القمص “بولا سعد” يروى “لوطنى” ذكريات ومحطات هامة فى خدمته
“كهنتك يلبسون البر وأَتقِياؤك يبتهجون” ( مز 132 : 9 )، لولا الكهنوت ما كانت بقية الأسرار فهو “منبع الأسرار”، ولذلك أحتفلت كنيسة الأنبا بيشوى ببورسعيد يوم الجمعة الماضية 10/8/2017 ، بالعيد الثالث والثلاثون لرسامة القمص “بولا سعد” برئاسة الحبر الجليل الأنبا تادرس مطران بورسعيد وتوابعها، بحضور لفيف من الأباء الكهنة والشمامسة والخدام والخادمات وأبناء الكنيسة.
وجدت “وطنى” هذه المناسبة فرصة لتتغلغل فى أعماق كاهن حدثت فى عهده “معجزة تساقط الزيت من أيقونة السيدة العذراء مريم” وفرضت كنيسته نفسها ضمن خريطة السياحة الدينية العالمية، فيتوافد على الكنيسة الأف الزوار من كل عام لنوال البركة فالى الحوار.
– في تذكار مرور33 عاما على سيامة أبونا “بولا سعد” متى وأين بدأت خدمتك بالتحديد؟
تمت رسامتى يوم 10 أغسطس 1984 وأنا من مواليد 1954بميت غمر، وتتلمذت على يد الارشيدياكون الدكتور ملاك صادق وهو شخصية عظيمة جدا وأب إعترافى أبونا اسطفانوس رزق كان يتميز بعظاته الروحية والعقائدية، خدمت فى ميت غمر منذ أن كنت فى الصف الأول الثانوى بخدمة أبتدائى، كما خدمت فى القرى عندما التحقت بالجامعة، وعندما انتهيت من دراستى الجامعية تم تعينى عن طريق مسابقة فى بنك القاهرة فرع بورسعيد .
– حدثنا عن زكرياتك فى الخدمة
فى 10مارس 1978رسم أبونا بيشوى على كنيسة الأنبا بيشوى, ووقتها كان نيافة الأنبا تادرس بعلاقاته الطيبة مع أخواتنا الكاثوليك أستطاع أن يضم هذه الكنيسة فى عام 1978 , وأطلق عليها أسم القديس العظيم الأنبا بيشوى , ويرجع ذلك لأن الأنبا تادرس كان من أبناء دير الانبا بيشوى, وتعتبر هذه الكنيسة أول كنيسة أسسها نيافته بعدما كان عدد كنائس الإيبارشية “أربعة كنائس فقط” , كما ضم كنيسة الكاتدرل عام 1986 , بالأضافة الى “مدرسة الراعى الصالح” و”مبنى العائلة المقدسة”, ووقتها كان الأنبا تادرس يؤسس إيبارشية , حيث لم يكن هناك تنظيم كبير فى الخدمة , كما أسس الإيبارشية بثلاث كهنة فقط فى بورفؤاد واحد هو “المتنيح أبونا يوسف ذكى” وبورسعيد أثنين هم: “أبونا بطرس الجبلاوى” وبكنيسة السيدة العذراء “أبونا بولس مخالى” ورأى الآنبا تادرس أن الخدمة مازالت فى حاجه الى كهنة ,خاصة ان الشعب البورسعيدى كان عائدا من الهجرة ,حيث قام برسامة أبونا”بيشوى” وأبونا “ميخائيل” و”المتنيح أبونا انطونيوس” فى عام 1978, وفى عام 1981سيم “أبونا يوحنا فى بورفؤاد” , وأصبح عدد الكنائس حاليا ثمانية كنائس بإيبارشية بورسعيد , وأذكر أن البابا تواضروس زار الكنيسة عام 1986, وحضر بعض الخدمات فيها , كما كنت “أول شماس” يخدم بكنيسة الأنبا بيشوى ووقتها كنت موظف ومقيم فى بيت المغتربين بالكنيسة .
رأى الآنبا تادرس أن الخدمة مازالت فى حاجه الى كهنة، خاصة أن الشعب البورسعيدى كان عائدا من الهجرة ،حيث قام برسامة أبونا”بيشوى” وأبونا “ميخائيل” و”المتنيح أبونا انطونيوس” فى عام 1978, وفى عام 1981سيم “أبونا يوحنا فى بورفؤاد” وأصبح عدد الكنائس حاليا ثمانية كنائس بإيبارشية بورسعيد، وأذكر أن البابا تواضروس زار الكنيسة عام 1986وحضر بعض الخدمات فيها، كما كنت “أول شماس” يخدم بكنيسة الأنبا بيشوى ووقتها كنت موظف ومقيم فى بيت المغتربين بالكنيسة .
– ما الخدمات التى استحدثت فى الكنيسة؟
قمنا بتأسيس عدد من الخدمات ومعى ثلاث خدام هما “تاسونى سهير” زوجة أبونا بيشوى، و”أبونا صموئيل” حاليا , و”الأرشيدياكون “عدلى فؤاد سفين” فقمنا بتأسيس فصول إعدادى وثانوى وخدمة الطلبة المغتربين وبدأت ب125طالب وتوليت الأشراف عليها، وخرج من هذا البيت كهنة ورهبان، كما خدمت فى بيت القربان وبدأنا الخدمة مع أبونا بيشوى، بالأضافة الى مدارس الأحد وفى هذا التوقيت تحديدا من عام 1981قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالقبض على نيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس وأبونا بيشوى وثمانية أساقفة و24كاهن ووضعهم بالسجن وقال تحفظ، بالأضافة الى التحفظ على قداسة البابا المتنح شنودة الثالث وتحديد إقامته فى ديرالأنبا بيشوى وفى هذا التوقيت كنا محافظين على الكنيسة والخدمة حتى السماح للانبا تادرس بدخوله الى بورسعيد.
– مواقف لم تتوقعها؟
تفاجئت بنيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس يحدثنا عن رسامتى كاهن فى ذات الوقت الذى كنت أخطط لعودتى لبلدى بميت غمرنظرا للظروف التى تمر بها عائلتى فى هذا التوقيت، فقدت والدى خاصة وأن لدي أربعة بنات وانا وقتها كنت المسؤل عنهم بعد وفاة والدي، وكل محاولات عودتى لبلدي بميت غمر باءت بالفشل والامور تتعقد أكثر خاصة فيما يتعلق بنقلى من عملى من فرع البنك ببورسعيد إلى ميت غمر على الرغم من مساعدة الاخرين لى .
– كيف تم رسامتك فى ظل هذه الظروف سواء العائلية أوالظروف الخاصة بالكنيسة والتحفظ على الآنبا تادرس ؟
قام بعض الأخوة من الكنيسة بترشيحى للأنبا تادرس تادرس أثناء التحفظ، ووقتها تحديدا فى شهر يوليو تم السماح للانبا تادرس بدخول بورسعيد وألح علي بأن أترسم كاهن، ولكن رفضت والدتي في بادء الأمر.
– تواريخ ومواقف فى حياة أبونا بولا سعد؟
من المواقف المضحكة طلب سيدنا الأنبا تادرس من والدتى أن تختار لي إنسانة طيبة وفعلا تم، وكانت الخطبة فى 23يوليو1984والزواج تم فى 30يوليو 1984، ثم تمت رسامتى كاهن فى 10أغسطس فى ذات العام فبين الخطبة والزواج أسبوع وبين الزواج والرسامة 10أيام.
ذهبت بعد ذلك الى دير مارمينا وتعتبر هذه الفترة التى قضيتها فى الدير من أجمل فترات حياتى ، حيث أن الدير يكاد يكون منعزل عن العالم فى ذلك الوقت وشاهدت المعجزات بعينى، وبعدما أنتهت فترة الخلوة فى دير مارمينا عدت لخدمتى ببورسعيد مع أبونا بيشوى فهو الذى قام بتعليمى الطقوس، فالكاهن الجديد بعد الرسامة مباشرة لايعرف “صلوات التبريك” أو “القنديل “أو”الطشت” و”الأكليل” لأن فى الدير لايسلمونا هذه الطقوس ثم خدمة الإفتقاد وغيرها من الخدمات، وتاريخ أخر مهم هو 19يناير 1970 حين رسمت شماس بميت غمر، و20فبراير 1990معجزة نزول الزيت من أيقونة السيدة العذراء مريم.
– ما المحطات المهمة فى خدمتك؟
من المحطات الكبيرة جدا فى حياتى الخدمية ، كنت محظوظ جدا بالعمل مع نيافة الانبا تادرس فهو روحانى الى درجه عالية جدا، أسس مقر للاباء الكهنة بدير الأنبا بيشوى لتأدية الخلوات كما أن نيافته تتلمذ على يد الأنبا صربامون وأبونا بيشوى كامل، وهما مدرستان للحب وللحزم وسلم هذا التعليم لينا علمنا ووجهنا.
محطة معجزة نزول الزيت عام 1990هذه المرحلة تأثرت بها جدا فمشاهدة معجزة أمام عينى والزيت يتساقط من أيقونة السيدة العذراءكل عام فى نفس التوقيت وتغير الكيس معجزة عظيمة، شاهدها الجميع مسلمين ومسيحين هذا من شأنه تثبيت إيمان الشعب.
– طالبت بإن تندرج كنيسة الأنبا بيشوى ضمن خريطة السياحة الدينية ماذا تم فى هذا الامر؟
الكنيسة فرضت نفسها وأصبحت بالفعل مزار عالمي، يأتى إليها من كل القارات والشعوب لنوال البركة وتأتيها رحلات من كافة الاماكن.
– هل هناك رؤية مستقبلية لتطوير الخدمات بالكنيسة؟
لاشك أن هناك رؤية مستقبلية فى كافة الخدمات فمن غير رؤية مستقبلية يعنى أننا نعيش الساعة فقط، فهناك رؤية لتطوير خدمات الشباب والأطفال وإستقبال الضيوف والرحلات والعمل على راحة الزوار، وخصوصا أن الكنيسة سبب بركة لكل شعب بورسعيد، لأن ايبارشية بورسعيد لم يكن لها أى دخل أو إيراد أو أوقاف نهائى، ونيافة الأنبا تادرس أستلم الايبارشية خالية من كل شئ وبنعمة ربنا أسسها.
– ما العوامل والشخصيات التى أثرت فى شخصيتك؟
من أكثر الأشخاص الذى تأثرت بهم فى حياتى “جدى من والدتى” كان يأخذ بيدى بأستمرار ويذهب الى الكنيسة وكنت أعتبره قديس وبعد جدى كان والدى ونصلى فى البيت قبل الخروج للمدارس وصلاة الغروب بعد العودة ، فالبيت له دور كبير جدا.
عندما أترسمت كاهن وعمرى 29عاما فكان سيدنا الانبا تادرس يعمل اجتماع أسبوعى كل يوم سبت، ويعقب الاجتماع تسبحة، و كان أول مرة أحضر تسبحة كاملة، وعندما كنت أحضر تسبحة كهيك كنت اقوم باجازة من عملى بالبنك يوم الأحد نظرا لسهرى حتى الصباح فى تسبحة كهيك، واللى افتقدته فى ميت غمر وجدته فى بورسعيد.
– بعد معجزة نزول الزيت عام 1990 أطلقعلى الكنيسة أسم العذراء والانبا بيشوى؟
بالفعل تم عمل مذبح كبير بأسم السيدة العذراء
– ما العقبات التى تعرضت لها فى الخدمة وكيف تعاملت معها؟
دائما الخدمة الناجحة يقابلها عقبات كثيرة أول عقبة هى الاصطدام بالدولة فيما يتعلق بالتراخيص والتصاريح والأوراق الرسمية فهناك مضايقات كثيرة تعرضنا لها على الرغم من التزامنا بالقانون، فعندما كنت اشكو لسيدنا الأنبا تادرس كان يبادرنا بالقول “لايضيع حق وراؤها مطالب”، وبسبب هذا الفعل كان فى كنائس فى بورسعيد تستمر فترة طويلة تصل لاكثر من 14عاما حتى تحصل على الترخيص أما العقبات فى الخدمة من الداخل يوجد شباب كثير يحتاج إلى خدمة.
– هل حدث تغير فى الخدمة بعد مرور 33عاما؟
لاشك أن الجيل الحالى مختلف فنحن جيل التليفيزيون القناة الأولى والثانية فقط، أما الأن السماوات المفتوحة فلو لم أكن كاهنا ما عرفت أمور كثيرة لم اتصور أن أعرفها من خلال الافتقاد، وخاصة المشاكل بين الأهل والأخوات والأقارب والأزواج بعضهم البعض خاصة مع دخولى مجلس الاحوال الشخصية، أمور لو عشت عمرى لم أرى مثلها.
– كلمة أخيرة توجهها لشعب كنيستك؟
مثل ماسمح لنا ربنا بأن نخدمه على الأرض ليسمح لنا أن نخدمه فى السماء هذه أمنية، “حيث أكون أنا هناك أيضا يكون خادمى” ودائما اتعلق بهذا الوعد, كما اطلب دائما فى عظاتى أول كلمة قالها الرب يسوع المسيح “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات”، فالشيطان دائما يضع بداخلنا اليئس فنحن لانعرف اليئس أبدا، ونحث الناس على التوبة، ويجب أن يكون عندنا رجاء مهما كانت مشاكلنا وأحولنا وخطايانا ومتاعبنا نأتى لربنا يسوع المسيح ونعترف بخطايانا ونقر بها ونتناول من جسد الرب ودمه يعطى لمغفرة الخطايا وحياة ابدية لمن يتناول منه، وأشجعهم أن مهما تقابلنا مشاكل وهذا طبيعى لانستسلم ونعيش حياة الرجاء والرب يعطينا نصيب فى السماء