نظم وفد الاتحاد الأوروبي بمصر، مؤتمرًا صحفيًا على هامش مؤتمر “أيّها الشباب يمكنك صنع التّغيير”، والذي عقد يوم الاثنين 31 يوليو، تحدث فيه السفير “إيفان سوركوش”، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بمصر، حول تجديد أولويات الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن مجلس الشراكة الأوروبية وهو أهم جهاز في اوروبا، اجتمع الأسبوع الماضي، برئاسة فيديريكا موجريني الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وبحضور سامح شكري وزير الخارجية، لتحديد أهم مجالات التعاون مع مصر في الفترة القادمة.
وقال السفير سوركوش: “أن الشراكة مع مصر الفترة القادمة ترتكز على أربع عناصر رئيسية، وهي الشراكة الاجتماعية الاقتصادية وهي تشمل التجارة والطاقة والنقل والاقتصاد العصري، والعنصر الثاني الحوكمة وسيادة القانون والإصلاح الإداري والحوكمة الإلكترونية، اما العنصر الثالث فهو الأمن والاستقرار والحرب على الإرهاب، بينما العنصر الرابع هو القضايا الإقليمية والدولية، فمصر لها مقعد دائم في مجلس الأمن وشريك هام مع الاتحاد الأوروبي في قضايا مثل الأزمة الليبية والحرب الأهلية في سورية والسلام في المنطقة وقضايا القرن الإفريقي وتغير المناخ. وكل هذه العناصر الأربعة طرحنا فيها وجهات نظر صريحة وواضحة للتعاون في الفترة المقبلة.”
وتابع السفير: “إن مصر بلد مهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي؛ لذا فالاتحاد مهتم بتحقيق الاستقرار والازدهار فيها، ملمحًا إلى العديد من الأرقام التي توضح حجم الشراكة الحالية بين مصر وأوروبا، فهناك 250 برنامج للاتحاد الأوروبي بمصر في مجالات المياه والصرف الصحي والمواصلات والنقل، تلك البرامج تُمول بمنح قدرها مليار وثلاث مئة مليون يورو ليكون الاتحاد الأوروبي بذلك أكبر جهة مانحة لمصر. كما يبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وأوروبا 27 مليار يورو، وقد ناقشنا في بروكسل التبادل التجاري، والاتحاد الأوروبي على اتم الاستعداد لتعميق أواصر التجارة مع مصر.”
وفي سؤال من وطني حول دعم الاتحاد الأوروبي للإصلاحات الاقتصادية في مصر وأراء بعض خبراء الاقتصاد التي تشير إلى أن الإصلاحات قد تؤدي إلى الإفلاس، أجاب السفير: “إن ما قررته الحكومة عن الإصلاح الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي كان في غاية الأهمية، فقد كان الوضع في غاية الخطورة، وكان يجب أن تسير في ذلك المسار. إن كلمة إفلاس مبالغ فيها، بل أن مصر كانت ستواجه الإفلاس في حال مالم تكن قد اتخذت تلك الإجراءات. أعلم أن الوضع أصبح صعبًا فتلك الإجراءات لها نتائج سلبية على السكان، فالأسعار زادت والدعم اقتطع، لكن لم يكن هناك حل آخر، فكيف سينجح الاقتصاد في وضع كهذا. هذا ويعمل الاتحاد الأوروبي على مساعدة المواطنين ليتخطوا تلك الأزمة، من خلال تدشين مشروعات اقتصادية تساعد على تسهيل الأمر على السكان، وعلى سبيل المثال فقد كنا منذ فترة في المنيا لإطلاق مشروع لتدريب المزارعين ليصبحوا تنافسيين.”
وأكد السفير “سوركوش” على أن أوروبا تقف جنبًا إلى جنب مع مصر في حربها ضد الإرهاب، مدينًا الهجمات الإرهابية ضد الأبرياء وضد مؤسسات الدولة، ملمحًا إلى أنه خلال اجتماع بروكسل قدم الأوربيون أفكارهم للجانب المصري حول هذا الشأن، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي معني بنجاح مصر في التنمية والاقتصاد وتحسين مستوى المعيشة، ولهذا فالأوربيون يتعاونوا مع مصر في الحرب على الإرهاب فهو يهدد الاقتصاد والتنمية. وأضاف بأنه خلال اجتماع بروكسل طرح الأوربيون أفكار تتعلق بإدارة الحدود وأمن المطارات وتفكيك المتفجرات كما تبادلوا خبراتهم مع مصر حول المقاتلين الأجانب.
وقال السفير: “نقدر جهود مجهودات مصر لحماية سواحلها حتى لا تتحول إلى مسار للهجرة الغير شرعية. وقد تحدثنا في حوار شامل في بروكسل عن الهجرة ودعم مصر في مواجه المهاجرين الفارين، وبشأن تنظيم مصر للهجرة واستضافتها للاجئين والمهاجرين.”
وأشار رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بمصر إلى اهتمام أوروبا بإشراك المنظمات الغير حكومية في مصر في عملية التنمية، ملمحًا إلى لمسهم أهمية وجود تلك المنظمات من خلال خبرات أوروبا في تنمية المجتمع، قائلًا: “نحن نرى إن المنظمات الغير حكومية شريك مهم في عملية التنمية ليس في مصر فقط بل في العالم.” معلقًا أن ثلث مشروعات الاتحاد الأوروبي في مصر تنفذها المنظمات الغير حكومية.
وحول اتفاقية التبادل العلمي – بريما التي وقعتها مصر مع الاتحاد الأوروبي الخميس الماضي، أفاد بأنها تتعلق بتبادل العلماء والأكاديميين في مجالات المياه وانتاج الغذاء، وهو مشروع ضخم أقيم تحت مظلة هوريزون 2020. وقال السفير: “الاتحاد الأوربي يدعم التبادل العلمي بين الدول الأعضاء وقد دعونا مصر للتعاون معنا.”