صفوف من عيدان الذرة الشامية تغطي معظم الأراضي الزراعية في صعيد مصر.
تعتبر الذرة الشامية من أهم المحاصيل في العالم، وتأتي في مقدمة موارد الطاقة بالنسبة لوجبات الإنسان، كما تؤدي دورًا رئيسيًا في غذاء المواشي والدواب وتستخدم في كثير من الصناعات وتعد قرية نزلة أسمنت بالمنيا من القرى التي اعتاد أهلها على زراعه محصول الذرة الشامية وإليكم آراء بعض من الفلاحين حول زراعة الذرة ومدي الاستفادة من المحصول.
قال خلف عبد النعيم 45 سنه مزارع، إنه يمتلك قطعه أرض زراعية مساحتها فدان يعمل على زراعتها بمساعدة أبناءه الأربع ونظرا لانتشار زراعة الذرة الشامية في فصل الصيف فلقد قام خلف بزراعة أرضه ذرة شامية ليحصل منها على دخل مناسب يكفي احتياجات أسرته في ظل ارتفاع الأسعار المميت، مؤكدا أنه يتم زراعة الذرة الشامية في نهاية شهر مايو عقب محصول القمح وهناك أكثر من نوع في الذرة الشامية ولكل نوع سعرة ويقوم المزارع باختيار النوع المناسب له ليزرعه.
أفاد “خلف” أن الفلاح المصري يستفاد من أرضه ففي خلال فترة نمو الذرة وخاصة الشهر الأخير قبل الحصاد يأخذ ما يحتاجه من الذرة لإطعام أسرته منها. كما يستخرج من الذرة طعام للمواشي التي يربيها.
ومن جانبه، أكد أدوار شمعون 60 سنه مزارع أن الذرة الشامية محصول جيد للفلاح، حيث أنه يدر دخلا مقبولا له كما أنه لا يستغرق سوي ثلاثة أشهر فقط لينمو ولكن الذرة تحتاج إلى كمية كبيرة من سماد اليوريا، حيث يحتاج الفدان إلى 400 كيلو من السماد ويحتاج إلى الاهتمام من الفلاح، حيث يعمل الفلاح على تنقية الأرض الزراعية من الحشائش.
وناشد أدوار جميع الفلاحين بزراعة أراضيهم لتحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر وعدم اللجوء إلى الاستيراد والذي يكبد الدولة مبالغ طائلة.
قال صلاح محمد 55 سنة مزارع انه يمتلك قطعة أرض مساحتها نصف فدان ولقد تعود على زراعتها منذ الصغر مع والدة والآن يزرعها بمساعدة أبناءه السبعة، مؤكدا أنه لا يملك مصدرا للدخل سوى أرضه التي يعيشون على خيرها ففي موسم الذرة الشامية يمتلئ المنزل من الخبز الفلاحي الذي يتم عملة من طحين الذرة وما يتبقي من المحصول يبيعه صلاح لتغطية احتياجات أسرته التي لا تنتهي.
أفاد “صلاح”، أن محصول الذرة الشامية يتأثر كثيرا بالجو الحار، حيث أنه يحتاج إلى الكثير من المياه ولذلك يتم ري الأرض مرة كل 12 يوم عن طريق ماكينات الرفع التي لا تتوافر بكثرة ولذلك يتم تأجيرها لري الأرض ويتم دفع خمسة جنيهات على القيراط الواحد.
قال جمال إبراهيم 35 سنة، إنه لا يملك أرض زراعية ولكنه يعمل بالأجرة اليومية في الأراضي الزراعية لتوفير النفقات الدراسية لأبنائه وشراء احتياجات المنزل، من مأكل وملبس فلا يملك عمل آخر سوى هذا وأبناءه ما زالوا أطفال لا يستطيعون مساعدته.
أفاد جمال أن معظم أهالي الصعيد يزرعون الذرة الشامية لأنه محصول مربح لكنه مكلف، حيث أن فدان الأرض يحتاج إلى 12 كيلو من التقاوي التي يتم شرائها من الجمعيات الزراعية كما يحتاج إلى سماد والاهتمام بري الأرض وتنقيتها.
ومن جانبه، أكد عبدالله الجلاد 50 سنة ولديه ستة أبناء أنه يمتلك ثلاث أفدنة زراعية يقوم بزراعتها ذرة شامية صفراء اللون لاستخدامها كعلف للماشية؛ توفيرا لثمن العلف الذي ارتفع سعره وللتجارة في محصول الذرة حيث أن سعر الذرة الصفراء أعلى من سعر الذرة البيضاء.