أسرة عماد يعقوب تقضي 9 ساعات بمطار القاهرة لإنهاء إجراءات استلام جثمانه وغياب للمسئولين
عائد من طرابلس يروى ملابسات مقتل ابن عمه على يد “جماعة فجر ليبيا ويكشف عن جثث أخرى للمصريين بمستشفى الزاوية
القس مينا : حزنا لغياب الدولة فى مساعدتنا فى نقل جثمان شهيد ليبيا
شيعت كنيسة مارمنيا بمركز بنى مزار بالمنيا جثمان الشهيد عماد يعقوب رزق 32 عاما الذى لقى مصرعه قبل 10 أيام على يد جماعة فجر ليبيا التي تسيطر على مدينة طرابلس الليبية ، وذلك بعد إلقاء القبض على الضحية إثناء صعوده إلى الطائرة في طريق عودته لمصر وحبسه وتعذيبه وكان الشهيد يعمل فى ليبيا من 15 عاما ولم يعود لمصر من ثلاثة سنوات وكان يستعد للعودة لترتيب حفل زفافه.
رحلة معأناة عاشتها أسرة الشهيد عماد يعقوب رزق 32 الذي قتل على يد جماعة ليبيا ، بدأت بعراقيل الإفراج عن جثمان ابنهم من مستشفى طرابلس التى استمر 6 أيام عاشت الأسرة خلالها نيران الخوف من عدم عودة جثمان ابنهم ولكن بعد سلسلة من الإجراءات الطويلة نجحت الأسرة في إخراج جثمان ابنهم بمساعدة بعض الليبيين وتم نقله إلى تونس حيث قامت السفارة بنقله ضمن طائرة تنقل المصريين العائدين من ليبيا الى القاهرة .
وفى الوقت الذي كان مسئولي الخارجية يصرحون بان الأوضاع صعبة في ليبيا وهو ما يعرقل تدخلهم للمساعدة فى عودة الجثمان وانه فور استلامه في تونس سوف تتولى الخارجية كافة الإجراءات حتى تسلمه لأسرته ولكن كانت المحطة الثانية لمعاناة الأسرة ، داخل مطار القاهرة عندما تبخرت تصريحات ووعود المسئولين وغابوا عن الحضور لمساندة الأسرة في أجراءتها داخل مطار القاهرة وظلت الأسرة بصالة الوصول رقم 2 من العاشرة مساءا يوم الثلاثاء ، تتأهب لحمل جثمان ابنها والعودة به لمحافظته بالمنيا ولكن جاءت أمالهم محطمة عندما ظنوا أن السلطات الحكومية المصرية سوف تزيل كافة العقبات لتكريم جثمان ابنهم ، وجلست الأسرة تنتظر خروج الجثمان من المطار ومعها ابن عم الشهيد مينا فايق الذي رافقه من طرابلس والذي ظل لوقت طويل يتم استجوابه داخل المطار حول وقائع قتل ابن عمه ليخرج من الجوازات الساعة الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.
ويطلب أمناء الشرطة بالصالة من الأسرة التوجه لقرية البضائع لاستلام الجثمان ، وتتوجه الأسرة وتظل لوقت طويل أمام بوابة قرية البضائع ويطلب المسئولين فيها تصوير كافة الأوراق وتقرير الطب الشرعي الليبي فيذهب احد الكهنة المرافق للأسرة من المنيا وأخر من احد الأديرة لتصوير الأوراق ثم رحل البحث للحصول على تصريح الدفن ، ويطلب المسئولون التوجه لبوابة 35 بالقرية لاستلام الجثمان وبعد انتظار أكثر من ساعتين أمام البوابة يخرج احد الأمناء ليحث الأسرة على العودة مرة أخرى إلى بوابة البضائع لاستلام الجثمان وإثناء رحلة عذابهم بين غرف وبوابات المطار ، تتساقط الأمطار على أفراد الأسرة الذين يجلسون في العراء أمام بوابة البضائع ويساندهم بعض جيرانهم من المنيا .
عادت الأسرة مرة أخرى إلى البوابة الأولى وتم تسليم كافة الأوراق وتصريح الدفن ويجلس احد الأمناء لكتابة البيانات وإعداد مذكرة ، ورحلة تصوير أوراق مرة أخرى ، وكان الجميع بدأت تخور قواهم نتيجة السهر ورحلة السفر من المنيا للقاهرة فضلا عن رحلتهم داخل المطار حتى سطعت الشمس وها هي الساعة السابعة صباحا ، وأخيرا يطلب من الأسرة استلام الجثمان ويخرج الجثمان في نعشه وكتب عليه بيانات الشهيد ، ويستلمه كهنة القرية واشقائة ويتجهوا به لمحافظتهم لإقامة شعائره الجنازة على روحه بكنيسة مارمينا بمركز بني مزار.
يقول رومانى يعقوب شقيق الضحية ” لم اتوقع أن تكون قيمة المصري بهذه الطريقة فلم يساندنا احد في ليبيا ونحن قمنا بالاتصال بوزارة الخارجية عدة مرات ولكن ، لا نجد اى مساعدة ونجحنا في الإفراج عن الجثة بمساعدة بعض الأصدقاء الليبيين فضلا عن دفعنا مبالغ مالية لإخراج الجثة .
وأضاف : لم نتوقع إن نسير ” كعب داير ” داخل مطار القاهرة لإنهاء إجراءات خروج جثمان شقيقي ، فبدل من تسهيل كافة الإجراءات وحضور مسئول رسمي معنا لتسريع الإجراءات ، عشنا 9 ساعات ننتظر الإفراج عن الجثمان ، وكتشفنا إن كل تصريحات الخارجية كاذبة وليس لها اى أساس من الواقع ولا تساعد احد والدليل معاناتنا لخروج الجثمان من المطار ولكن تم تعذبنا في الإجراءات لنتأكد إن هذه هي قيمتنا .
ويقول القس مينا كاهن قرية منشاة قيس ببني مزار والمرافق للأسرة بالمطار : شيء محزن عدم وجود اى مسئول لمساعدة الأسرة وتكريم الميت ، وفى الوقت الذي توقعنا وجود مساعدة من الحكومة لإنهاء الإجراءات ، تحملنا نحن أعباء هذا ما بالتنقل من شخص إلى أخر وحزنا جدا لهذا الإهمال والأسرة تعيش في الم لمقتل ابنها وكان على الحكومة تخفيف ألمها بمساندتهم في استلام الجثمان .
وطالب القس مينا سرعة قيام الحكومة برعاية أسرة الشهيد وتقديم كافة حقوقه المستحقة كشهيد جديد سقط في ليبيا .
اما مينا فايق ابن عمه وشاهد عيان على قتله والذى رافق جثمانه روى وقائع قتل عماد يعقوب قائلا : عقب مقتل ال 21 مصريا وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى لضربة عسكرية فى ليييا وشعرنا بانه لا وجود لنا فى هذه الدولة ، حاولنا الخروج عدة مرات وذهبنا لمطار ” معيتيقة ” بطرابلس ولكن لم نتمكن من الخروج وبعد معاناة ودفع مال ” إتاوة ” نجحنا فى الحصول على تذاكر العودة قبل 10 ايام واثناء انهاء اجراءات الطائرة وبدء الصعود ، قام بعض اعضاء جماعة فجر ليبيا بالاشتباك مع المصريين لانهم رفضوا دفع أموال وكان عماد يقف بالخلف فدفعه فقال له ” براحة ياباشا ” فقام الضابط بسبه وسب مصر والسيسى .
وتابع ” عندما شهد الصليب على يد ابن عمه قام بسبه قائلا ” يا كافر يا عميل السيسى ، وجاء ليخرج طبنجته من بدلته فخرجت رصاصة بالخطاء فى ساقه ، فجاء زملائه وقاموا بالاعتداء على عماد بشده وأصابوه إصابات خطيرة ، وتم اصطحابه الى مقرهم حيث تم تعذيبه على يد كتيبة يوسف بورى ليلقى مصرعه بعد تعرضه لنزيف بالمخ واصابات متفرقة بالجسم وجلده وتم وضعه بمستشفى طرابلس وكتبوا عليه ” مجهول الهوية ” بعد اخفاء جواز سفره .
وأضاف مينا: بدأنا رحلة معاناة للسماح لنا باخراج جثمانه وكنا نخشى الاقتراب للمستشفى حتى لا نلقى نفس المصير ، فقام بعض الليببين الاصدقاء بمساعدتنا ولكن استمر 6 أيام لانهاء هذه الاجراءات ، وكنا فى اتصال مستمر مع السفارة المصرية فى تونس ولكن لم نجد اى مساعدة ، بعكس ما تروجه الخارجية بانها تقوم بمساعدة المصريين فى لبيبا حتى انه بعد انهاء اجراءات نقل الجثمان لتونس وصعودة للطائرة فوجئت برفض المسئولين المصريين بصعودى معهم وهم يقولون لى ” مش هناخد غير الجثمان انت خليك نشوفلك يوم تانى ” واصريت على الصعود مع الجثمان .
وتابع أن اوضاع المصريين فى ليبيا فى حالة متردية وبعضهم غير قادر على العودة ، وعندما ذهبت لمستشفى الزاوية بطرابلس لمعاينة الجثمان فوجئت بجثث كثيرة لمصريين منذ فترة ولا احد يعلم عنها شىء وبلغت السلطات بالمطار بهذا الامر ، للتدخل وكشف مصير هذه الجثث ، مشيرا ان المصريين وخاصة المسيحيين يتعرضون لابتزاز من الليبين بالحصول على اموال منهم مقابل عدم الابلاغ عنهم او للسماح لهم بالخروج من ليبيا ولذا فالجميع يعود كما ذهب ويفقد كل ماله وتعبه ، مستكملا ان المسيحيين المصريين أصبحوا اكثر المستهدفين ويتم البحث عنهم ولكن بعضهم نجح فى الخروج بدفع المال للسماح لهم بهذا ولكن على الحدود التونسية يوجد الكثير من المصريين فى حالة مرض وينتظرون نقلهم لمصر وهو ما يجب ان تقوم به الخارجية التى لا نسمع منها شىء سوى التصريحات .