أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات التونسية عن 27 مرشحا رسميا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، من أصل 70 مرشحا تقدموا بأوراقهم خلال الفترة الماضية، للترشح في الانتخابات المقرر عقدها في 23 نوفمبر المقبل.
ويري المراقبون انه من بين الشخصيات التي تم قبول أوراقها رسميا خمسة على الأقل من نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي ، منهم من تولى مناصب وزارية في رئاسة بن على ، وهم عبد الرحيم الزواري وزير النقل السابق ، منذر الزنايدي وزير الصحة السابق ، وكمال مرجان وزير للخارجية ومصطفى كمال النابلي وزير للتخطيط ، إلى جانب كل من الباجي قائد السبسي زعيم نداء تونس ورئيس البرلمان في بداية حكم بن علي.
كما يتنافس على المنصب الرئاسي كل من منصف المرزوقي الرئيس المؤقت الحالي ، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، ونجيب الشابي القيادي بالحزب الجمهوري ، إلى جانب زعيم الجبهة الشعبية حمة الهمامي، والهاشمي الحامدي زعيم تيار المحبة.
وبالرغم من تقليص سلطات رئيس الجمهورية في الدستور التونسي الذى تم إقراره مؤخرا، إلا أن هناك صلاحيات كبيرة يتمتع بها رئيس الجمهورية ظلت كما هي، ومنها صلاحيات تعيين كبار المسؤولين في الجيش والتعيينات الخارجية ، في حين يتولى رئيس الحكومة بتسيير السياسة الاقتصادية والاجتماعية والأمن وغيرها من الملفات.
وبالرغم من عدم تقدم حركة النهضة – المحسوبة على التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين – بمرشح معين للانتخابات الرئاسية، بزعم عدم الهيمنة على مقاليد السلطة، وترك الساحة السياسية للقوى السياسية الأخرى، والاكتفاء بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، والمقرر اقامتها في 26 أكتوبر المقبل، إلا أن المتابعين يرون أنها خطوة متوقعة، وربما تدعم النهضة مرشحا بعينه في الانتخابات الرئاسية، وارجاء اعلان ذلك حتى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، والكشف رسميا عن المرشح الذى يحظى بدعم الحركة.
يأتي ذلك وسط محاولات من بعض المرشحين الحصول على دعم النهضة عبر مغازلة قواعدها الانتخابية ، وأبرز المرشحين لذلك المنصف المرزوقى السياسي اليسارين والذى تغيرت مواقفه كثيرا عقب توليه المنصب الرئاسي بشكل مؤقت، بينما يراهن القائد السبسي على استعادة الدولة التونسية لتماسكها، والابتعاد عن الصراعات الايدلوجية، وكثير من المواطنين والمتابعين السياسيين ، راهنوا على السبسي في الاطاحة بالنهضة لمعارضته الشديدة لهم، ووصف البعض ما حدث في مصر بعد عزل محمد مرسي وما كان متوقع حدوثه في تونس بقولهم ” بين سيسي مصر وسبسي تونس نقطة فاصلة”، في إشارة إلى الفرق بين الاسمين في حرف الباء”.
بينما يعتمد مصطفي بن جعفر على الثوريين والحركات الشبابية الذين ساهموا في تفجير الثورة التونسية والاطاحة بالرئيس السابق بن على.