أفاد موقع كرستيان توداي إن البرلمان الأوروبي مرر اقتراح لحماية الأقليات الدينية بما في ذلك المسيحيين والايزيديين في العراق بعد هزيمة داعش.
وبحسب الموقع فقد طرحت كتلة حزب الشعب الأوروبي، وهي أكبر جماعة سياسية في البرلمان الأوروبي، اقتراح لحل يتم تنفيه عندما يتم اكتمال استعادة الموصل من داعش. الاقتراح تم تمريره أمس الخميس بأغلبية ساحقة حيث وافق عليه 488 مقابل 11 رفضوا القرار، و100 امتنعوا.
وقال تشارلي ويميرز Charlie Weimersمن الحزب السويدي المسيحي الديمقراطي: “الآن أو أبدًا بالنسبة للأقليات الدينية في العراق.”
القرار أوضح إن داعش فرضت نظام شديد القسوة في الموصل، آخر معاقل الجماعة الجهادية في العراق. لوحظ إن هؤلاء مِن مَن تمكنوا من الفرار من المدينة. يتضورون جوعًا ويأسًا في أن يتحرروا. وأدان بشدة الإعدامات الجماعية التي يرتكبها المسلحون.
وقال الاقتراح –والحديث مازال للموقع- أيضًا إن مناطق سهل نينوى وتلعفر وسنجار موطن أجداد المسيحيون “الكلدانيون، الأشوريون، السريان”، والايزيديون، والعرب “السنة والشيعة”، والأكراد، والشبك، والتركمان، والكاكئيون، والصابئة المندائيون، وغيرهم، حيث عاشوا لقرون في جو من التعددية العام، والاستقرار والتعاون الجماعي على الرغم من فترات العنف الخارجي والاضطهاد، حتى بداية هذا القرن”.
قبل غزو العراق عام 2003 كان هناك أكثر من 1.5 مليون مسيحي يعيشون في العراق. ويعتقد أنهم تناقصوا الآن ليصلوا إلى حوالي 200 ألف فقط. وقال الاقتراح: “انقراض هذه الأقليات في المنطقة سيكون لها أثر سلبي.”
ويشير كرستيان توداي إن البرلمان الأوروبي اعترف في فبراير بأن الفظائع التي ارتكبتها داعش ضد الأقليات الدينية بما في ذلك المسيحيين والايزيديين والتركمان تعتبر إبادة جماعية. ويجب على الدول الأعضاء –بحسب الاقتراح- ضمان الظروف الأمنية الضرورية لجميع الذين أجبروا على مغادرة أوطانهم أو تم تهجيرهم قسرًا، لجعل حقهم في العودة لأوطانهم في أسرع وقت ممكن فعّال.”
المادة 125 من الدستور العراقي تعطي الحق للأقليات الدينية في أن يكون لهم ولايتهم الخاصة، وهذا كان مضمونًا من قبل مجلس الوزراء في يانير 2014. الاقتراح حث الدول الأعضاء في البرلمان الأوروبي لتقديم الدعم العملي والدبلوماسي لهيكلة شاملة ومستدامة لما بعد الصراع في المنطقة، مع الإشارة بوجه خاص إلى إمكانية إقامة منطقة حكم ذاتي تتضمن سهل نينوى وسنجار وتلعفر، للسكان الأصليين في المنطقة.
على الرغم من إن الاقتراح غير ملزم، فإنه تعتبر سابقة للبرلمان الأوروبي لأن يأخذ إجراءات بعد صدور مثل هذا الاقتراح، وتلتزم المفوضية على الاستجابة في مرحلة لاحقة.
وقال لارس أداكتوسون Lars Göran Peter Adaktusson السياسي بالحزب السويدي الديمقراطي المسيحي: “إن الجماعات الأشوريون والسريان والكلدان بالإضافة إلى الايزيديين والتركمان قد قاتلوا من أجل الحصول على الحكم الذاتي في غطار الدستور العراقي لفترة طويلة وكانوا قد حصلوا عليها ليحصل سهل نينوى على الحكم الذاتي في عام 2014.”
وتابع: “صدور هذا القرار يبين الدعم السياسي والمعنوي لتلك الأقليات. واعتقد إنه من الضروري التأكيد على إننا كنا نريد الحفاظ على التراث المسيحي، إن كنا نريد الحفاظ على هذا التقليد المسيحي في هذه المنطقة، فمن الضروري إن تعود تلك الأقليات الدينية، وهو الذي لن يحدث من دون دعم دولي.”