وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور شعبي غير مسبوق، وصل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى كنيسة مارمرقس الرسول للأقباط الأرثوذوكس بمنطقة حولى في الساعة السادسة مساء الأحد، واستقبله شعب الكنيسة بتصفيق حار وحب كبير.
أبدى البابا تواضروس سعادته الغامرة بلقاء صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، معرباً عن فرحته الكبيرة بوجوده في الكويت التي تتصف بسماحة وطيبة شعبها .
قال البابا تواضروس خلال كلمة ألقاها في كاتدرائية مارمرقس الرسول للأقباط الأرثوذوكس: إن العلاقات الكويتية المصرية ضاربة في التاريخ، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، لافتا إلى أن الشعبين والبلدين الشقيقين يجمعهما مصير واحد.
“مجلة العربي كانت هدية الكويت للمثقفين”
أضاف: كنت أشتاق دائما ومنذ زمن طويل لزيارة الكويت التي عرفتها من خلال مجلة العربي والتي كانت بمثابة “الهدية” التي كانت تقدمها الكويت لكل المثقفين على مستوى الوطن العربي، وكانت هذه المجلة تخاطب العقل والفكر والمعرفة الإنسانية، مشيرا إلى أنه عرف الكويت وأحبها من خلال مجلة العربي، ولكن حينما زارها (الأحد) زاد حبه لها بشكل أكبر خصوصا بعدما تشرفت بمقابلة صاحب السمو أمير البلاد وعدد من المسئولين والأهالي”.
شدد صاحب القداسة البابا تواضروس على إعجابه الشديد بكاتدرائية مارمرقس الرسول في الكويت، وبأهل الكويت وشعبها وروحهم الطيبة ومحبتهم الكبيرة.
“عظة البابا عن المحبة”
أكد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في العظة التي ألقاها تحت عنوان “المحبة”، أنه يجب أن نحب كل الناس حتى الذين يختلفون معنا، لافتا إلى أن المحبة ليست بالكلام ولكن بالأفعال والعمل. وأوضح أن الحب يتحول إلى فرح وإزالة الخوف والفزع من القلوب.
أشار البابا إلى أن المحبة ثلاثة أنواع، أولها “محبة الله” والتي يجب أن تكون من القلب والنفس، مشيرا إلى أن من يحب الله لا يعرف الغضب ولا التذمر ويكون أمينا في عمله ولسانه ينطق بالصدق ونظره يكون عفيفا.
النوع الثاني من المحبة هي “محبة القريب” ولا يقصد بالقريب الأخ أو الأب أو الأم بل القريب في الأسرة الإنسانية برمتها، لافتا إلى أن الله لم يخلق البشر إلا لأنه يحبهم.
أما النوع الثالث من المحبة هي “محبة القريب كالنفس” وتعني أن يعيش الإنسان حياة الرضا وشكر الله في كل الأوقات، مشيرا إلى أن حياة الرضا يجب أن يعيشها الإنسان بكل سعادة وفرح.
جدير بالذكر أن البابا تواضروس وصل ظهر أمس الأحد إلى الكويت بدعوة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ويرافق البابا خلال الزيارة وفد مكون من أصحاب النيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة والأنبا يوساب الأسقف العام للأقصر، ورافقه أيضا مطران الكرسي الأورشليمي الأنبا أنطونيوس، كما يرافق البابا القس تادرس السكندرى، وسكرتيرا البابا القس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل.
كان فى استقبال البابا لدى وصوله المطار الوزارى نائب وزير شئون الديوان الأميرى الشيخ على الجراح والسفير الكويتى بالقاهرة، ورئيس بعثة الشرف محمد صالح الذويغ، وتوجه البابا والوفد المرافق مباشرة إلى قصر بيان للقاء صاحب السمو وأقيمت مأدبة غداء حضرها البابا.
بدوره، أكد مطران الكرسي الأورشليمي الأنبا أنطونيوس أن المصريين في الكويت لا يشعرون بأي غربة، لافتا إلى أن الكويت جبلت على الحب والتسامح والكرم منذ القدم. وشدد على أن المصريين في الكويت يعتبرون أن الكويت بلدهم الثاني ويعيشون فيها بمنتهى الأمن والأمان والطمأنينة.
حب غامر
من جانبه أكد السفير المصري في الكويت، ياسر عاطف، إنه لأول مرة يجد هذا الحب بين الراعي والرعية (في إشارة إلى الحب الكبير والتصفيق الحار والزغاريد التي استقبل بها الشعب، قداسة البابا تواضروس لحظة دخوله الكنيسة).
قال عاطف إن زيارة البابا إلى الكويت تعد “تاريخية”، كونها تأتي مرات قليلة خلال العُمر، وأكد أن البابا تواضروس يتمتع بحكمة كبيرة وعقل راجح وقلب محب للجميع.
كرم قداسة البابا تواضروس الثاني رؤساء الطوائف المسيحية الذين حضروا لتحية قداسته، وهم المطران “كاميلو بالين” سفير الفاتيكان ومطران الطائفة الكاثوليكية في الكويت، والمطران “غطاس هزيم” رئيس كنيسة الروم الأورثوذكس
والأب “عمانوئيل غريب” راعي الكنيسة الإنجيلية والأب “أنجيلوس مسعود” راعي الأقباط الكاثوليك، إضافة إلى تكريم الأنبا باخوميوس والأنبا مرقس والأنبا يوساب والأنبا أنطونيوس