“وطن بلا كنائس .. أفضل من كنائس بلا وطن”، هكذا رد البابا تواضروس الثانى على هجمات أغسطس 2013 الشهر، الذي اتشح بالسواد و سُطرت حروفه بالدماء و النيران.
بعدما داهم أنصار الإرهاب الكنائس و حولوها إلى حطام، تواصل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الانتهاء من إعادة بناء و ترميم الكنائس و المنشآت، التي كانت هدفًا رئيسيًا لهذه الجماعات المتطرفة, عقب فض اعتصام ميداني رابعة و النهضة، تلك الأيام التي شهدت فيها بعض المحافظات واحدة من أسوأ الهجمات الطائفية، حيث تم الاعتداء على عدد كبير من الكنائس والمنشآت القبطية بإحراقها و نهبها و إحداث تلفيات بها، فحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على ترميم هذه الكنائس المُضارة، و اهتمامه ببناء الكنائس في المدن و التجمعات السكنية الجديدة.
كما أعلن فى قداس عيد الميلاد المجيد, أنه تم الانتهاء من كافة الأعمال الإنشائية في الكنائس المضارة.
إجمالي التكلفة 200 مليون جنيه
في البداية أكد الأنبا بيمن، أسقف نقادة و قوص، مسؤول ملف ترميم الكنائس التي دمرت لـ “وطني”: أن إجمالي المواقع التي تم تدميرها أثناء فض اعتصامي رابعة و النهضة 66 موقع، بإجمالي83 مبنى، بسبع محافظات لتشمل (مبانى خدمية + كنائس).
وقال: إن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، انتهت من 10 مواقع كمرحلة أولى بنسبة 100%، و10 مرحلة ثانية بنسبة 100%، و المرحلة الثالثة 24 موقع تم إنجازهم باستثناء كنيستين، هما كنيسة الأنبا موسى الأسود بالمنيا و كنيسة مارجرجس بشارع 23يوليو بالعريش, موضحا أنه لا يوجد تأخير من قبل الهيئة الهندسية، و لكن هاتين الكنيستين بشكل خاص تحتاجان إلى وقت سواء في الدراسات و إنشاء “الحوائط و السواتر” نتيجة لنشع المياه, مؤكدًا أن تأخير الإنشاءات في هاتين الكنيسيتن هو تأخير طبيعى فى طريقة الإنشاء والمعالجة.
ولفت الأنبا بيمن أن إجمالي تكلفة إعادة بناء و ترميم الكنائس يبلغ حوالي 200 مليون جنيه.
و أضاف الأنبا بيمن : أن ما تم إنجازه هو إعادة ترميم و بناء الكنائس المهدمة في المحافظات، منها المنيا، التي تحظى بنصيب الأسد من حجم الاعتداءات، حيث يبلغ عدد الكنائس المتضررة بها أكثر من 10 كنائس، مشيرا إلى أن هناك 22 موقعا تم ترميمهم بالجهود المحلية، نظرًا لعدم تعرضهم سوى لكسر فى الزجاج أو الأبواب و حروق بسيطة.
يُذكر أن محافظة المنيا بها أكثر الخسائر، حيث شهدت عمليات عنف موجهة ضد الكنائس و منشآت الأقباط خلال الأحداث التي أعقبت فض اعتصامي رابعة والنهضة.
و تشمل سبعة مراكز، وهي مغاغة و بني مزار و سمالوط و المنيا و أبو قرقاص، و ملوى ودير مواس، و وصلت لنحو 19 كنيسة ومنشأة قبطية (حضانات ــ ملاجئ مدارس)، بين حرق كلي و جزئي.
كان من بين تلك المنشآت أربع كنائس بمدينة المنيا، و ملجأ للأيتام، و مدرسة قبطية وجمعية الشبان المسيحيين، و الكنيسة الكاثوليكية، و كنيسة الأنبا موسى، و كنيسة مار جرجس ببلهاسة بمغاغة، والمركبة النيلية الذهبية التابعة للكنيسة الإنجيلية بكورنيش المنيا، ودار الكتاب المقدس، وغيرها.
وكان مركز ديرمواس صاحب النصيب الأكبر فى أعمال الحرق والسلب والتدمير، وشملت أعمال العنف كنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرام للأقباط الأرثوذكس، وكنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك ومنزل القس أنجيلوس ملك راعي كنيسة العذراء والأنبا إبرام بقرية دلجا ومطرانية الأقباط الأرثوذكس، ومبنى الخدمات التابع لكنيسة مار مينا للأقباط الأرثوذكس ومبنى الخدمات التابع للكنيسة مار مينا بمنطقة أبو هلال و كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس فى شارع الجزارين بحي أبو هلال, كنيسة مار مرقس للأقباط الكاثوليك و كنيسة الآباء اليسوعيين الكنيسة الإنجيلية الثالثة بحى أبو هلال المنيا, وكنيسة الأمير تادرس بميدان صيدناوي، وكنيسة الأنبا موسى و الكنيسة الرسولية بعزبة إسكندر، بالإضافة إلى ملجأ جنود المسيح للبنين و ملجأ الأطفال الأيتام الأرثوذكس، نادي الشبان المسيحيين الواي و مدرسة راهبات القديس يوسف و مدرسة الراعي الصالح، جمعية الجزويت.
كما تم حرق الكنيسة المعمدانية بمركز بنى مزار، والكنيسة الإنجيلية بملوي، و الكنيسة الإنجيلية بقرية بدين مركز سمالوط.
و في محافظة أسيوط، التي تأثر فيها 5 مواقع، ومنها كنيسة مار يوحنا المعمدان، وكنيسة الإدفنتست، والكنيسة الرسولية، وكنيسة مار جرجس للأقباط الأرثوذكس، وحرق هيكل بكنيسة سانت تريز.
أما محافظة الفيوم، فيها 4 مواقع، وهي: كنيسة العذراء بالمنزلة، والأمير تادرس، والشهيدة دميانة، حرق جمعية أصدقاء الكتاب المقدس وفى السويس، استهداف 3 مواقع، وهى الكنيسة اليونانية القديمة بشارع براديس للكاثوليك، ومدرسة وكنيسة الراعى الصالح، ومدرسة الفرنسيسكان.
و في الجيزة، تم استهداف موقع واحد فقط فيها، حيث تم حرق كنيسة الملاك ميخائيل بكرداسة.
وفي محافظة شمال سيناء، تأثرت كنيسة مار جرجس بشارع 23 يوليو بالعريش نتيجة الأحداث ومحافظة سوهاج، استهدف فيها كنيسة مار جرجس، بالإضافة إلى نحو 33 موقعا آخر تم استهدافها ببعض التخريبات الجزئية .
حرق الأيقونة الأثرية
قال الأنبا لوكاس أسقف أبنوب و الفتح بمحافظة أسيوط لـ “وطني”: هناك كنيسة ماريوحنا المعمدان بمدينة ابنوب، والتي تم هدمها وإعادة بناءها في المرحلة الأولى افتتحت بعد إعادة بنائها، حيث التهمت النيران الكنيسة بالكامل واستمرت لفترة طويلة لذلك، بعد معاينة الهيئة الهندسية، قررت هدمها وإعادة بنائها مرة أخرى، نظرًا لتمدد الحديد و تلف الخرسانة.
كما تم حرق الأيقونة الأثرية على حامل الأيقونات, قائلا: نثق فيما وعد به الرئيس السيسي و نصلي لله أن ينقذ مصر من موجات الإرهاب و نرى مصر فى سلام وازدهار.
تشطيب نهائي
قال الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس ودلجا بمحافظة المنيا لـ”وطني” :إن كنيسة دير السيدة العذراء و الأنبا إابرام بدلجا تحتوي على ثلاثة كنائس منهم اثنين أثريتان، تمت مهاجمتهم و حرقهم و ما بداخلهم من محتويات, كنيسة العذراء الأثرية وكنيسة مار جرجس ومبنى للخدمات.
وأشار إلى أنه جارِ التشطيب النهائي, و تواصل القوات المسلحة العمل على قدم وساق, مؤكدا أن كل العاملين من قيادات الجيش يعملون بجدية, و لا يوجد أي تخاذل.
و فيما يتعلق بالأيقونات الأثرية، أكد أنه يوجد صور فوتوغرافية و جارِ تنفيذ نسخ شبيه لها قدر الإمكان.
يُذكر أن كنيسة دير السيدة العذراء و الأنبا إبرام تقع في قرية من أكبر قرى محافظة المنيا، و هي قرية دلجا بمركز ديرمواس و الدير علي بعد 20 كم غرب مدينة ديرمواس، في وسط القرية تقريباً و يفصله عن الصحراوي الغربي مسافة تقدر بنحو 7 كم غرباً و يقع الدير علي مساحة 3,5 فدان و يوجد أمام باب الدير من الناحية الغربية مساحة متسعة تقع خارج الدير و لكن هي امتداد لمساحة الدير من الناحية الغربية, محتويات الدير و كنائسه يوجد بالدير 3 كنائس منهم كنيستين أثريتين و كنيسة أخرى حديثة الطراز و يوجد مباني خدمات في الدير متعددة و بيت الخلوة و قاعة المناسبات و كلها لازالت تحت الإنشاء.
إعادة بناءها
من جانبه، أكد القمص غبريال حبيب وكيل مطرانية شمال سيناء والعريش والمتحدث إعلامى باسم المطرانية لـ”وطني”: كنيسة مارجرجس بشارع 23يوليو بالعريش كمبنى تم هدمها و إعادة بناءها على نفس مساحة 500 متر على 4 طوابق.
و تم الانتهاء من كافة الإنشاءات كالنجارة و السباكة و الكهرباء، و جارِ تشطيب أعمال الرخام والسراميك و البياض، و حرقت الكنيسة بالكامل حتى تأثر بالحريق.
و أشار إلى أنه تم الانتهاء من البدروم، وعمل قداس العيد.
كما سيتم عمل قداس عيد الغطاس، مؤكدا أنه سيتم الانتهاء من الكنيسة بشكل كامل وسيتم عمل قداس عيد القيامة.
روح المحبة تسود بين الطوائف
أكد القس بيشوى حلمى، الأمين العام لمجلس كنائس مصر, أنه خلال العام الحالي، تمكنت الهيئة الهندسة بالقوات المسلحة، من إعادة بناء وترميم الكنائس التب تعرضت للتخريب عقب فض اعتصامب رابعة والنهضة، مشيرا إلى أن عدد الكنائس التي تعرضت للتخريب والحرق بلغ 72 كنيسة على مستوى الجمهورية، موضحا أن المجلس تولّى ترتيب أولويات ترميم الكنائس بين الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية.
كما أكد أن روح المحبة سادت بين الكنائس وت خلى البعض عن دوره فى الترميم لصالح طوائف أخرى ليس لديها كنيسة فى المنطقة نفسها, و كشف الأمين العام لمجلس كنائس مصر، عن الأعداد التقريبية للكنائس التي أحرقها الإخوان يوم “الأربعاء الأسود” الذي تلى عمليات فض اعتصامي رابعة والنهضة.
يُذكر أنه تم إعداد ملفًا مصورا للوضع الأصلي للكنائس المتهدمة قبل التخريب والحرق في الفترة من 14 و16 أغسطس 2013 وتقديمه إلى الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، بهدف اعتمادها ضمن خطة إعادة بناء وترميم الكنائس.
الانتهاء من 95%
أشار الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامى باسم الكنيسة الكاثوليكية, أنه عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة تم حرق خمسة عشر كنيسة كاثوليكية فى السويس، العاشر من رمضان، المنيا، بورسعيد، وجميعهم تقريباً انتهت القوات المسلحة من بنائهم وترميمهم بنسبة 95% ولم يتبقِ إلا بعض الأيقونات الموجودة بالكنيسة لكي يكون انتهى كل شيء من عمليات البناء والترميم.
انتهاء عمليات البناء و الترميم
أكد الأنبا كيرلس وليم مطران الأقباط الكاثوليك بأسيوط, أنه في محافظة أسيوط تم حرق أربعة كنائس عقب فض إعتصامى رابعة والنهضة (كنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس، وكنيسة و دير سانت تريز للأقباط الكاثوليك، و كنيستين بروستانت)، لافتاً أن كنيسة و دير سانت تريز للآباء الفرنسسكان تم الانتهاء من بنائها و ترميمها وإعادتها إلى الوضع التي كانت عليه قبل الحرق، و تم تسليمها من قبل القوات المسلحة في نوفمبر الماضي 2016، بعد أن قاموا ببنائها و ترميمها من الأضرار الجسيمة التي لحقت بها عقب علميات الحرق، والذي أسفر عن تكسير الثماثيل الموجودة بالكنيسة، والتي كانت على الطراز الغربي و الأدوات المقدسة تم حرقها، بالإضافة إلى أن هناك أضرار جسيمة لحقت بالدير، ولكن جميعها تم إعادته كما كانت عليه قبل عمليات الحرق حيث بدأت القوات المسلحة العمل فى عمليات البناء و الترميم فى يناير 2016 و قبل نهاية العام قامت بتسليمنا المباني و التي جاءت فى أجمل صورة.
تم الافتتاح
أوضح الأب جبرائيل حنا الله بخيت راعى كنيسة السيدة العذراء مريم للأباء الفرنسسكان بالسويس, و التي تم حرقها عقب فض اعتصامي رابعة و النهضة، أن القوات المسلحة قامت ببناء وترميم الكنيسة، حيث بدأت عمليات الترميم فى 18 يناير 2016 بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
و تم الانتهاء من الأعمال و رفع كفاءة كنيسة السيدة العذراء مريم الللاتينى للرهبان الفرنسيسكان بالسويس و مبنى الخدمات في شهر نوفمبر 2016.
و أضاف الأب جرائيل: كانت تمت معاينة الكنيسة من قبل المكتب الاستشارى محرم الراغب و فريد شوقى، و تم عمل المقايسة بمعرفتهم، و تم عمل عدة لقاءت مع لجنه إدارة الأزمات.
و بحضور ممثلين من الكنائس والقوات المسلحة، و تم دخلونا في المرحلة الثانية تمت الأعمال وأنجزت بمهارة و كفاءة من قبل مكتب الهندسي البستان مهندس عادل سيدراك، قائلاً:نتمنى أن يتم مساعدتنا في تكملة الأعمال الفنية، مثل: اللوحات الأثرية التي لم يتم عملها و التماثيل القيمة التي لم تعوض داخل الكنيسة، فكل الأشياء تعمل للذين يحبون الرب فنحن ننتظر و الرب سيوفقنا لما هو خير، مشيراً إلى أننا نحتاج إلى كثير من الإصلاح فى الأفكار والتعليم و تجديد الخطاب الدينى.
التشطيبات النهائية
قالت السير أمال حكيم مسئول كنيسة دير و راهبات الراعي الصالح الكاثوليكى بالسويس: أن القوات المسلحة الآن تقوم بعمليات الانتهاء من بناء و ترميم دير و كنيسة و مدرسة و ملجأ الراعي الصالح بالسويس، و التي تم حرقهما عقب فض اعتصامي رابعة و النهضة، و سوف يتم افتتاحها و تسليمها لنا فى 22 يناير الجاري، وسوف تقام احتفالية كبيرة في هذا الشأن يحضرها البطرك الكاثوليك، و مسئول القوات المسلحة و محافظ السويس و بعض المسئولين.
لافتة أنه عمليات الحرق والتدمير كانت كبيرة للغاية، و بدأت القوات المسلحة في علميات البناء و الترميم فى يناير 2016 و لكنهم مازالو في التشطيبات النهائية لها قبل التسليم.
وجهت سير آمال الشكر لرئيس الجمهورية و للمسئولين القائمين على عمليات البناء والترميم للكنائس وعلى جهدهم فى إعادة كنيسة ودير الراعس الصالح لحالته الأولى قبل الحرق والذس استغرق العمل به عاماً كاملاً، مؤكدة أنه تم حرق مكتبة أثرية بالكنيسة وهي منشأة منذ 150 عاماً و حرق جميع الكتب و المخطوطات الموجودة بها، وهي الشىء الوحيد الذي لا يستطيع أن يتم تعويضه.
واجب وطنى
قال المهندس عادل سدراك مدير الشركة المكلفة بتنفيذ أعمال الصيانة والترميم المكلف من الهيئة الهندسية: إن هذا التكليف واجب وطنى لذلك نعمل فيه بروح المسئولية والحب شاركنا في ترميم 10 كنائس، تم تدميرها على يد عناصر الإخوان بعد فض اعتصامس رابعة و النهضة، و هي كنائس اللاتين و الراعى الصالح بالسويس وكنيسة الادفنتست و سانت تريز ونهضة القداسة و يوحنا المعمدان بأسيوط و إنشاء كنيسة الملاك ميخائيل بأطفيح و كنيسة مارجرجس بالعريش.