أعلن صندوق النقد الدولى أنه توصل مع مصر لإتفاق تحصل بمقتضاه على قرض قيمته 12 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات ، منوهاً أن فترة سداد القرض الذى تم الإتفاق على منحه لمصر تستمر لـ10 سنوات، مضيفاً أنه إذا وافق المجلس التنفيذى سيتم منح القرض للحكومة المصرية على أساس نصف سنوى ، وذكر الصندوق فى تقرير له : ” إن السلطات المصرية أعربت عن اهتمامها بنوع من القروض يُسمى “EFF” وهو تسهيل تمويلى يهدف إلى مساعدة السلطات على تجاوز التحديات الآنية مع توفير احتياطى مالى لمعالجة بعض المشكلات الهيكلية طويلة الأمد”.
وأوضح “الصندوق” أنه إذا وافق المجلس التنفيذى على تقديم هذا التسهيل، سيتم استخدامه فى دعم البرنامج الاقتصادى، الذى وضعته السلطات، وذلك على مدار ثلاث سنوات ومع فترة سداد تبلغ 10 سنوات .
من جانبه صرح كريس جارفيس مستشار صندوق النقد الدولي لمنطقة آسيا والشرق الأوسط بأن الإتفاق سيعرض على المجلس التنفيذي للصندوق خلال الأسابيع المقبلة للبت فيه.
وقال الخبير الاقتصادى خالد الشافعى إن قرض صندوق النقد الدولى ضرورة ملحة وعلاج “مُر” للأزمة الاقتصادية الحالية، مشيراً إلى أن العجز فى الميزان التجارى بلغ ذروته خلال العام المالى الجارى وأنه لأبد أن يتزامن مع الحصول على قرض صندوق النقد خطة اصلاحات شاملة على رأسها إعادة هيكلة منظومة دعم الطاقة بصفة عامة حتى تصل إلى مستحقيها.
وأضاف : إن استمرار الأوضاع الاقتصادية والسياسات الحكومية على نفس الوضع ستهدر قيمة قرض صندوق النقد، ولابد من خطة شاملة لتوجيه قرض الصندوق لدعم الاستثمار وإعادة الانضباط لسوق صرف العملة الأجنبية ” الدولار” وأنه بمثابة شهادة ثقة فى قدرة الدولة المصرية على سداد مديونياتها ، مشيراً إلى أن استمرار البيروقراطية داخل أجهزة الدولة وتعقيد الاجراءات على المستثمرين تهدر قيمة أى جهود لإصلاح المنظومة الاقتصادية، التى لن يستقيم حالها بدون التخلص من بيروقراطية الجهاز الإدارى تسهيلا على حركة الاستثمار الخارجى لأنها الملاذ الأخير لإنقاذ الاقتصاد من عثرته الحالية.
وقال أبوبكر الديب الخبير الاقتصادي إن إعلان صندوق النقد الدولي سيعمل علي انعاش الاقتصاد مرحليا، وسيؤدي إلي استقرار سعر الصرف، وتوقف ارتفاع الدولار، واستقرار البورصة ، منوهاً أن الإتفاق سيخضع لموافقة المجلس التنفيذي للصندوق، خلال الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن البرنامج يهدف إلى تحسين أسواق العملة، وتقليص عجز الموازنة، وخفض الدين الحكومي.