– البابا تواضروس : الإنسان المسيحي لديه علامة تميزه في سلوكه بأمانة وحكمة
– المهندس سامح صليب: أصبحنا نخدم بطريقة البحث في احتياجات من نخدمهم
“اشتغل اشتغل اشتغل كلنا لازم نشتغل … اشتغل اشتغل اشتغل أوعى تصاحب الكسل” بهذه الكلمات افتتح معسكر العمل بكنيسة السيدة العذراء مريم بالفجالة رقم (13) تحت رعاية وبمشاركة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فكانت هذه كلمات شعار هذا العام، الذي شهد تراكمًا للكثير من الخبرات على مدار السنوات الماضية، حيث جاء “معسكر العمل 2016” بالعديد من الأفكار الجديدة ، فبالإضافة لمهام المعسكر السابقة – وهى عمل عدد من “الأسرة” وصل عدد إلى 150 سرير بكل مشتملاته وأيضاً تعبئة مجموعة من “الكراتين” بالمواد الغذائية الجافة لتكفى الواحدة أسرة مكونة من 4 إلى 5 أفراد شهراً كاملاً – تم عمل هذا العام 200 “طبلية” وكذلك تجهيز ما يقرب من 3 آلاف قطعة ملبس مُستعملة استعمالًا خفيفًا، حيث قمنا نحن المشاركون في المعسكر من كل الأعمار بكيْ وطيْ وتعبئة هذه الملابس لتصبح في حالة الجديد. كما قام الأطفال المشاركون بالمعسكر بتجهيز “شنط” مملوءة بالحلوى والشيكولاتة ليقدمونها لأطفال القرى التي يخدمها معسكر العمل مثل “الصف” و”صول” و”أطفيح” و”الميمون” وغيرها.
لقد أكد “معسكر العمل” هذا العام على قييم بات يعمل على غرسها وتأكيدها على مدار ثلاثة عشرة من السنوات مضت ، خاصة بين الأجيال الأصغر سناً ، وهكذا مرت السنوات وأصبح الكثير من أطفال الأمس هم شباب اليوم يخدمون بمعسكر العمل سنوياً – جنباً إلى جنب الخدمات التي يقدمها المعسكر على مدار أشهر السنة الواحدة ، خاصة قبل مواسم الأعياد ودخول المدارس – بل ويشاركون في التخطيط والإعداد والتنفيذ وبعد انعقاد معسكر العمل والذي يُعقد سنوياً في “أبو تلات” أو خارج القاهرة بصفة عامة.
ورغم انشغالات قداسة أبينا المعظم البابا تواضروس بالخدمة ورحلاته الرعوية في الخارج والداخل ، كان قداسته حريص هذا العام على المشاركة فى المعسكر كعادته كل عام ، حيث أنه من الجدير الذكر أن معسكر العمل تأسس على أيدي البابا تواضروس منذ أن كان أسقفاً عاماً للبحيرة، ومن هنا نشأت علاقة محبة قوية تربط بين قداسته وخدام كنيسة العذراء بالفجالة. وفي هذا العام كانت لكلمة البابا أثر عميق في نفوس كل المشاركين والذين وصل عددهم لأكثر من 400 من الخدام والخادمات والشباب والشابات، فضلاً عن مشاركة أبونا الراهب القس بولا الأنبا بولا وأبونا القس فيلوباتير سمير وشعب الكنسية من كل الأعمار بلا استثناء، كما أضفى الأطفال والصغار هذا العام بالتحديد روح خاصة على “معسكر العمل”، وكعادتهم استقبلوا قداسة البابا الذي استغرق معهم في حوار طويل وممتع امتلأ بالفكاهة والمرح فأدخل البهجة على الجميع .. ومن كلمات قداسة البابا تواضروس هذا العام لـ “معسكر العمل” بعد أن أثنى على الإعداد والتنظيم والتطوير هذا العام وتركم خبرات العمل بالمعسكر عام بعد عام ، خاصة عمل ” الطبالي” وتجهيز ” الملابس”، الإنسان المسيحي الذي يعيش مع المسيح لديه علامة تميزه وسلوكه في حياته بأمانة وبيعيش بالحكمة، فعلامة الإنسان المسيحي هي المحبة ومحبته غير مشروطة، دون التمييز بين من يُحب، فهي محبة مفتوحة لكل العالم، فمسيحيتنا كما قال الكتاب “هكذا أحب الله العالم”، لذلك ينبغي أن أفعل كما فعل مسيحي، أن أحب كل الناس دون استثناء لأي اعتبار سواء كانت اللغة أو لون البشرة أو الديانة أو اللغة أو الجنس أو الجنسية، مؤكداً أن أهم وسيلة للتعبير عن محبتنا هي الصلاة من أجل كل إنسان وكل أحد، لكن أيضاً من صور التعبير عن هذا الحب من خلال من نقدمه لأخوتنا الذين لا نعرفهم. وأضاف: إن الله أعطى الإنسان الأمانة وهى “حياة الإنسان وعمره” بشكل يومي، حيث أعطاه 24 ساعة يوميًا وهذا للطفل والكبير والشاب وأنت وأنا، هذه أمانة، لذلك فالمسيح سوف يسألنا عن طرق استخدمنا لهذه الأمانة، وقال مثل للأطفال : لو أنا تركت حنفية المياه دون أن أكون في احتياج ليها، أو كذلك في استخدام الكهرباء دون احتياج و وقت المذاكرة .. هذا صحيح ولا وحش ؟ فقالوا: لا وحشة … وقال البابا : فعلاً هذا شيء وحش لأن ده عطية من ربنا .. وأضاف: هكذا الأمانة في كل شيء الوقت والعطية والمذاكرة، لأننا لو لم نفعل ذلك فهذا لا يُفرح الله، فالأمانة تلزمني بأن أكون أمين في كل شئ والآية تقول : ” كن أميناً إلى الموت فسأعطيك أكليل الحياة ” ، فعلامة الإنسان المسيحي هي المحبة والأمانة التي أعيش بها، تلزمها أن أعيش بحكمة كما قال الكتاب المقدس وهى من الصفات الجميلة في حياتنا سواء في الكلام أو السلوك أو المعاملة، فلنمارس كل شئ لكن بحكمة وهى فن كسب الأصدقاء والناس.
فرصة للخدمة والعطاء والمشاركة
وقال المهندس سامح صليب رئيس المجلس الكنسي بكنيسة السيدة العذراء بالفجالة ومفجر فكرة معسكر العمل : كنا في الماضي نخدم بطريقة عمل منتج ثم نقوم بتوزيعه بعد اكتماله على أخوة الرب، لكن الآن أصبحنا مسئولين عن مجموعة من الأسر في مجموعة من القرى، والآن استطعنا بتراكم الخبرات إنجاز عمل أكثر في وقت أقل، وبالتالي أصبحنا نخدم بطريقة البحث في احتياجات من نخدمهم، ثم نعمل على توفير ما يحتاجون إليه من خلال معسكر العمل ، مشيراً إلى وجود مشروعين جدد بمعسكر هذا العام وهما “الملابس” و”الطبالي”،وأضاف : فكرة الإدارة بالمعسكر أصبحت تقوم على تبادل القيادة والإدارة ولذلك لاستمرارية الخدمة ، منوهاً إلى وجود الكثير من المشاركين الذين أجتذبهم “معسكر العمل ” وأصبح فرصة لهم للخدمة والعطاء والمشاركة ، وأضاف : نفكر في زيادة “الترجت” المستهدف في معسكرات الأعوام القادمة ، حيث نقوم باستهداف أسر جديدة، مؤكداً أن العام القادم سيكون هناك برنامج روحي موازي للعمل الاجتماعي في معسكر العمل .
“أسرة” و”طبالى”
وتحدث الأستاذ مجدي صبري عن امتداد الخدمة على مدار السنوات الماضية، وأهمية كل مشارك في “معسكر العمل” كفريق عمل بروح واحدة ، مؤكداً على أهمية كل جهد يُبذل حتى وإن كان صغير فى إنجاح مهمة “المعسكر” ، مشيراً إلى دقة تنظيم العمل منذ الإعداد الأولى قبل المعسكر بأشهر مروراً بمراحل التنفيذ سواء فى إعداد “كراتين” الطعم أو تجميع أجزاء “الأسرة” وصولاً بتحميلها على أسطول من السيارات ، حيث تتجه كل سيارة مُحملة إلى المناطق المحددة لها سواء في قرى بني سويف أو المنيا أو البلينا ، وكل سيارة مشرف يعرف جيداً ما لديه من “كراتين” و”أسرة” و”طبالي” و”كراتين ملابس ” ، وأن فكرة “الطبلية” جاءت من منطلق أن أخوتنا في الصيد يأكلون على “الطبالي” وبالتالي فهم لديهم احتياج لتوفيرها لهم سواء للأكل عليها أو مذاكرة الأطفال والأولاد عليها ، منوهاً أن كل خطوة تكون مدروسة بشكل مسبق، خاصة مع تراكم الخبرات من سنة لأخرى, وفيما يتعلق بتجهيز الملابس أشار الأستاذ مجدي صبري إلى أنه تم طلب حوالي 150 قطعة ملابسة فجاءت كميات تزيد عن الـ 3000 قطعة ، وهذا كان شئ مشجع للغاية ، حيث تم تصيف كل قطعة ( أولادي ، بناتي ، رجالي .. ) على حدى بعد كييها وتكيسها بشكل لائق حتى أصبحت كالجديدة.
5 خطوط إنتاج
وأشار المهندس جون جورج قائد “معسكر العمل” لهذا العام قائلاً :إن الجديد هذا العام هو وجود 5 خطوط إنتاج ، حيث كانت 3 خطوط في العام الماضي، مشيراً إلى أن فكرة إنشاء خط إنتاج للملابس كانت جميلة نظراً لأنه تم استرجاع هذه الملابس لحالة الجديد ،منوهاً أن العين تفرح بالشئ قبل استخدامه .. من ناحية أخرى نوه المهندس جون إلى وجود عدة أشياء جديدة بمعسكر هذا العام منها خط الأطفال لإنتاج 650 “شنطة”،و البرنامج الروحي “صخرة موسى” أثناء فترات العمل ، هذا بالإضافة إلى إجراء مسابقة روحية ومعلوماتية ، وكذلك درس كتاب كل يوم بعد صلاة باكر ، منوهًا أنه شارك في معسكر هذا العام 477 من الخدام والشباب والآباء والأمهات، بزيادة تقدر بـ 177 عن العام الماضي.