لاتزال سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة فى سوريا والعراق محل اهتمام الأوساط الغربية، وسط اتهامات من هذا وذاك للإدارة الأمريكية تارة بسبب التقليل من قوة التنظيم، واتهامات للجيش العراقي تارة بشأن عدم توفر الارادة لمقاومة التنظيم بشكل أكثر فاعلية، إلا أن الثابت هنا تقدم التنظيم وحصوله على مواقع عديدة فى إطار صراعه مع الجيش السوري والجيش العراقي، وسط غارات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة.
وعلى صعيد الوضع الميدانى، دخل مسلحو تنظيم “داعش” متحف مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا ودمروا عددا من المجسمات الحديثة ثم وضعوا حراسا على أبوابه، وتكسير لبعض المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا أبوابه ووضعوا حراسا على مداخله.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعى لعدد من الضور تشير إلى رفع عناصر “داعش” الرايات السوداء الخاصة بهم على القلعة الإسلامية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر وتطل على آثار المدينة القديمة.
من جانبها أكدت صحيفة التليجراف البريطانية انه حان الوقت لكى يعتذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب التقليل من قوة تنظيم داعش، مع الاشارة إلى أن التنظيم أصبح قوة مرعبة بعد ان كان اوباما يصفهم بأنهم مجموعة من الهواة.
أكدت الصحيفة في تقرير لها أن هؤلاء المسلحين أضحوا يسيطرون على نصف سوريا بعد استيلائهم على مدينة تدمر الأثرية، وتساءلت: كيف تمكن التنظيم من إلحاق هذا القدر من الإهانة بالقوى العظمى في العالم؟، والاشارة إلى انه منذ ظهور التنظيم في شكله الحالي عام 2013، أرجع أغلب المحللين نجاحه إلى الاستراتيجية التي كان يتبناها، مع اصرار التنظيم إلى غزو المناطق الريفية قبل أن يستهدف المدن، وهو ما عمل على نشر مساحات كبيرة من السيطرة وجذب عدد من القبائل والأهالى لصالحه، إلى جانب اتباع عدد من الأساليب التى تشيع الهلع والترويع بين صفوف الاخرين وهو ما كان يفعله في السابق الزعيم الصيني ماو تسي تونج.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في المعارضة السورية أكدت قبل أيام أن تنظيم داعش أصبح يسيطر على أكثر من نصف مساحة سوريا، وذلك بعد سقوط مدينة تدمر التاريخية، ومعبر التنف الحدودي مع العراق، في قبضة التنظيم.
كما نقلت الصحيفة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيده على أن عناصر تنظيم داعش أصبحوا يسيطرون على مساحة تُقدر بأكثر من 95 ألف كيلومتر مربع، وهي تتجاوز نصف مساحة سوريا الكلية البالغة نحو 185 ألف كيلومتر مربع، وذلك بعد تأكيد سقوط آخر معبر حدودي يسيطر عليه الجيش النظامي في يد التنظيم.
على الجانب الآخر قال وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، إن القوات العراقية كانت تفتقد إلى الإرادة لقتال مسلحي تنظيم “داعش” في مدينة الرمادي، مضيفا بقوله “ما حدث كما يبدو هو أن القوات العراقية لم تظهر إرادة للقتال، لم يكن مسلحو تنظيم داعش أكثر عددا، في الحقيقة، كانوا القوات العراقية أكثر عددا من القوة الأخرى مسلحو تنظيم داعش.
أوضح وزير الدفاع الأمريكي خلال مقابلة مع شبكة CNN أن القوات العراقية كانت أكثر عددا بكثير من مسلحي داعش لكنها اختارت الانسحاب.
بينما اعتبر رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان العراقي هذه التصريحات غير واقعية ولا أساس لها.