يناقش وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية ل 188 بلدًا غدا في مدينة ليما، عاصمة بيرو،بأمريكا اللاتنية ضمن الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولين، الكثير منالتحديات، وأهمها دفع الاقتصاد العالمي المتباطئ، وتمويل مكافحة التغير المناخي.
صرح كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي موريس أوبستفيلد ، بإنه لا يزال العثور على مفتاح نمو الاقتصاد العالمي القوي صعبً ،وحذر من أن تباطؤ الاقتصاد الصيني وما نجم عنه من انخفاض في أسعار السلع يؤثر على الاقتصاد العالمي.
وقال:طغت هذه التوقعات القاتمة على الأخبار الجيدة عن البنك الدولي خلال الأيام الماضية وتحدثت عن انخفاض الفقر المدقع هذا العام إلى أقل من 10 %من سكان العالم لأول مرة.
وبالنسبة للدولة المتقدمة قال موريس أوبستفيلد إنه، في حين يتحسن نمو الاقتصاديات المتقدمة، وبخاصة منطقة اليورو التي تعافت من أزمة طويلة المدى، ما زالت مخاطر الكساد قائمة.
وأضاف أن الاقتصاد العالمي تأثر بالتباطؤ الصيني وتراجع أسعار السلع والارتفاع الوشيك لسعر الفائدة في الولايات المتحدة.
وقال أوبستفيلد: في ظل هذه التطورات المهمة يظل النمو العالمي على المدى الطويل طفيفًا ومتفاوتًا ،فالاقتصاد العالمي يواجه حاليًا مخاطر كامنة.
يذكر أن أوبستفيلد تولى منصب كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي الشهر الماضي. كما أن هذه أول مرة يعقد فيها هذا الاجتماع في إحدى دول أميركا اللاتينية منذ انعقاده في ريو دي جانيرو في 1967،وجرى إغلاق حي بأكمله في ليما وأقيمت فيه حواجز عسكرية، مما أدى إلى خلو الشوارع من المارة في ذلك الجزء من المدينة التي عادة ما تعاني من اكتظاظ مروري، وهو ما يتسبب بانزعاج السكان
يأتي ذلك بينما تتباطأ وتيرة نمو اقتصاد الصين مع تراجع أسعار الكثير من السلع بسبب انهيار أسعار النفط والمعادن والتباطؤ الحاد في تدفق الاستثمارات إلى الدول الصاعدة والنامية ،حيث كانت حركة التصحيح التي شهدتها سوق الأسهم الصينية وتراجع أسعارها بشدة قد أدى إلى موجة اضطراب قصيرة في الأسواق العالمية.
وحذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد من أن هناك ما يدعو إلى القلق، بعد عقود من النمو القوي للاقتصاد الصيني، توقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ هذا الاقتصاد إلى 6,3 %الأسبوع المقبل، وهو أدنى معدل له منذ 25 عامًا ،ويؤثر ذلك بشكل كبير على اقتصادات ناشئة أخرى أصبحت تعتمد على شهية الصين القوية للوقود والمعادن وغيرها من السلع ،كما انعكس ذلك سلبًا على الاقتصاديات الناشئة التي كانت المحرك وراء النمو العالمي خلال الأزمة المالية 2008 – 2009، نظرًا لتوقف التدفقات المالية إليها مع استعداد الولايات المتحدة التي تشهد انتعاشًا لاقتصادها، لرفع أسعار الفائدة.
وقال صندوق النقد الدولي في تقريره ربع السنوي الصادر اليوم بعنوان “الآفاق الاقتصادية للعالم” إنه في ظل تراجع أسعار السلع وتباطؤ تدفق رؤوس الأموال إلى الأسواق الصاعدة والضغط على عملات هذه الدول، وزيادة تقلبات أسواق المال، فإن المخاطر الجانبية المنتظرة تتزايد، وبخاصة بالنسبة للأسواق الصاعدة والنامية.
ويتوقع الصندوق نمو الدول المتقدمة خلال العام الحالي بنسبة اثنين في المائة ثم بنسبة 2,2 %في 2016 مقابل نمو بمعدل 1,8 %العام الماضي و1,1 %في 2013 ،وبالنسبة للدول الصاعدة والنامية يتوقع الصندوق نمو اقتصادها بمعدل 4 %خلال العام الحالي مقابل 4,6 %العام الماضي و5 %في 2013.
ويتوقع الصندوق نمو اقتصاد الصين خلال العام الحالي بمعدل 6,8 %ثم بمعدل 6,3 %في العام التالي، في حين ينمو اقتصاد الهند بمعدل 7,3 %في العام الحالي ثم 7,5 %في العام المقبل ،ويسجل الاقتصاد الصيني الذي كان في وقت من الأوقات قاطرة نمو الاقتصاد العالمي تباطؤًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة مع اتجاه الحكومة لتبني سياسات كان صندوق النقد يوصي بها منذ فترة طويلة لإعادة توجيه الاقتصاد الصيني ليصبح أكثر اعتمادًا على الإنفاق الاستهلاكي المحلي وليس التصدير.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي، فإن تباطؤ النمو الصيني الذي ما زال حتى الآن أعلى من نمو الاقتصادات المتقدمة الكبرى، يمثل عاملاً أساسيًا في تراجع أسعار السلع، إلى جانب تراجع صادرات دول شرق آسيا بشكل خاص إلى الصين وهي أكبر دولة في العالم سكانا.
وتوقع صندوق النقد الدولي أن تشهد دول أمريكا اللاتنية انكماشًا بنسبة 0,3 %هذا العام، في حين تواجه البرازيل، القوة الاقتصادية الكبرى في تلك المنطقة، انكماشًا بنسبة 3%.
في الوقت نفسه، خفض الصندوق توقعات نمو الاقتصاد العالمي في العام المقبل بمقدار 2,0 %إلى 3,6 %من إجمالي الناتج المحلي.
وكانت منظمة أوكسفام ذكرت مؤخرًا أن الأغنياء الذين يشكلون نسبة 1%من سكان أميركا اللاتينية يملكون 41 %من ثروة المنطقة ،وانعدام المساواة هو من بين المواضيع الحساسة التي ستجري مناقشها خلال جلسات النقاش التي ستجري على هامش الاجتماع ،وستسلط الأضواء على هذه القضية بفضل مشاركة الممثل الأميركي شون بين الذين سيتوجه إلى بيرو للتحدث عن أعماله الإنسانية.