“الأيام والشهور والسنين اللى فاتت واللى جاية ، الزمن والتاريخ صناعة سماوية إلهيه ربانية … فعندما كان الزمن رضيعا يحبو ويعدو ، لم ير ولم يسمع ولم يتكلم جاءنا صوت القدير يعلن ويقول كالهدير : ليكن نور”
تلك الكلمات التى بدأ بها احتفال مركز الإبراهيمية للإعلام على مسرح الأنبا رويس- بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية يوم الخميس الموافق 12 نوفمر 2015 ،لاحياء ذكرى تأسيس المركز منذ عام 2005 ، وقد شارك في هذا الأحتفال نخبة كبيرة من رموز المجتمع الدينية والثقافية والفنية ، بجانب مجموعة من قيادات المجتمع المدنى، القياددات التنفيذية والشعبية داخل جمهورية مصر العربية، كما شاركت مجموعة من خارج جمهورية مصر العربيه من توجو ، تنزنيا ،أثيوبيا، السويد ، قبرص ، إنجلترا، فرنسا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الهند ، كوريا، كل منهم فى تخصصه الذين شاركو ا في صناعة المركز وترجمة أنشطته إلى واقع مثمر وجهد مؤثر.
وقف الجمع لتحية علم الجمهوريه، بفتح ستر المسرح ليروى لنا عن نشأه المركز وتطويره والخدمات التى قدمها على مر العشر سنوات السابقة، من خلال اشعار وعبارات كتابية عانقت الاوتار الموسيقية لتشدو في اذان الحاضرين ، خلال أوبريت “أول الحكاية ” من اشعار ( ش. نعيم عاطف ) ، كلمات ( رضا عدلى) ، غناء(ماريان اسكندر) ، ( مريم حلمى )، (ريم نسيم ) ،( مريم حلمى)، (عماد كمال)، قدم فقراته نخبة من الاعلامين الأفاضل وهم (دينا عبد الكريم ) ، (إيهاب صبحى ) ، (ميراندا بطرس ) ،بالأضافة الى الاستعراضات والفقرات الثمثيلة التى قدمها مجموعة من الشباب المهوب منظومة ايقاعية فنية أخرجها المبدع ( جوزيف نبيل) .
شملت فقرات الاوبريت الكلمات التى القاها (يوسف منصور ) مؤسس ومدير المركز وبعد ان شكر الحضور بدأ ان يشرح تفاصيل إنشاء المركز وعرض أنشطه وأهدافه ، كأول مركز إعلامى متكامل داخل كنيسة محلية بالشرق الاوسط وشمال افرقيا لخدمة المنطقة برؤية فردية ومؤسسة لها مكانتها فى المجتمع المصرى والعربى . وذلك فى مجال الانتاج الاعلامى بمختلف أنواعه سواء برامج او مسلسلات ، افلام ،
لتقديم رسالة المركز للتواصل مع المجتمع برسالة الأنجيل من خلال رؤية المجمتع المبنية على قيم الملكوت وذلك لتحقيق اهداف المركز والذى تأسس خصيصا على أرض عروس البحر المتوسط حيث مهد الحضارات ومنبر الثقافة والعلم ليقوم بتدريب كوادر فنية ، لانتاج برامج تليفزيونية واذاعية على اعلى مستوى تسعى للارتقاء بالمجتمع نحو حياة أفضل ، بجانب الدور الذى يقوم به قسم المشروعات التابع لمركز الاعلامى (مركز حُتب للنمو الانسانى) لدعم التعايش السلمى وتعزيز حقوق الانسان فى العالم العربى.
وقد قام الاعلامى (باسم ماهر) مدير قسم المشروعات بالقاء الكلمة الدكتور القس (اندريا زكى) رئيس الطائفة الانجلية بمصر نيابه عنه ،والتى أشار من خلالها إلى الدور الحيوى للمركز وضرورته في المجتمع، فهو من أهم المراكزالاعلامية المتخصصةوالتى يقوم عليها المحترفون والمتخصصون فى العمل ،مشيرا الى اهمية دور الاعلام الفعال فى تشكيل الوعى وطرح انماط سلوكية ينبغى الاقتداء بها ،واخص المشكلات التى تواجه التى تواجه الاعلام المسيحى من غياب الرؤية ، فان هناك العديد من الكنائس التى تفتقد الرؤية المستقبلة ومازالت تركز على الماضوية ومازالت تتحدث بلغة القرن السابع عشر ولا تتذكر اننا فى القرن الحادى والعشرين! وكذلك ايضا غياب الحرية التى مازالت تفرض العديد من كنائسنا سياجا حول اباءها وممارسته الايمانية دون ان نتعلم ان الحرية احد العوامل الاساسية للابداع والخلق ومتى اختفت اختفى الابداع ، الى جانب غياب الاحتراف التى نعتمد فقط على الهواه كدور منفصل عن الاحتراف وايضا محدودية الموراد سواء كانت بشرية او مادية التى تلعب دورا هاما فى تحدد الشكل والمضمون للرسالة التى نقدما للمتلقى ، فان مركز الابراهيمية هو من اهم المراكز المتخصصة في الانتاج المسيحى المتميز خاتما كلمته بالصلاه من اجل استمرار المركز في القيام بدوره الثقافى والروحى لخدمة الكنيسة والمجتمع.
وقال الاخ (هنرى عون ) المدير الاقليمى لهيئة لايف اغابى لايف اثناء كلمته بأن الله قد وضع بين ايدينا ادوات فعالة والتى تساعد على تحقيق كلماته، فى انجيل يوحنا الاصحاح 14 والعدد12 ” من يؤمن بى فالاعمال التى أعملها يعملها هو أيضا ، ويعمل اعظم منها لانى ماض إلى ابى ” ، واعمال اعظم هى التى قام بها الرب هى فقط اشارة إلى الجزء الرقمى من تحقيق المأمورية العظيمة ،لانه لايوجد احد يستطيع ان يصنع اعمال اعظم من الله ، لكنه يمكننا من خلال الروح القدس ، الادوات الرائعة التى يضعها بين ايدينا وهى الميديا ، وذلك من اجل الوصول الى كل شخص بغض النظر عن مكان تواجدة ، بالاضافة الى الاشادة الى الدور الذى قدمة الاستاذ (يوسف منصور) خلال العشر سنوات وفى نهاية كلمته قدم الشكر إلى كنيسة الإبراهيمية والعاملين بالمركز فى كلمات من عمق القلب قال اننا ممنونين أكثر الى امانة ربنا التى ساعدتنا فى تلك الفترة معبرا عن ثقته بانها سوف ايضا ستساعدنا في الفترة القادمة ايضا.
وعند قرب وصول تلك السفينة التى ابحرت بنا بهذه الأمسية المباركة إلى مرثى الختام قدم المركز درع التكريم لكل من كان له الدور في المساهمة والاشتراك في مشوار كفاح ونجاج المركز على مدار العشر سنوات منذ عام 2005 الى عام 2015 ، فكانت الجائزة التقديرية في مجال الشراكة والتعاون
للسيد(ماتس لافاندر) عضو مجلس ادارة المركز ، كما قدمت الى الفنان المبدع (لطفي لبيب ) فى مجال الابداع الفنى وقد تسلمها الفنان (ماهر لبيب) نيابة عنه ، وتسلمت نجلة المرحومة (نرمين السيد انور ) جائزة مهداه إلى روحها فى مجال التنمية و وخدمة المجتمع، اما فى مجال التنوير وخدمة المجتمع فكانت من نصيب الدكتور ( خالد السيد سعد منتصر )وتسلمها بالنيابة عنه الاعلامى (ايهاب صبحى)، تسلم المايسترو (ناير ناجى ) القائد والمؤلف الموسيقار جائزة التميز عن مجهوداته التى قدمها للمركز خلال تلك المدة في المجال الفنى .
واخيرا تبقى الرسالة التى ضوت بكل معانيها وصياغة مفردتها في كل ارجاء المسكونة هى كلمة الله والتى اخذ المركز على عاتقة ان تظل هى الطلبة الأولى والأخيرة، لكى ماترجع وتستقر سفينة حياتنا على مرثى الملكوت الأبدى لنحيا الصورة الحقيقة للابداع والجمال الحى بحضرة الله كما كان يعيش اباؤنا ادم وحواء من سالف الدهور .