المتطرفون يمنعون أقباطا من قري مجاورة من دخول كنيسة العذراء بالعليقات بأسوان للاحتفال بعيدها
كنيسة البصرة بالعامرية تواجه فرمانات المتشددين بمنع دخول أقباط لكنيسة القرية
لا يسمح بدخول الأقباط الزائرين لعزبة ماركو طلا منذ حكم الجلسة العرفية في 2012
بأمر المتشددين ممنوع دخول زائرين للكنيسة, لا يجب دخول غرباء للصلاة من خارج القرية, لا نريد هذا الكاهن أن يصلي بالكنيسة وعليه الرحيل.. إنها أوامر المتشددين والمتطرفين التي تصدر بفرمان يحمل العنف والحصار للأقباط من أجل منع دخول زائرين لكنيسة ما داخل القرية قد تصل لحد الاعتداء علي الأقباط أو محاصرة الكنيسة لتنفيذ فرمانهم الذي لا يغفل كل نصوص القانون أو سيادة الدولة التي تتعامل مع الأزمة بالتسكين ومحاولة إرضاء المتشددين بحجة الحفاظ علي الأمن العام ومنع تأجيج الأوضاع في حالة قيامه باتخاذ إجراء رادع ضد هؤلاء المتشددين.
ممنوع دخول الزائرين للكنيسة فرمان صادر ضد الأقباط لم يكن الأول أو الأخير فقد تكرر هذا الفرمان في مناطق مختلفة وأوقات متعددة كان آخرها ما صدر بقرية العليقات مركز كوم أمبو بأسوان أثناء الاحتفال بعيد صعود السيدة العذراء بمنع دخول أقباط القري المجاورة للصلاة, وأيضا منع دخول أقباط من قري مجاورة لكنيسة العذراء والأنبا ونس بقرية البصرة بالعامرية بالإسكندرية, ومن قبلها تم منع دخول أقباط زائرين قري مجاورة للصلاة بكنيسة قرية ماركو طلا مركز الفشن ببني سويف, فضلا عن الفرمان الصادر باستبعاد كاهن كنيسة قرية بني أحمد الغربية من الصلاة بكنيسته, وفي جميع الأحداث تتشابه المعالجات الأمنية دون تطبيق القانون وتحقيق العدالة التي تغيب في قضايا الأقباط وتدفع بمجموعة من المتشددين للتحكم في الآخرين ففي الوقت الذي لا يحق لهم بناء كنيسة لممارسة شعائرهم الدينية يمنعون من الانتقال لقري مجاورة قريبة للصلاة في أقرب كنيسة لهم لأن هذا يثير مشاعر المسلمين ويسبب نوعا من الإزعاج لرؤيتهم غرباء عن القرية.
* في العليقات: رفض دخول أقباط للاحتفال بالعذراء
قام بعض المتشددين من أهالي قرية العليقات بكوم أمبو أسوان عشية الاحتفال بعيد السيدة العذراء بمنع أقباط من قري مجاورة من الدخول للقرية لحضور الاحتفال بعيد السيدة العذراء بالكنيسة, والتي تخدم عدة قري, وهي الوحيدة علي اسم العذراء مريم, وتدخلت قوات الأمن بعد بلاغ من الكنيسة ولكن الأمن ظل في كر وفر مع المتشددين حتي تمت الاحتفالات ولكن دون حضور الكثير من أقباط القري المجاورة.
روي لنا القمص رافائيل رزق راعي كنيسة السيدة العذراء بالعليقات وقائع الأحداث بأن كنيسة العذراء تخدم 12 قرية مجاورة واعتاد أقباط القري المجاورة حضور نهضات العذراء وتساعدهم الكنيسة بتوفير وسائل لنقلهم, وفوجئنا ببعض المتشددين يمنعون دخول السيارات للقرية ورفضوا دخول أي زائر, فقمنا بإبلاغ الشرطة التي أرسلت قوة أمنية فهرب المتشددون, ولكن خرجوا إلي الطريق العام واعترضوا الأقباط مرة أخري فلم يتمكن الكثير منهم من حضور الاحتفالية وساعدهم حلول الظلام مع كثافة مزارع القصب التي خرجوا منها لقطع الطريق, وقد حاول الأمن إقناعهم بالعدول عن موقفهم من أجل احتواء الأوضاع, ولكنهم لم يستجيبوا, وأمام هذه التطورات اضطر الكثير من الأقباط للعودة لمنازلهم دون التمكن من الوصول للكنيسة.
وأشار القمص رافائيل أن الحادث تكرر العام الماضي أيضا عندما اعترضوا علي حضور أي غرباء عن القرية لحضور الاحتفال بعيد العذراء, مشيرا إلي أن الكنيسة أرادت مرور العشية بسلام دون وقوع اشتباكات أو أحداث تعكر صفو القرية, حيث عادت الأوضاع للهدوء في اليوم التالي وتم إبلاغ مدير الأمن بالواقعة, وأوضح القمص رافائيل أن حالة الفقر تسود بين أبناء القرية وهو ما ساعد علي التشدد لاسيما أن الأوضاع في العامين الأخيرين بمحافظة أسوان علي غير طبيعتها المعروفة بعد انتشار ظواهر التطرف والتشدد مثل ما حدث بكنيسة المريناب بإدفو أو أحداث الاعتداءات علي الأقباط بكوم أمبو وزيادة التعصب ضد الأقباط بشأن ممارسة الشعائر الدينية, مطالبا بتطبيق القانون وتحقيق المواطنة مع ضرورة مواجهات تيارات التطرف بحملات ثقافية وتنويرية تؤكد مبادئ المواطنة والتعايش السلمي.
* البصرة مسلسل مستمر من الاعتداءات
لقد شهد مركز العامرية بمحافظة الإسكندرية العديد من الأحداث الطائفية ضد الأقباط مثل تهجير أقباط قرية شربات والهجوم وحرق منازل أقباط البصرة, ويضم مركز العامرية تكتلات سلفية من المتشددين, ولذا تتزايد أحداث التمييز الديني ضد الأقباط وكان آخرها رفض متشددين بقرية البصرة دخول زائرين أقباط من قري مجاورة لكنيسة العذراء والأنبا ونس بقريتهم, حتي طبق هذا الفرمان باستخدام العنف ضد الأقباط الوافدين ومهاجمة حافلاتهم, للعام الثالث علي التوالي يتكرر فيه هذا السلوك المتطرف دون اتخاذ إجراءات رادعة وسبق محاولة حله بجلسة عرفية أثناء انهيار المنظومة الأمنية وتم بالفعل منع دخول الأقباط لفترة زمنية قبل عودة الهيبة الأمنية.
قال القس ساويرس سعد كاهن كنيسة العذراء والأنبا ونس كانت أسرة قبطية تقيم حفل زفاف لنجلهم يوم الأحد الماضي لعدم وجود كنيسة بقريتهم وأثناء خروج المصلين من الكنيسة بعد انتهاء مراسم صلاة الزفاف قام بعض المتشددين بالاعتداء علي حافلات أصحاب حفل الزفاف, مما أسفر عن تكسير أربع نوافذ بالحافلتين وإصابة ثلاثة نتيجة تراشق الزجاج, وتم إبلاغ الجهاز الوطني الذي طالب بتحرير محضر رسمي فتوجه أصحاب حفل الزفاف ممثلا في نبيل محروس وكرم لطفي إلي قسم شرطة العامرية ثان لتحرير محضر وتقديم أسماء المحرضين والمهاجمين, فدفعهم قسم الشرطة للتراجع عن المحضر بعد تخوفهم أن المحضر يكون سلاحا ذا حدين أمام التهديدات أو إشعال وتأجيج الفتنة ووعد القسم بعدم تكرار الأحداث, حيث التقي أطراف المشكلة مفتش مباحث قسم العامرية في جلسة عقدت بالقرية الأربعاء الماضي وقيادات أمنية ووعدوا بعدم تكرار الأحداث, أكدوا أن خطبة الجمعة ركزت علي تحريم هذه الأمور بمنع الأقباط من الصلاة.
وأضاف القس ساويرس أن هذا الحادث تكرر قبل ثلاثة أعوام وتم منع دخول الأقباط للقرية وتم عقد جلسة داخل القرية في وقت غياب الأمن والمنظومة الأمنية بعد ثورة 25 يناير, وقال وقتها المتشددون بأنهم لا يريدون دخول أي سيارات أو حافلات للقرية, وأشار أحدهم أن هذه الحافلات تنقل المال والسلاح للكنيسة, ونفينا هذا الأمر وتساءلنا عن كيفية المنع والحجر لمواطنين في حق ممارسة شعائرهم الدينية لعدم وجود كنيسة بقريتهم وهذا الأمر ينطبق علي ست قري أخري ولكن أصر المتشددون معللين بأن الشباب المسلم محتقن ومنزعج لهذا الأمر واضطر الجميع لغياب الأمن في هذه الفترة لتهدئة الأوضاع حتي عودة الدولة والقانون, ولكن رغم عودة الدولة إلا أن الأمر مازال يتكرر حتي إن حافلة للأطفال تعرضت للاعتداء في يونية الماضي, ورغم ذلك مازال الأمر مطلقا للمتشددين دون رادع ورغم مطالبنا الكثيرة بضرورة وضع نقطة حراسة للكنيسة لحماية الزائرين إلا أن الأمر لم يجد استجابة حتي الآن.
وأوضح القس ساويرس أنه تقدم بمذكرة التماس للسيد مأمور قسم شرطة العامرية يروي فيه وقائع الاعتداء علي الأقباط في حفل الزفاف يوم 24 أغسطس بسبب بعض الجهلاء والمعتصبين وأن الأمر يجب معالجته بالنصح والإرشاد وتطبيق القانون وتحقيق العدالة برفع المظالم بتحقيق دولة القانون.
* سيادة الدولة
وفي هذا الإطار قال رامي قشوع الناشط الحقوقي بالإسكندرية ومنسق فرع اتحاد شباب ماسبيرو إن تكرار المعالجات الأمنية المعتادة في مثل هذه الأحداث بالتسكين والتهدئة بحجة عدم تأجيج الفتنة وإثارة المتشددين إنه أمر مهين لدولة القانون ولا يتفق مع ثورة 30 يونية التي تصحح مسار الدولة تجاه بناء دولة السيادة التي لا يجب أن تخضع للمتشددين والمتطرفين.
وأضاف قشوع أنه رغم تقدم أصحاب حفل الزفاف بأسماء المحرضين والمهاجمين لهم والذين تسببوا في إصابة ثلاثة من المدعوين فإن الجهات الأمنية لم تتخذ أي إجراء بشأن التحقيق أو استدعاء المتهمين المعروفين لديهم بل إن الأمن دفع الأقباط المضارين بالتراجع عن تحرير محضر رسمي حتي لا يتسبب هذا في إثارة المتشددين وكأن شيئا لم يتغير في معالجة الملف القبطي لردع هؤلاء المتطرفين.
* عزبة ماركو ترفض استقبال أقباط من قري مجاورة
كانت عزبة ماركو طلا بمحافظة بني سويف شهدت عام 2012 رفض مسلمي القرية دخول أقباط من عزبة راجي المجاورة لأداء الصلاة في كنيسة عزبة ماركو واحتجوا علي دخول سيارات فقاموا بالاعتداء علي المصلين الأقباط العزل بالشوم والعصي والسواطير, مما نتج عنه إصابة أكثر من 7 أشخاص وتحطيم سيارتين, واتهم عدد من السلفيين المسيحيين برفع أصوات مكبر الصوت الداخلي بأصوات الصلوات والترانيم وزيادة عدد المسيحيين القادمين من القري المجاورة لأداء الصلوات.
وفرض المجلس العرفي الذي عقد لاحتواء الأحداث شروطا مجحفة علي الجانب المسيحي وتضمنت شروط الصلح أن يتم إصلاح زجاج السيارتين التي تم الاعتداء عليهما وعدم تحرير محاضر ضد المعتدين علي الأقباط والتنازل عن المحاضر التي حررت ومنع قدوم أقباط القري المجاورة لعزبة ماركو طلا للصلاة بكنيسة العزبة!! وتوقيع شرط جزائي 500 ألف جنيه علي من يبادر بالاعتداء مرة أخري, واستمر منع الأقباط من الصلاة حتي الآن حيث لجأ أقباط القري المجاورة للصلاة في قري أخري مثل قرية عبدالشهيد ولكنها أبعد مسافة من عزبة ماركو طلا التي تبعد عنهم 200 متر, وانتقدت المبادرة المصرية رعاية ومشاركة القيادات الأمنية بالمحافظة والمركز لجلسة الصلح التي فرض خلالها الطرف المعتدي شروطه علي الطرف الضعيف, وبالمخالفة لنصوص الإعلان الدستوري والقانون التي تكفل وتصون حرية الاعتقاد وأبسط مبادئ العدالة.
* الكاهن يرحل
لم تكن وقائع المتشددين بمنع الأقباط فقط من الصلاة بل وصل الأمر بالمطالبة برحيل بعض الكهنة ومنعهم من الصلاة في كنائسهم مثل قيام السلفيين والملتحين بقرية بني أحمد التابعة للمنيا بتهديد القس جورجي ثابت كاهن كنيسة مارجرجس بالقرية بالقتل ما لم يتركها ويرحل عند انتهاء المهلة المحددة من قبلهم 35 يوما تنتهي بانتهاء شهر أبريل وأراد السلفيون منع الكنيسة من إجراء التجديدات اللازمة التي حصلت علي تراخيصها وتطور الأمر بمطالبة رحيل الكاهن الذي نقل لفترة بعيدا عن القرية من أجل تأمينه.
وعلي سبيل المثال تعرض الزائرون لدير القديسين بمركز الطود بالأقصر في شهر 12 للهجوم وقذف الحافلات بالحجارة لمنع دخولهم, ويتعرض الكثير من الأقباط الذين لا توجد كنائس بقراهم للمضايقات عند ترجلهم للقري القريبة التي توجد بها كنيسة فمثلا أحداث قرية البصرة أو العليقات ليست الأولي أو الأخيرة طالما تقف الدولة صامتة أمام هذه الإجراءات التعسفية وعدم اتخاذ إجراء بشأن قانون بناء الكنائس أو فتح الكنائس المغلقة في عدد من القري بمحافظات مصر.
* إطلاق حرية العقيدة
قال الدكتور منير مجاهد منسق مجموعة مصريون ضد التمييز إن ممارسات التمييز الديني مستمرة طالما السياسات المنتجة لها لم يحدث بها أي تغيير, واستمرار الأجهزة الأمنية بالعمل بثقافة لم تتغير منذ أزمنة إما بالتسكين أو الجلسات العرفية وهو ما يهدر حق الدولة, ولذا أمام استمرار المتشددين بنفس الأساليب المتطرفة بمنع مواطن قبطي من حقه في الصلاة فيجب تطبيق وإعمال القانون أمام هذه البلطجة, وفي نفس الوقت يجب إطلاق حرية إنشاء دور العبادة لكل المصريين ورفع معاناة المواطن الذي يضطر لقطع مسافات طويلة للصلاة ولاسيما الأقباط.
وأضاف مجاهد بضرورة تفعيل مفوضية التمييز الواردة بالدستور لتدخل إطار العمل وليس النص فقط ويكون لها صلاحيات وآليات للتنفيذ أمام حالات التمييز التي تقع ضد أي مواطن مصري, مشيرا أنه جاء الوقت للتخلي عن سياسات التمييز الديني ومواجهة التطرف والمتشددين بتطبيق القانون وإعمال سيادة الدولة.