات وانا كمثال كنت مغتربه اعطاني فرصه واستخدمتها في الخدمه معه.. فاستطاع ان يستوعبنا جميعا ويسدد احتياجنا وعلمنا ان لا نترك اي شخص ونهتم بخدمه إخوه الرب.
وتتلمزنا أيضا على يد البابا تواضروس نفسه وقت كان معنا هنا في البحيرة، ونفتقده جداً وسطنا هنا ونفتقد مشورته وهو كان أول من اهتم بالمرأه مثل الانبا باخوميوس..
القمص رويس عزيز كاهن كنيسة الملاك بكفر الدوار
ماهي ذكرياتك مع الانبا باخوميوس والبابا تواضروس
ابي كان يعمل مهندس بالمساحة وكان يتحرك في أماكن كثيرة في جمهوريه مصر،
واخيراً استقر في دمنهور وكان يعمل مع المهندس سمير سكر – والد الانبا باخوميوس، وايضا مع
المهندس صبحي باقي – والد البابا تواضروس، لذا ربطنا هذا بالتلاحم معهم أسرياً قبل رسامتهم.. وأنا افخر ان ابي عمل معهم فهم ايضا كانوا مهندسين مساحة..
وأتذكر وقت رسامة الانبا باخوميوس أسقفاً، لم يكن له مكان يقيم فيه، فتم اختيار مبني للغرباء مكون
من ثلاثه أدوار ليكون مقر إقامته، وتم تخصيص طابقين له ولاعمال الإيبارشية. وبعد فترة اشترى
أرض وبني الكاتدرائية وأنشأ المزرعة لإقامة المؤتمرات وسكن المكرسات ونادي للعائلات وانشأ مكان للمغتربات.. كان كل فترة يشتري أراضي ويتوسع في الانشاءات الخاصة بالكنيسة فأنشأ عمارتين لسكن المغتربات وعمارة لسكن المكرسات وبعد ذلك بدأ في اختيار كهنة من الخدام الموجدين معه في الخدمة وكنت أنا من أوائل الكهنة الذي رسمهم وقتها.
وكان الأنبا باخوميوس ومازال معلم أمين ومؤثر فينا كلنا، فعلمنا التدبير والتعمير للكنيسة، وعلمنا سيدنا كيف نحب بعضنا، وكان يثق فينا حتى أنه اعطاني أن شخصياً حرية اختيار من يصلح للكهنوت
معي .. وكان له نظرة مستقبلية ورؤيا، فكان يقول أن اليوم عدد المخدومين محدود لكن غدا سوف يزيد فيجب ان نكون مستعدين بقاعدة خدام قوية، وعلمنا نعمل للمستقبل ونننشئ مشاريع لأولادنا، فأنشأنا مستوصف في كفر الدوار وبيت الملاك مخصص للحالات الخاصة. وأيضا علمنا التدبير في الخدمة وسياسة الباب الموارب فلا اغلق الباب في وجه احد.
الأنبا باخوميوس أب حنون على الجميع حتى أنه راعى كبر سني ويطلب مني أن
أرتاح ويتولي المهام الشاقة في الخدمة ابنائي الكهنة .
ميري بشارة الخادمة بدمنهور
“ابونا الانبا باخوميوس”.. بهذه العباره بدأت ميري بشاره وهي تعني ما تقول لتروي لوطني كيف اختبرت أبوة الانبا باخوميوس.. فقالت: نحرص أنا وأخويا ابونا تيموثاوس، علي زياره أبينا
باستمرار في كل مناسبة. وعندما كانت تنجب والدتي كنا نذهب إليه ليسمي المولود وكان بالفعل هو يختار الاسم لنا فهو سمى اخوتي مينا وفيبي.. وعندما تقدم لي المهندس باهر لخطبتي
ذهبت اليه لاستشيره فتقابل بالفعل سيدنا معه وتولي امر خطبتي اكثر من والدي و كان حريص على اختياري من سيشاركني حياتي وطلب مقابلته ووجه إليه اسئله لم يسألها ابويا بالجسد وتابع معه ومعي حتى تمت خطبتي إليه وتزوجنا.. بل وقام بعدها باختيار زوجي للكهنوت باسم القس ماركوس.
ومن أجمل صفات سيدنا أنه يراعي اولاده ، فاتذكر ذات يوم اثناء ترأس سيدنا القداس وكانت الكنيسه مقتظه بالشعب جدا ولم يستطع ان يلمح اي احد غياب الاخر عن حضور هذا القداس، ففوجئت بان قام سيدنا وناداني وسألني على غياب زميلة لنا في الكنيسه عن القداس فقام واعطاني تفاصيل عنها وكان قلق عليها جدا وبالفعل اخذت التفاصيل عنها من سيدنا وسألت عنها وعرفت انها نقلت من منطقة لمنطقه فعلا وقتها ادركت ان سيدنا لديه روحانيه وروح أبوة عالية وتعجبت وقلت لنفسي كيف عرف سيدنا انها نقلت اقامتها أو تذكرها وسط كل مسئولياته.
ايضا عند اختيار زوجي للكهنوت قال لي سيدنا: ما رأيك في قرار رسامة زوجك كاهن؟ قلت له: ياسيدنا أنا زوجته وهو مهندس وانا زوجته وهو كاهن.. وسأل زوجي ايضا عن رأيه واعطاه فرصه لكي يصلي لكي يعرف
مشيئة الله .
ما هو دور سيدنا معكم كزوجات للكهنة ؟
هو يلتقي بزوجات الكهنة في اجتماعات دورية، وهو أب لنا كزوجات كهنه رغم اننا لا نعرف بعضنا جيدا لكن هو يعرفنا كلنا اكثر من معرفتنا نحن لبعض.. ونفتح قلوبنا له في هذا اللقاء ويقول لنا دايـمـاً: “انتم جنود في السماء مع الكهنه ودوركم مكمل لهم ولا يقل عنهم اهميه” ايضا يعمل
اجتماعات دوريه لاولاد الكهنه ويتابع جيدا حياتهم.
تاسوني مريم خادمة في المزرعة مقر إقامة الانبا باخوميوس
حدثينا عن سيدنا وعن اصدار كتاب الخمسين عاما للإيبارشية؟
هو كتاب لتاريخ الإيبارشية في خمسين عام ويشترك فيه عدد كبير في اعداده من كهنه وخدام دمنهور وسيصدر قريباً.
سيدنا اب لنا كمكرسات يهتم بكل مكرسة وحياتها وخدمتها ومحبته كبيره جدا لنا، ولم اشعر ابداً بالغربه فأنا في وسط كله محبه وابوة واحتواء منه لنا. أي شخص يحتاج لمرشد يجد الانبا باخوميوس أب للجميع.. سيدنا عندما أتى إلينا لم يكن هناك مزرعه أو مقر له ووقتها قابل الرئيس السادات وطلب منه أرض تخصص مقر له وبالفعل امر رئيس الوزراء قائلا له: شوف طلباته، ولكن اراد الله ان يشتري المزرعه قبل ان يلبي رئيس الوزراء طلب سيدنا وبنيت بالفعل.. وجاء البابا شنوده لتدشين مقر الإيبارشية وكنا وقتها توسعنا في المزرعه وبدأنا التوسع في معهد الالحان وثلاث قاعات للمحاضرات وكلية اكليريكية.
والأنبا باخوميوس لديه بعد نظر ولديه نظرة ثاقبة للمستقبل ودائما يطلب مننا الاهتمام بالفتيات.. فأسس جمعية السيدة العذراء التي تستقبل الفتيات ذات الظروف الخاصة ونتابعهم حتي يتزوجوا.. وهو يهتم جداً بخدمة المرأة عموما وفي عيد العذراء في شهر اغسطس من كل عام يخصص يوم لكل البنات اللي تزوجوا ويذبح لهم الذبائح ويتجمعن بأولادهن وأزواجهن ويكون يوم جميل جدا يوم الابوه الحقيقية التي
تجمع سيدنا بأولاده ويكون يوم فرح بالفعل في المزرعة بحضورالجميع والالتفاف حوله.
35 عاما مع سيدنا ونحن نعرف الأن ما الذي يحزنه ونتفاداه وماالذي يسعده ونحرص عليه.. ودايما يحرص على أن نهتم بالجميع كما نهتم به وبأنفسنا حتى أنه علمنا ايضا ان نقابل الضيوف كأننا نقابل المسيح..
وسيدنا معروف أنه بسيط في حياته فلم يطلب مننا مأكولات بعينها اي شئ يقدم له يأكل منه لكن ظروف
مرضه الاخيرة لها ظروف خاصة في الجلوس معنا فترات طويله.
لابد ان اذكر ان لبنات الجمعية لدى سيدنا مكانة خاصة، فهو يذهب إليهن ويجلس معهن، وهن يلقبونه “يابابا” فهو فعلاً أب لهم بالفعل.. و سيدنا يتميز بطول اناته وصبره الي ابعد حد مع الجميع ومن طبع سيدنا ايضا حرصه على السلام في المكان ومقولته لنا الشهيرة: ” اشتري السلام بأي ثمن” حتي لو حد اتصرف أي تصرف كان يصمت ولا يرد بعنف نهائي حتي تتضح الامور..
حتي إكرامه للغرباء عنده اهتمام شديد سواء هنا في دمنهور او اثناء تواجده في اي مكان يذهب اليه فعندما ذهبنا الي القاهرة وقت رسامة البابا تواضروس ذهب بنفسه ليخدم علينا في قلايته ويعطينا لنأكل.