أجاب قداسة البابا تواضروس الثاني على أسئلة الصحفيين التي ناقشت عدة موضوعات هامة عن ملف العنف والتطرف وترسيخ الوطنية والقيم الأخلاقية والثقافة وغيرها العديد من الموضوعات الشائكة التي تخص الملف القبطي بمصرخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بفندق شيراتون بالكويت؛ وفيما يلي أهم تلك الأسئلة التي طُرحت على قداسته بالمؤتمر :
س: هل تشعر قداستك بأن الإرهاب يستهدف الأقباط وهل الأجهزة الأمنية تبذل ما يكفي لحمايتكم وحماية الكنائس القبطية؟
البابا: إن الحوادث الإرهابية التي تحدث لا يقصد بها الأقباط لذاتهم، لكن يقصد بها قلب مصر والحياة المصرية التي عشناها ونعيشها. وهي حياة لا يمكن أن يفرق أحد فيها بين المصريين كمسيحيين وكمسلمين، الواقع الاجتماعي يشهد بذلك جدًا.
وهذه الحوادث وجهت للقوات المسلحة والقضاء والشرطة وعامة الشعب، ومواقع كثيرة من ضمنها الأقباط القصد هو كسر وحدة المصريين وهذا تفكير ليس صحيحًا لان الوحدة المصرية ليست حديثة؛ لكنها منذ 14 قرن من الزمان؛ وهذه الوحدة وهذا التلاحم القوي جدًا الموجود على أرض مصر لا تؤثر فيه مثل هذه الحوادث ، بالرغم من اننا نتألم ونتوجع ، أما عن دور الأجهزة الأمنية فهي تقوم بدورها كاملًا.
س: ما هي قراءتك لحياة المسيحين في الوقت الحالي؟ وكيف تري المستقبل؟ وهل أنت قلق؟
البابا: في 2011 كان يوجد ما يسمي بالربيع العربي وكانت تسميه كاذبة وكان الهدف أن تعم الفوضى في المنطقة لكن نشكر الله أن أنقذ مصر في 2013. وإن مصر هي البلد الكبير الذي يسند كل بلد عربي لكى ينقذ من هذه الفوضى. إنقاذ الله مصر من هذه الفوضى يعطينا رجاء ان بعد الحرب والدمار يتفاوضون على مائدة المفاوضات وتعود الحياة والحياة تغلب الموت.إن الأمل دائما موجود لمستقبل أفضل؛ ويجب أن يكون لدينا هذا اليقين ولا نرضي أن تكون مناطقنا “مناطق الشرق الأوسط ومناطق الحضارات والأديان” بهذه الصورة؛ ويجب الانتباه جيدًا من أجل المستقبل وأنا اثق أن المستقبل جيدًا.
س: المسيحيين في الشرق الأوسط يتعرضون لتغيرات سياسية في المنطقة، وفي مصر، خاصة أمور تهجير الأقباط؛ فما رأي الكنيسة القبطية كأكبر كنيسة تقوم بعقد مؤتمرات للتعامل مع هذه المواقف الطارئة واتخاذ مواقف تجاهها؟
البابا: مصر بلد كبيرة جدًا وعريقة للغاية، لها تاريخ غني وحضارة غنية، مصر ليست دولة حديثة، ثم أن مصر وشعبها قارب الـ 100 مليون وعندما تحدث حوادث صغيرة يصورها الإعلام العالمي على أنها هي السائدة في مصر مثل حادثة في قرية، مصر بها آلاف القري.
واعترض علي فكرة تهجير الأقباط .وما حدث هو أنه وقع خطر في مناطق شمال سيناء وتحاول قوات الجيش والشرطة تطهير المنطقة من ضمن من وقع عليهم الضرر الأقباط المصريين .وأي إنسان يشعر بالخطر يترك مكانه وبعد إزالة الخطر يرجع وأسقف شمال سيناء صلى قداس العيد هناك وهذا ليس تهجير.
س: إلي أي مدى تقدم السلطات خدمات لهؤلاء النازحين المسيحيين ؟
البابا: أشكرك علي كلمة ” النازحين “. هناك خدمات كثيرة تُقدم؛ والدولة في مصر وفرت عدد كبير من الشُقق وساعدت في تسهيل إجراءات تسجيل أسماء الطلبة وبعض الأسر اختارت أن تذهب إلى أماكن أخرى غير الإسماعيلية. ولا يوجد أحد طلب احتياج ولم يسدد.
وأذكر بالخير وزارة التضامن الاجتماعي قامت بدورها بأسرع ما يمكن.
س: الإرهاب يتستر بستار الدين في أحداث العنف وقداستك تعلم أن ليس دين يدعو للعنف، قداستك ترى هذا يرجع للمؤسسات الدينية أم هذا يرجع للأسرة، فكيف ترى الأمر؟
البابا: إن أي إنسان يتكون من خلال 5 مصادر هم:
– الأسرة
– المدرسة
– المؤسسة الدينية
– الأصدقاء
– الإعلام
وبهذا الترتيب
لكن الواقع اليوم تغير، فأصبح من يربي هو الإعلام والأصدقاء والمؤسسة الدينية ثم المدرسة ثم الأسرة. بالتالي تراجع دور الأسرة ودور المدرسة تراجع كذلك، وكل هذا شارك في ظهور هذا العنف؛ فإصلاح الحال يأتي من إصلاح المنظومة ،و إصلاح المنظومة هام من أجل أن يكون الناتج جيدًا.
س: ما تعليق قداستكم على عدم زيارة شيخ الأزهر لقداستك بعد انفجار كنيستي طنطا والإسكندرية ؟
البابا: إن الأحداث التي حدثت يوم أحد السعف وهو بداية أسبوع الآلام وطوال الأسبوع هناك صلوات ولم تكن هناك فرصة لإستقبال معزين. وإن الرئيس قد زارنا يوم الخميس؛ قبل الانشغال في صلوات الخميس والجمعة والسبت والأحد ومعه زيارة وزير الدفاع، أما يوم العيد فأنا طلبت من الناس زيارة المصابين حتى لا تختلط المشاعر.
وأنا شخصيًا قمت بذلك؛ بعدها أتت فرصة السفر، فلم يكن هناك فرصة لاستقبال فضيلة الإمام لكن تلقيت منه تليفون عزاء بعدها بساعات قليلة.
س: هناك تحديات ضخمة في المنطقة العربية للمسيحين مثل ما يحدث في كنائس الموصل فما هو دور الكنيسة القبطية ؟
البابا: هذه المنطقة نشأت عليها الأديان والأديان عاشت وهذا نوع من الثراء والغني ولهذا لا أتخيل بلدًا بلا مسيحية. فالوجود المسيحي والإسلامي يسندان بعضهما البعض. وهذه نقطة مهمة، وأضيف أن ما تكلمت عنه هو مسئولية المجتمعات والدول.
س: ما هو دور الكنيسة عقب الأحداث التي تحدث في مصر والمتطرفين؟
البابا: نحاول أن نستوعب هذه الأمور ونقف مع أولادنا ونصلي لأجل المتطرفين. لكن نشكر الله علي روح التسامح حتى لدى المصابين وهذه نعمة خاصة من الله. لكن يوجد صرخات لكي يستيقظ المجتمع. لكن نفكر في المستقبل وليس فيما سبق؛ ونصلي ونؤمن كثيرًا بقوة الصلاة؛ أن الله يقدر أن ينهي هذه الأمور.