سيطرت مشكلات الأقليات فى الشرق الأوسط على كلمات الجلسة الافتتاحية لمنتدى حقوق الاقليات في جنيف، التابع للأمم المتحدة، وسط حضور رئيس مجلس حقوق الإنسان الدولى، والمفوض السامى لحقوق الإنسان، وممثلي أكثر من 120 دولة، وممثلى المنظمات غير الحكومية، واستحوذ الهجوم على الأيزيديين والمسيحيين العراقيين والسوريين من قبل تنظيم داعش الإرهابي على اهتمام عدد كبير من المتحدثين.
من جانبه أكد زيد رعد الحسين، المفوض السامي للأقليات أن هناك ضرورة لوقف انتهاك الأقليات والجرائم التى ترتكب ضدهم، والتأكيد على أن هناك جرائم خطيرة مثل الإبادة الجماعية، والتطهير العِرقي، والتي تم ارتكابها على أساس عنصري تستهدف الأقليات ولابد من مواجهتها بحزم، مشيراً إلى أن مكاتب المفوضية السامية ستلعب دوراً في وقف هذه الانتهاكات بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية، وضمان الحصول على حقوقها.
دعا رعد إلى ضرورة وقف خطاب الكراهية الذي تتبناه بعض المجموعات ضد الاقليات، وهو ما يساعد على نشر أفكار تحض على الآخر وتدعو للعنف، والمساهمة بشكل غير مباشر فى قيام الجماعات الإرهابية والمتطرفة في استهداف الأقليات، سعياً لتحقيق مصالحها، واستغلال صمت الحكومات على ما يحدث من انتهاكات بحق المدنيين، إلى جانب غياب العدالة الناجزة التي تسمح بإفلات الجناة من العقاب في الجرائم التي تستهدف الأقليات.
على الجانب الآخر ومن خلال رسالة إلى الحضور عبر الفيديو، شدد جان إيلسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة، على احترام واهتمام المنظمة الدولية بحقوق الأقليات، وأن هناك حاجة لتضافر الجهود لحث المجتمع الدولي على تبني قضايا الأقليات في العالم، مطالبا بإنهاء الأزمات التي تتعرض لها الأقليات في العراق، وخاصة المسيحيين والأيزيديين، وهناك حاجة ملحة للتدخل العاجل من أجل منع تكرار هذه الحوادث التي تمثل جرائم ضد الإنسانية، والتصميم على عدم الفشل في مواجهة ما تتعرض له الأقليات.
من جانبها طالبت ريتا إسحاق مقرر الأمم المتحدة للأقليات، بضرورة القيام بحملة دولية لتعزيز حقوق الاقليات بالعالم، والتاكيد على أن الأمم المتحدة من خلال المنظمات المختلفة، إلى جانب المنظمات غير الحكومية، يمكن أن تفرز واقعاً أكثر إيجابية من الوضع الراهن، والذي يكشف عن استمرار انتهاك حقوق الأقليات في مختلف بقاع العالم.
وشددت على أن زيادة خطابات الكراهية والحض على العنف ضد الأقليات في الشرق الأوسط وخاصة العراق أمور يجب أن تنتهي في أقرب وقت، فلم يعد ممكناً الصمت على الجرائم التي ترتكب ضد المسيحيين والأيزيديين في العراق من قبل الجماعات المتطرفة.