تسعى الحكومة في كوريا الجنوبية خلال العام الحالي الذي يوافق الذكرى السبعين لاستقلال كوريا، إلى تحقيق التوحيد بين الكوريتين، وإحياء الاقتصاد الكوري بحيث يتحول من جديد إلى اقتصاد ديناميكي يتسم بالابتكار.
ومن خلال تعزيز الصناعات الابداعية تعتزم الحكومة تحويل الاقتصاد الكوري إلى اقتصاد ديناميكي وتحقيق التوازن بين الاستهلاك المحلي والصادرات وبالتالي تعود فؤائد النمو الاقتصادي على جميع فئات الشعب. وفي ظل هذه الخطة، يتوقع أن يحقق الاقتصاد الكوري معدل نمو يصل إلى 4% ومعدل توظيف يصل إلى 70%، ويتوقع أن يرتفع نصيب الفرد من الدخل القومي إلى 40 ألف دولار.
هذا وقد أوضحت بارك كون هي رئيسة كوريا الجنوبية في خطاب سابق لها إن الحكومة سوف تتوسع في الصناعات الإبداعية في كافة أنحاء البلاد، بحيث تبعث الديناميكية في الاقتصاد الكوري. وفي هذه الصدد سوف تنشىء الحكومة مراكز لتحديث الاقتصاد الإبداعي في مختلف أنحاء البلاد من أجل تسهيل ودعم أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة وكذلك تسهيل إنشاء الشركات الجديدة.
ومن أجل بناء محرك نمو اقتصادي جديد، سوف تمضي الحكومة قدماً في “استراتيجية التحديث الصناعي” والتي ترتكز على ثلاثة محاور، اقتصاد يتسم بالعدالة والكفاءة، النمو الاقتصادي عبر التحديث، التوازن بين الصادرات والاستهلاك المحلي. وستسعى الحكومة إلى تحديث عملية التصنيع بما في ذلك التوسع في المصانع الذكية وتطوير التكنولوجيا الأساسية المتصلة بالانترنت. ومن خلال إطلاق “القرية المبتكرة” في مدينة سيجونج جنوب العاصمة سيول، سوف تقوم الحكومة بنشر نموذج القرية المبتكرة كما ستعمل على رفع مستوى تكنولوجيات الاتصالات والمعلومات من أجل تشجيع السياحة في المناطق الريفية
وعن رؤيتها لتحقيق الوحدة على شبه الجزيرة الكورية قالت بارك إنه يتعين على كوريا الشمالية أن تنخرط في المفاوضات دونما تردد. وأشارت إلى أنه يمكن البدء باستئناف لقاءات الأسر المشتته بين الكوريتين وتحسين نوعية الحياة لمواطني كوريا الشمالية وإحياء عوامل التشابه بين الكوريتن. على ضرورة انخراط الكوريتين في محادثات مباشرة وفتح الباب أمام التوحيد الوطني.
وأضافت بارك إنه من أجل تأسيس قاعدة لتطوير العلاقات بين الكوريتين والتوحيد السلمي، فإن الحكومة سوف تمضي قدماً في الحوار العملي وفتح مجالات للتعاون بمساعدة القطاع الخاص.
وحول إمكانية تنظيم لقاء قمة بين الكوريتين بارك على استعدادها لمقابلة أي شخص يمكنه مداواة آلام الانقسام والتوصل إلى طرق للتوحيد السلمي. وقالت إنه يمكن ترتيب لقاء قمة بين الكوريتين إذا كان ذلك سيصب في هذا الهدف. وأكدت على أنه لا توجد شروط مسبقة في هذا الصدد مشيرة إلى أنه للوصول إلى حل للمشاكل عبر الحوار ينبغي أن يكون “لدينا توجه مخلص وعقل منفتح”.
وبشأن نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، أكدت بارك على أنه ذلك لا يمثل شرطاً مسبقاً ولكنه إذا لم يتم حل هذه القضية فلا يمكن الحديث عن التوحيد السلمي. وأضفت قائلاً : ينبغي حل هذه القضية من خلال المحادثات الثنائية والمتعددة”.