وعود المحافظ لم تُنفذ وأرض دير الراهبات لاتزال تحت الحصار!
قال القس إبرام ثروت ، وكيل مطرانية ديروط للأقباط الأرثوذكس أن وعود محافظ أسيوط بإعادة الأرض الموجود أمام دير الأمير تواضروس المشرقى للراهبات بصنبو ، لم تنفذ حتى الآن ولاتزال تحت حصار شباب قرية عزبة دوس.
وأشار القس ثروت فى تصريح خاص لـ (وطنى نت) أن مجموعة من شباب قرية عزبة دوس قاموا بالهجوم على مدخل دير الأمير تواضروس المشرقي للراهبات بصنبو بحجة أنها أرض من أملاك دولة وذلك فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وعلى أثرها قاموا بقطع الطريق الزراعي أسيوط – ديروط وقام المهندس جمال آدم رئيس مدينة ديروط آنذاك ومستشار محافظ أسيوط حالياً بإحضار اللوردات وإزالة سور الدير وتمكين هؤلاء من مساحة 8 قراريط هي واجهة الدير وقاموا بوضع لافتة جديدة مكتوب عليها مدرسة أم المؤمنين بعزبة دوس، فما كان من المطرانية إلا أنها قدرت ظروف البلد وقتها ومنعت المسيحيين كافة من التدخل في ذلك الوقت خشية من حدوث فتنة طائفية.
وعلى مدار ثلاث سنوات حاولت المطرانية جاهدة مع عدد كبير من المحافظين الذين تولوا محافظة أسيوط دون جدوى، حتى قام أحد الوسطاء السياسيين بديروط بعقد اتفاق عرفي بين المطرانية وهؤلاء الشباب حتى تتمكن المطرانية من إعادة أرض الدير وحدثت مساومة على ذلك، وقامت المطرانية بشراء عدد 16 قيراطاً فى ذات القرية وقتها بـ 2 مليون جنيه وذلك لبناء مدرسة ومركز شباب حسب طلب هؤلاء المحتلين لأرض الدير .
وأوضح القس ثروت “بمجىء جاءت ثورة 30 يونية وتعيين اللواء إبراهيم حماد محافظاً لأسيوط والذى طلب من المطرانية الصبر حتى نجاح الاستفتاء على الدستور، وبالفعل التزمت المطرانية الصمت ودعت أبناءها للمشاركة فى الاستحقاق الأول من خارطة الطريق وتم التواصل بعدها مع المحافظ وتم عقد لقاء داخل ديوان المحافظة بين محافظ أسيوط والأنبا برسوم أسقف ديروط، بحضور المستشار طارق عزيز وعدد كبير من التنفيذيين وتطرق وقتها المحافظ لجميع المستندات التى هى عبارة عن عقود موثقة فى الشهر العقارى منذ 1905 وتم الاستعلام عن صحتها والتأكد منها، وكذلك تم تكليف هيئة المساحة لمطابقة العقد بأرض الواقع وأيضا تم إحضار أصل العقد من دار المحفوظات الذى أبرم بين الحكومة المصرية والمشترى لتلك الأرض، وأيضا خطاب الاصلاح الزراعي الذى يفيد بأن الأرض ليست أملاك الدولة.
وقد قرر المحافظ تسليم الأرض للدير وبناء السور كما كان، وكانت له عبارة شهيرة للمهندس جمال آدم “لماذا أزلتم سور عمره ما يقرب من 90 عاما ” فكان رده أنه “مخالف”، فقال المحافظ وقتها أنها أرض الدير حتى لو كانت أملاك دولة لأن الدولة حريصة على الأديرة وحتى لو كانت أرض الدولة فهى تتركها للدير.
وأضاف ” المطرانية قامت بالتبرع لديوان المحافظ ، لنفاجأ أن الدولة قبلت التبرع ولكن مع رفض الابتعاد عن الأرض ، فمشكلة القرية في إيجاد أرض مدرسة ومركز شباب ، واستمروا محتلين بها يقيمون الألعاب الرياضية والسهرات الليلية ويوزعون بها أنابيب غاز ووصل الأمر إلى إقامة العزاء لأحد أبناء القرية ووضع ميكروفونات لتلاوة القرآن الكريم داخل الدير كل هذا والمطرانية فى حالة من الصمت” .
وقال ” المختصون وعدوا بإنهاء الأمر في أسرع وقت لكن مضت شهور دون جدوى إلى أن جاء عيد القيامة 2013 وصار غضب الأقباط كبيراً وهددوا بالتظاهر ضد المحافظ أثناء احتفالات العيد فما كان من المطران أن أعلن عن غضب الأقباط وطلب المحافظ وقتها الحفاظ على الدولة حتى تتم انتخابات الرئاسة وبعدها سيتم حل المشكلة وبالفعل كتمت المطرانية غيظ الأقباط والتزمت الصمت رغم أن الدير مغتصب ومحتل .
وانتهت الانتخابات الرئاسية ومن وقتها انتهت كل وعود المحافظ بشأن ارض الدير الذي مازال مغتصبا ولا يوجد لدينا أى قوة إلا أن تستمر فى صمتها ولكن الصمت لا يعنى النفاق والتصوير أمام الكاميرات والتظاهر بالحب والوحدة الوطنية .
وقد أرسلت المطرانية استغاثة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بالتدخل العاجل نظراً لخطورة الأمر إذا لم يحل الموضوع بشكل جذرى، وتسليم الأرض بأكملها للدير، كما تقرر إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد بسبب تعنت محافظ أسيوط معها والاكتفاء بإقامة الشعائر الدينية فقط وعدم استقبال أى مهنئين .