تم افتتاح معرض زهور الربيع يوم 18 مارس وافتتحه وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بين نخبة من العارضين حيث وصل عددهم 150 عارض أي حوالي 20 عارض زيادة عن العام الماضي وبلغت مساحة العرض النباتي 28 ألف متر بدلا من 22 ألف متر العام الماضي.
يشارك في المعرض جهات كثيرة من وزارة الزراعة مثل الإصلاح الزراعي ومراكز البحوث والحدائق العامة والحدائق البحثية مثل حديقة الزهرية وحدائق مشاتل القناطر ومركز بحوث البساتين ومعهد بحوث أمراض النبات.
يستمر المعرض هذا العام 45 يوم وهى أطول فترة استمر فيها المعرض في دورته الـ 82.
منذ دخول المعرض سترى عيناك كتلة من الألوان لا تستطيع العين أن تحتويها وتستوعب جمال التنسيق الذي يتزايد عاما بعد أخر، مساحات كبيرة جدا تم عرض فيها أشجار شاهقة وتدرجات النبات مع شلالات مياه وصخور وهو ما يطلق عليه “هارد سكيب” إضافة إلى عروض “لاند سكيب” وهى تصلح لحدائق الفيلات أو المنتجعات والقرى السياحية.
يوجد عروض أخرى لمساحات أصغر حجما تصلح لحديقة صغيرة فى مساحة محدودة ويمكن تزينها بعرض من شلالات المياه علي خلفيات صخرية صناعية ويمكن إقامتها داخل المنزل في بهو متسع، وعلى سبيل المثال كان هناك هذا العام اهتمام بتماثيل على شكل بجعة أو طيور مختلفة وأحيانا حيوانات مثل الأسود أو القطط و الكلاب.
كما كان هناك اهتمام كبير وزيادة فى المساحة المعروضة من أكشاك بيع الحيوانات الأليفة مثل الكلاب المستوردة صغيرة الحجم والقطط، وأيضا عروض أخرى من أحواض الأسماك، والجديد فى هذه العروض عمل برك صناعية كبيرة الحجم وبها أسماك ملونة على الأرض.
بجانب هذه العروض توجد أكشاك كثيرة لعرض مستلزمات الزراعة والملفت للنظر منها بذور أشجار مثمرة أو نباتات مثمرة مثل الفراولة والطماطم والكرنب والجرجير والليمون والمشمش والموالح وكافة أنواع الخضروات ومعها طريقة شرح زراعتها.
أزرع سطح منزلك
ولأول مرة شارك فى المعرض أدارة التدريب بالهيئة العامة للإصلاح الزراعي. وقبل أن نتحدث مع مدير التدريب لفت نظرنا عرض رائع من الحلي وملابس من الكورشية ومنتجات خشبية، وفي نفس العرض كان يوجد عرض لنباتات الكرنب فى الاقصد وأيضا ثمر فراولة وبعض المنتجات النباتية الورقية.
توجهنا للمشرف على العرض لسؤاله عن هذا العرض الملفت للنظر وهو د.عاطف سعيد عبد الحميد مدير عام التدريب في الهيئة العامة للإصلاح الزراعي ، وبسؤاله عن هذا العرض قال: نحن أول عام نشارك فى معرض زهور الربيع بمنتجات من مراكز التدريب التابعة للهيئة وهذه المراكز موجودة منذ سنوات طويلة ولكن لم يكن هناك منفذ لتوزيع المنتجات، وهى ثلاثة مراكز لتدريس الفتيات في حلوان والغربية والفيوم ، ويتم فيها تدريب البنات المتسربات من التعليم ويقوم المركز بتدريب ومحو أمية هذه الفتيات ونقوم بتعليمهن حرفة خياطة، أشغال أبرة بكل أنواعها، ومصنوعات خرز، وإكسسوارات.
يكمل: عندما توليت إدارة التدريب عرفت أن هناك مشكلة في التسويق واقترحت عمل معرض دائم في ديوان عام الهيئة بالدقى، وخصصنا إنتاج كبير هذا العام من هذه المراكز لعرضها فى معرض زهور الربيع ووافق رئيس الهيئة على الفكرة.
كما يوجد عرض من الأخشاب دواليب وسراير وترابيزات من أنتاج مراكز تدريب الصبية وهذه المراكز موجودة فى كفر الشيخ وبنى سويف والمرج ونجع حمادى، كما يوجد مركز تدريب المعمورة بالإسكندرية وهو يقوم بالتدريب منذ عام 1963 على مساحة 13 فدان ويوجد به قاعات تدريب وورش ويتم التدريب فيه على الحدادة والنجارة والسباكة، بالإضافة للتدريب على الميكنة الزراعية والمشروع الذى
نعرض جزء من إنتاجه الآن مشروع زراعة الأسطح.
بدأ هذا المشروع فى مركز البحوث الزراعية منذ عشر سنوات لزراعة أسطح
المنازل وبدأ فى البداية بزراعة سطح الهيئة العامة للإصلاح الزراعي وعندما نجحت الفكرة قمنا بزراعة جميع الخضروات والورقيات التى يمكن أن تصنع طبق سلطة يمكن أن يزرعه الشخص بيده على أى سطح في منزله ، وهذه المنتجات هى ( جرجير ، بقدونس ، شبت كرنب أحمر، الخص الكابوتشي).
نقوم الآن بعمل دورات تدريبية مدة الدورة شهر تقريبا لأي شخص يريد اخذ الدورة التدريبية، وبعد ذلك ممكن أن يقوم بالزراعة أو نشركه في برنامج ونسوق إنتاجه.
نباتات عطرية
وفي حديث مع المهندس عماد عبدالمنعم، نائب مدير حديثة الأورمان تحدث حول ما يميز تنسيق المعرض هذا العام تحدث قائلاً: هناك زيادة في عرض شتلات الأشجار المثمرة وأشجار الزينة مثل شجر الشمادوريا، أشجار الموالح، أشجار المشمش، كذلك يوجد عرض رائع من نباتات الزينة الخارجية التى تحتاج إلى الضوء الطبيعي مثل الجارونات، الجزنيا، الجهنمية، نبات ايفوريجا، كما يوجد اهتمام بنباتات الظل التي تصلح للتنسيق داخل المنزل مثل نبات البوتس، الجاردنيا، الدراسينا، الكوردالين.
وبسؤاله عن أشجار البامبو التى اقتلعها الإخوان عندما اعتصموا في الحديقة بعد الثورة، قال: عادة هذه الأشجار وبشكل أفضل من الأول عشرات المرات، وكذلك المعشبة وكل هذا بفضل الجيش، كما تم تركيب البوابة الخارجية للمعرض والتى كسرها الإخوان وقت اعتصام النهضة.
أهم ما يميز معرض هذا العام النباتات العطرية الجذابة الرائحة وأبرزها النعناع السعودي والسوري والريحان والورد البلدي والعتر، ونباتات أخرى مثل الفل الأوروبي ، وهذه النباتات تباع بأسعار رمزية ولا تحتاج الي عناية كبيرة في رعايتها وتعيش لمدة كبيرة داخل الاقصد.
صباريات
ويعد نبات الصبار هو ملك عرض زهور الربيع كل عام وخاصة بعد أن أصبح يعرض بألوان مختلفة وعدد كبير منه صبار مزهر حتى للناظر إليه لا يصدق أنه صبار خاصة الصبار العصاري مثل الابونتيا، والماميلاريا، وهناك عشرات الأنواع وأيضا إشكال مختلفة غير متداولة مثل ما يطلق عليه مجازا “ودان الفيل”، وشوكة المسيح، وهو ما يتميز هذا العام بأحجام كبيرة وألوان زهور هذا النوع ما بين الأحمر والفوشيا والبرتقالي.
سلبيات برغم هذا الجمال
لكن من المحزن أن هذا الجمال المعروض باقي الحديقة في الجزء الذى لا يوجد فيه العرض والمخصص للجمهور هناك تجريف للتربة، ولا توجد نجيلة خضراء للجلوس عليها وهي مساحة شاسعة جدا والمقاعد الموجودة منذ إنشاء الحديقة من الرخام والخشب معظمها متهالك، ولا يوجد فرصة للأسر والأطفال أن يجلسوا عليها أو يستمتعوا بجمال الخضراء، وللأسف رغم روعة المعرض إلا انه لا يوجد أماكن لجلوس الزائرين أثناء مشاهدته.
كانت توجد فى الخلفية البحيرة التى يعلوها الكوبري الخشبي وهي العلامة المميزة لحديقة الأورمان لكن للأسف الشديد متروكة مهمله وكأنها مستنقع، ويوجد فيها أشجار بكاملها مستقر في أعماقها مقطوعة من الجذور والمياه مليئة بالمخالفات من أكياس النيلون وعلب المياه الغذائية، مع انه في هذا الوقت من كل عام كانت تطفو علي مياه هذه البحيرة زهور اللوتس البنفسجية اللون، وأسفلها الأوراق الخضراء البيضاوية في شكلا رائع، وكان يسبح حولها أنواع من البط البكيني الذي كان يطير ويستقر علي وجه المياه ويسبح فيها ويعطي مشهدا جمالياً لا مثيل له.
عندما سألنا المسئولين لماذا اختفي هذا المشهد ليحل محله القمامة وتجمعات من الحشرات أجابوا: أن المعرض هذا العام تم افتتاحه في وقت مبكر من كل عام، وأن زهور اللوتس ستعود من جديد في البحيرة خلال العشرة أيام القادمة أي مع بدايات شهر ابريل.
من السلبيات أيضا أن الكافتيريا الوحيدة المطلة علي البحيرة مرتفعة الثمن جدا رغم أنها حديقة عامة والحد الأدنى لأي مشروب 10 جنيهات للفرد، فهل تستطيع أي أسرة أن تجلس في المكان الوحيد الموجود في الحديقة الذي يمكن الجلوس فيه وتطلب طلب بسيط سيكون هذا عبء علي الأسرة، ولذلك يجب على الزائرين أن يأخذوا معهم أثناءزيارةالحديقة أو المعرض أكلهم وشربهم.