اللمبي هي دمية النابعة من الفلكلور الشعبي البورسعيدي، الذي يروي معاناة المواطن المصري البسيط على مدار عشرات من السنين، إما بسبب قمع وظلم يتعرض له نتيجة بعض الظروف السياسية التي تمر بها البلاد ،أو نتيجة بعض المشكلات التي تطرأ على الشارع المصري على حد السواء، وفي أعياد شم النسيم أصبح من المعتاد أن يتم تصميم تلك الدمية بمدن القناة وبالأخص بورسعيد لينتقض بها أهالها الأحداث الجارية ومدى الظلم الذي يقع على كاهل المواطن البسيط ليتم حرقها أو الاستهزاء بها بعد ذلك كتعبيرا عن رفضها.
الفنان البورسعيدي “محمد السعيد” أو كما يطلقون عليه “السعيد الخطاط” من فناني الباسلة الذين يبدعون في صناعة دمى اللمبى كل عام في شم النسيم.
ويعتاد السعيد كل عام بتنظيم احتفالية المبي بتصنيع المنصة الخشبية الخاصة برض الألمبيات له أمام ورشته بتقاطع شارعي الدقهلية والشرقية، في مشهد تمثيلي لتعكس رؤية العرض ، وذلك مساء يوم الأحد ليلة شم النسيم ، ويكون مصاحب للعرض نغمات السمسمية التي تحمل الطابع البورسعيدي وتكون بمثابة كرنفال لمحاكمة شعبية لكل جبار يمثلونه من خلال دمية ‘اللمبي’ ويحضر ذلك الاحتفالية الآلاف من أهالي بورسعيد
و بالرغم من صغر سن ” الخطاط ” إلا انه نجح في لفت الانتباه له في السنوات الأخيرة ، وأصبح الألاف من أهالي بورسعيد ينتظروه بشغف كل عام لمعرفة الموضوع الذى ستناقشه ” ألمبيات السعيد ” .
اقتحمت “وطنى ” عالم الألمبيات للـ ” السعيد الخطاط ” ، وتوجهت إلى ورشته ، لنتعرف منه على أفكار تماثيل اللمبى التي صممها هذا العام وذلك قبل عرضها بعد أيام على المواطنين خلال احتفالات شم النسيم ،لنجد ”السعيد” أطلق هذا العام على .معرض دمي اللمبي عنوان ” البيضة والحجر “
وقال السعيد الخطاط إن تصميم دم اللمبي جزء أصيل من تراث المحافظة. وأنا أقوم بتصنيعها منذ حوالي عامًا”.
وأوضح السعيد أن اللمبي هو تحريف لاسم إدموند هنري ألمبي وهو كان المندوب السامي لبريطانيا بمصر فى عام 1917 في فترة الاحتلال البريطاني لمصر ، وقد عرف ببطشه ، وكان من المفترض أن يتم استقباله في ليلة شم النسيم ببورسعيد ، ولكن البورسعيدية رفضوا تلك الزيارة فقاموا بعمل مظاهره مضادة كبيره ، و أحرقوا فيها دمية تمثل اللورد اللمبى
وتابع “منذ ذلك الوقت وأصبحت فكرة حرق اللمبى أو الاستهزاء به في كل أزمة تمر بشكل كاريكاتيري ساخر عن مجريات الأمور بمصر سياسية أو اجتماعية”
وقال “السنة دي انا جبت فكرة سلبية الدجل والشعوذه كان فيه القنوات التليفزيونات والقنوات الخاصة باعلانات الدجل مش هنوصل اعلان لجلب الحبيب والسحر والشعوذه وعملت نماذج وشخصيات بتمثل المضوع ده في إطار سخرية، وانا قررت اعيش وسط الناس دى فقولت اني بعاني من شئ معين وسافرت خارج بورسعيد ورحت اتنفل في امان مختلفة ، وقد قمت بتمثيل إني أعاني من شئ ما ، حتى أقابل الدجال وأتعرف عليه، حتى أستطيع أن أصنع دمي لهم لأتمكن من نقدهم بشكل موضوعي وواقعي ، وبمجرد دخولي على الدجال كان يصدق إني مريض ولم يعرف حقيقتي، وذلك أكبر دليل على أنه على باطل.
واستكمل “من بين ألمبيات الدجالين والمشعوذين، قارئ الكف، وقارئة الكوتشينه، وقارئة الودع، بجانب دمية تمثل الشيخه خديجة المغربية، وصبي الدجال الذي يستكشف أسماء وتفاصيل حياة الزبائن ليخبر بيها الدجال فيظهر الدجال أمام الزبون علي أنه يعلم كل شئ” ملمحًا ” لقد استغرق مني الموضوع حوالي 6 شهور”
ويمكث “السعيد” في ورشته الصغيرة الكائنة بشارع الدقهلية بحي العرب ببورسعيد، ويواصل الليل بالنهار لأيام وأسابيع ، ممسكلا بالفرشة والألوان ليصنع دمي” الألمبي”.
أما عن الخامات التي يستخدمها فقال: “الهيكل الداخلي للدمية من الحدي، ويتم حشو اليدين من القطن بالإضافة إلى وضع بها بعض الإكسسوارات كالشعر والميكياج لإظهار ملامحها، بالإضافة إلي استخدام الالوان والبويات”
واختتم الفنان التشكيلي “السعيد الخطاط ” حديثه قائلا “كل عام وشعب بورسعيد بخير بمناسبة احتفالات شم النسيم ، وإنشاء الله يفضل تراث الألمبيات موروث شعبي وتراث أصيل، ولو أى شاب نفسه يتعلم الفن الجميل ده أنا على أتم استعداد لمساعدته، لأن بورسعيد هتفضل ولادة بالمواهب الشابة “