أقيم بالامس السبت 4 مارس بدير الآباء الدومينيكان الاجتماع الأسبوعي لجلسة “لاهوت التحرير” النقاشية، والتي أكمل فيها الأب “جون جابرييل” الدومينيكاني ، والدكتور الأب “أمير ججي ” مناقشة “وثيقة كايروس” والتي أطلقها كهنة ومطارنة وآباء الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية بفلسطين تنديدًا بالاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الأب “جون ” إلى أن مسيحيو فلسطين أسموا الوثيقة “بوثيقة كايروس ” تشبهًا بوثيقة كايروس التي تم إطلاقها في جنوب أفريقيا والتي تسببت في إسقاط الفصل العنصري هناك، مشيرًا إلى أنهم بذلك يشبهون الواقع في فلسطين بالفصل العنصري في جنوب أفريقيا آملين في إسقاط الظلم الواقع على الفلسطينيين.
الوثيقة بحسب ما مدون فيها، هي موجهة إلى المسيحيين في فلسطين والقادة الدينيين والسياسيين والمجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي والأسرة الدولية والمسيحيين في العالم أجمع.
وتفضح الوثيقة الممارسات الإسرائيلية والتي تستهدف الفلسطينيين بكل أطيافهم وأديانهم ،والتي يحاول أن ينكرها البعض، والتي تسعى لتهويد القدس وسلب الأراضي الفلسطينية، الممنوحة للعرب بقرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة.
كما ألمحت الوثيقة إلى العجز العربي أمام تلك الممارسات، والتي أرجعها الأب “جون ” إلى عدم قدرة أهل المنطقة علي الانتاج، فلا يوجد –على سبيل المثال- قدرة صناعية يستطيع بها العرب أن يقاطعوا صناعات الغرب.
ووصف “جابرييل” الوثيقة بالجريئة، فتحدث أن مسيحيو فلسطين استطاعوا من خلالها فضح الزيف الإسرائيلي والظلم المنصب على الفلسطينيين ،واستخدام الصهيونية للعهد القديم في سلب الأراضي الفلسطينية وإذلال أصحابها، رافضًا فكرة الخنوع التي يحاول البعض إلصاقها بالمسيحية.
وناقش الأب “جون جابرييل “فكرة الإيمان الواردة في الوثيقة والتي تم تلخيصها في الآية التي تقول: إن الله، بعدما كلم آبائنا قديمًا مرات كثيرة بلسان الآنبياء كلامًا مختلف الوسائل، كلمنا في هذه الأيام، وهي آخر الأيام، بلسان الابن الذي جعله وارثًا لكل شيء وبه أنشأ العالمين .
متطرقًا إلى وجوب النظر إلى العهد القديم من خلال رؤية السيد المسيح وهي القيامة، مؤمنًا على رفض الوثيقة لما وصفته بتحويل كلمة الله إلى أحرف جامدة تشوه حب الله وعنياته في حياة الشعوب، قارئًا نص الوثيقة التي تقول : هذا هو الخطأ في التفاسير الكتابية الأصولية التي تحمل لنا الموت والدمار حينما تجمد كلمة الله وتسلمها من جيل إلى جيل كلمة ميتة.
فيما تطرق الأب “أمير “إلى أن اللاهوت الكاثوليكي بدايةً من القرن العشرين نظر إلى الخلق باعتباره فعل مستمر لا فعل لحظي، ففعل الخلق هنا لم يتم بخلق الكون وكفى، بل هو مستمر من خلال الإنسان الذي وصفه الأب بيد الله على الأرض، موضحًا إن الإنسان بصفته خُلق على صورة الله ومثاله، ففعل الخلق الإلهي -بحسب الأب أمير- مستمر من خلال إبداع الإنسان، ويظهر في كل الاكتشافات الطبية والاختراعات العلمية التي تفيد البشرية. فالإنسان –كما قال ججي– هو خليقة الله الخلاقة، ولذا فآدم هو الوحيد دونًا عن سائر المخلوقات الذي أُعْطِيَ أن يسمى كل مخلوقات الأرض، وهو بذلك يعيد خلقها واكتشافها.
وأكد الأب “أمير ججي” على أن الوجود الخلاق لله في الإنسان إنما هو واجب أن يترجم في فعل الخير للإنسان ، وفي الوقت ذاته حماية وصون الكون كله، فالكون هنا هو آمانة في يد الإنسان ويجب أن يحافظ عليها.