قال المهندس محمد صلاح زايد رئيس حزب النصر الصوفى إن الحكومات المتعاقبة على مصر أهملت دول القارة الأفريقية وأضعفت العلاقات معها مع بداية التسعينات وحتى الآن، حيث غاب الدور المصري ولم تشارك القاهرة أو تؤثر على مجريات الأمور هناك، وغابت الدبلوماسية المصرية عن حل النزاعات العرقية التي نشأت بين شعوب وقبائل بعض من دول أفريقيا.
وعلى المستوى الاقتصادي بين مصر وأفريقيا قال زايد، إن حركة التجارة المصرية مع أفريقيا ضعفت بشكل كبير مقارنة بفترة الستينيات، وكان إجمالي قيمة الصادرات والورادات من وإلى أفريقيا قليل جدا.
ولفت زايد إلى أن البعد عن أفريقيا أضعف مصر اقتصاديا، خصوصا وأن تلك الدول ناشئة وتعتبر سوقا لتصريف منتجاتنا، وأن تنميتها والوقوف بجابنها يعني ضمانة مستقبلية وحماية لنا من محاولة استغلالها في التآمر على مصر ولنا في ملف سد النهضة خير مثال على ذلك!.
وقال زايد إن مصر اخذت شوطا كبيرا في محاولة عودة العلاقات مع بعض دول القارة التي كانت ترفض ثورة 30 يونيو ورحيل الإخوان، إلا أن ذلك لا يمنع أن التغلغل الغربي في أفريقيا يشكل تهديدا كاملا على مصر، وهو ما يجب الانتباه له من خلال تعزيز علاقاتنا التجارية بالخصوص مع الأشقاء في القارة السمراء.
وأشار زايد إلى أن الحديث عن علاقاتنا التجارية مع دول أفريقيا يجب أن يبدأ بتحرير القيود الجمركية بيننا وبينهم، وفتح اسواقنا مع أسواقهم وتوجيه شركات القطاعين الحكومي والخاص على التبادل التجاري مع نظيراتها في تلك الدول.
وقال إنه يجب البدء فورا في دراسة جدوى إقامة منطقة تجارية حرة في في المنطقة الحدودية مع السودان، تكون بابا إلى السودان ومنها إلى باقي دول القارة، لافتا إلى أن أهمية السودان تكمن في أنها الأقرب جغرافيا وكذلك النسيج الاجتماعي بينا وبينهم أقرب ما يكون لعلاقات الأخوة.
ونوه بأن إقامة منطقة حرة في تلك المنطقة سيفتح المجال لبيئة اقتصادية جديدة لتصريف منتجاتنا الى دول القارة وكذلك سيمهد الطريق لغزو دول القارة زراعيا وصناعيا بأيدي واموال مصرية بدلا من توغل الصينيين والامريكيين، والاسرائيليين على وجه الخصوص