– البابا أقام مركزاً إعلامياًّ وجاء بلائحة انتخاب البطريرك وعمل الميرون بتطور علمى مع الحفاظ على طقسه وكان العام الذى ودع فيه والدته
مرت الأيام سريعاً ويأتى لنا العيد الثانى لتجليس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على كرسى القديس مرقس الرسول – 18 نوفمبر – والحقيقة ليست الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وحدها التى تحتفل بانقضاء السنة الثانية على حبرية قداسته بل سائر الكنائس الشقيقة ومعها شرائح عديدة من المصريين لامسين محبته و وطنيته تلك السمات التى كان يجول و يتشرها حوله فى كل مكان.. عام فى عمر الكنيسة يبدو أياماً قليلة معدودة لكن مع حصاد البابا يبدو دهراً فى عمر الزمن .. عام مضى و قاد الكنيسة بمعرفة و حكمة .. أعاد ترتيب كثير من أمورها .. و حافظ على تعاليم آبائها .. و على دورها الوطنى، على امتداد العام رأيته وهو يبذر بذور العمل و الخير فى حقل الكنيسة والمجتمع و يدعو الى التسامح ويصلى من أجل سلامة مصر وكل المصريين.
تعالوا معى نجمع حصاد عام فى حقل البابا البطريرك “عطية الله” تواضروس الثانى .. عام رأيت فيه براعم البذور وهى تزدهر وتفوح عطراً فى حقل الكنيسة .. فى قراراته.. فى مواقفه..فى تعاليمه.. فى سفرياته.. فى كرازته رأيته فى كل ما قدمه فكراً وروحاً وتراثاً ممتلئاً غيرة وحباًّ لكنيسة الله ولشعب مصر..
شهراً شهراً نسير معاً ونجمع أهم الثمار التى بذرها على امتداد العام…
أدرك قداسة البابا تواضروس – بابا العصر- بعد عام من تجليسه أهمية إقامة منبراً إعلامياًّ يتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكان افتتاحه يتواكب تحديداً مع العيد الأول لتجليس قداسته 18 نوفمبر العام الماضى، واختير جناب الأب الورع القس بولس حليم متحدثاً رسمياًّ باسم الكنيسة القبطية، وبعد أيام قليلة وتحديداً فى 6 ديسمبر 2013 قام البابا بزيارة رعوية شملت النمسا، سويسرا، وألمانيا وقد استغرقت هذه الزيارة حتى يوم الثلاثاء 23 ديسمبر 2013، وفى بادرة طيبة وتاريخية زار المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق يوم الأحد 5 يناير 2014 قداسة البابا في المقر البابوى؛ مقدماً التهنئة بعيد الميلاد المجيد، وكانت الزيارة الأولى فى تاريخ حكام مصر التى يأتى فيها رئيس الجمهورية بنفسه ليقدم التهنئة بالعيد، وفى طريق وحدة الكنيسة وهو الأمل الذى يملأ قلب قداسته احتفل قداسته مع سائر رؤساء الكنائس يوم 18 فبراير 2014 بالعام الأول لتأسيس مجلس كنائس مصر..
ولأنه البابا المدبر ففى 20 فبراير – بعد عام وثلاثة شهور من تجليسه – جاء باللائحة الجديدة لانتخاب البطريرك؛ ليعلن عن إنجاز غير مسبوق فى تاريخ الكنيسة القبطية بعد أن تم التصويت على اللائحة بنداً بنداً.. وقد شهد شهر مارس 3 أيام للبابا على أرض لبنان للمشاركة فى وداع قداسة البطريرك عيواص بطريرك السريان الأرثوذكس، فقد بدأت الزيارة يوم الثلاثاء 25 مارس حتى يوم الخميس 27 مارس قام خلالها بحضور صلاة جناز البطريرك عيواص والتقى بالرئيس اللبنانى، وعدد كبير من علماء السنة والشيعة.. ومع نهاية شهر مارس كانت لحظات الوداع للأم الفاضلة سامية نسيم والدة قداسته، و قد ترأس البابا صلاة الجناز فى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية يوم السبت 29 مارس ،2014 وفى يوم الاثنين 31 مارس كان استقبال التعازى في المقر البابوى بالعباسية.
وفى برية شهيت الأرض المقدسة وفى أحضان دير القديس العظيم الأنبا بيشوى قام البابا والآباء أعضاء المجمع أيام 8 ، 9 أبريل 2014 بعمل الميرون للمرة 38 فى تاريخ الكنيسة، ويسجل التاريخ للبابا تواضروس التطور فى طريقة إعداد الميرون؛ حيث استخدم التطور العلمى بنقاوة عالية وحافظ على تقديس الميرون كما هو بطقسه وصلواته.
وكان أهم ما يميز شهر مايو فى حصاد هذا العام هو زيارة البابا للإمارات والتى قام خلالها بزيارة ولى عهد أبو ظبى ونائب رئيس الدولة، ودشن البابا هناك مذبح كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبو سيفين في إمارة الشارقة والتقى بأبناء الكنيسة.
وفى يوم الخميس 5 يونية 2014 ترأس قداسة البابا المجمع المقدس وكانت اأم قراراته اعتماد ظهورات العذراء، وتعديل اختصاصات القائمقام والاعتراف بدير الأنبا مكاريوس السكندري، وفى العيد المئوى لنياحة القديس الأنبا إبرآم أسقف الفيوم والجيزة، قام البابا بزيارة تاريخية لإيبارشية الفيوم يوم 9 يونية؛ حيث ترأس الاحتفالات وافتتح المركز الثقافى القبطى ومشروعات دير العزب، ولا يمر على قداسته أن يمضى شهر يونية الا بمشاركته فى اليوبيل الذهبى لقاعة الإيغومانس ابراهيم لوقا بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة.
ولأنه البابا الراعى قام قداسته يوم السبت 12يوليو بزيارة لكنيسة القديس بولس الرسول بمدينة العبور حاملاً بركة التدشين والتقديس لمذابح الكنيسة، ولأنه مكتوب “كرمة من مصر” نقلت .. طردت أمما وغرستها هيأت قدامها فأصلت أصولها فملأت الأرض” (مز 80 : 9-8)، قام البابا الكاروز فى 28 أغسطس 2014 حتى 10 نوفمبر-75 يوماً- بزيارة خمس دول رافعاً اسم مصر وكنيستنا القبطية بكل الكرازة؛ حاملاً مكانة مصر العظيمة وشعبها الأصيل فى قلبه وأحاديثه وبشارة الإيمان تشع من عينيه، وهو يجول يكرز فى كل المسكونة وكانت زيارات البابا كالمحطات بدأت بزيارة “هولندا و سويسرا و كندا” ثم “روسيا” وبعد يوم واحد من عودته لمصر توجه للمحطة الثالثة والأخيرة “النمسا”.
وبين محطة ومحطة كان البابا يترك ثماراً هنا وهناك، أسجل منها ترأس قداسته احتفالية كنيسة المعلقة يوم السبت 11 أكتوبر بعد انتهاء أعمال الترميم والتى بدأت فى فبراير 1998، وقد حضر الاحتفال المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وبعد أسبوع قام قداسته بتدشين مسار العائلة المقدسة، وقد قام قداسته بتكريم المستشار عدلى منصور تقديراً لدوره وتحمله المسئولية فى ظروف عصيبة مرت بها البلاد.. ومع أعتاب العيد الثانى لتجليس قداسته – 18 نوفمبر 2014- قد شهد البابا نشاطاً موسعاً حتى اختتم قداسته عاماً مع الآباء المطارنة والأساقفة بصلوات قداس بكنيسة القيامة بالمركز الثقافى.
ونحن نحتفل بعام جديد فى حبريته أرى بعين الرجاء أن الحصاد بقدر ما كان كثيراً سيكون أكثر وأكثر فى الأعوام القادمة.. يد الله التى عملت معه طوال عام مضى ستكون معه اليوم وغداً و إلى منتهى الأعوام.