وافقت لجنة التراث العالمي لليونسكو على إدراج أربعة مواقع ثقافية جديدة على قائمة التراث العالمي وهي: المواقع الخاصة بثورة مايجي الصناعية في اليابان، و أفسس (تركيا)، و قناة بادري تمبليكي، مجمع هيدرولوجي من عصر النهضة في أمريكا (المكسيك)، و موقع فراي بنتوس الثقافي الصناعي (أوروغواي). كما صادقت اللجنة على توسيع طرق سان جاك دو كومبوستيل في شمال إسبانيا .
المواقع الخاصة بثورة مايجي الصناعية في اليابان: صناعة الحديد وبناء السفن واستخراج الفحم الحجري اليابان- يضم الموقع 11 ممتلكاً يقع العدد الأكبر منهم في جنوب غرب اليابان. ويشهد هذا المجمع على التطور الصناعي السريع الذي عرفه البلد بين أواسط القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والذي ارتكز على صناعة الحديد وبناء السفن واستخراج الفحم الحجري. ويبرِز المجمع العملية التي لجأت اليابان إليها في زمن الإقطاعية لنقل التكنولوجيا من أوروبا وأمريكا اعتباراً من أواسط القرن التاسع عشر، والطريقة التي اعتُمدت لتكييف هذه التكنولوجيا مع احتياجات البلد وتقاليده الاجتماعية. ويمثل ذلك أول عملية تكللت بالنجاح كان هدفها نقل نهج التصنيع من الغرب إلى بلد غير غربي.
أفسس (تركيا) – تقع مدينة أفسس عند المصب القديم لنهر كيستر وتشمل منشآت بُنيت تدريجياً في مواقع جديدة خلال فترة عمد فيها سكان الساحل إلى الانتقال إلى المنطقة الغربية. وحذا اليونانيون والرومان لاحقاً حذو هؤلاء السكان، إذ كشفت عمليات التنقيب عن وجود آثار عظيمة تعود إلى عصر الإمبراطورية الرومانية، ومنها مكتبة سيلسوس والمسرح الكبير. ولم يبق سوى القليل من آثار معبد أرتميس الشهير الذي يُعتبر من “عجائب العالم السبع” والذي كان يزوره حجاج من كل بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وتُعد مدينة أفسس القديمة مثالاً استثنائياً على مدينة ساحلية تضم قناة بحرية وحوضاً لرسو السفن.
قناة بادري تمبليكي، مجمع هيدرولوجي من عصر النهضة في أمريكا (المكسيك) – تقع هذه القناة التي بُنيت في القرن السادس عشر بين ولايتَي مكسيكو وهيدالغو، في هضبة المكسيك الوسطى. وتشمل شبكة القنوات التراثية هذه على وجه التحديد حوضاً لتجميع المياه، ومصادر مياه، وقنوات فرعية، وصهاريج وجسور ذات قناطر. ويتخلل الموقع أعلى قنطرة في العالم بُنيت على مستوى واحد فوق قناة. ويشهد هذا النظام الهيدرولوجي الذي شيِّد بمبادرة من الأب الفرنسيسكاني تمبليكي وبمساعدة المجتمعات المحلية على التأثير المتبادل بين التقليد الأوروبي الذي يرتكز بصفة خاصة على مجموعة من المعارف المتعلقة بالنظم الهيدرولوجية الرومانية، وثقافة حضارات أمريكا الوسطى التي عُرفت بجملة أمور منها اعتمادها أساليب بناء محلية تقوم على استخدام الطوب.
موقع فراي بنتوس الثقافي الصناعي (أوروغواي) – بُني المجمع الصناعي على ضفاف نهر أوروغواي، غرب مدينة فراي بنتوس، وقد بصر النور نتيجةً لتوسيع مصنع لتمليح اللحوم أنشئ في عام 1859 بغية الاستفادة من الماشية التي كانت تربى في المراعي الشاسعة المجاورة للمصنع. ويبرِز الموقع عملية معالجة اللحوم بمراحلها كافة، بدءاً بالتموين والتحويل وانتهاءً بالتعليب والتصدير، ويشمل عدداً من المباني والمعدات التابعة لشركة “ليبيغ إكستراكت أوف مِيت التي بدأت بتصدير مركّز للحوم ولحم بقر معلّب إلى السوق الأوروبية اعتباراً من عام 1865، وشركة “أنغلو مِيت باكنغ بلانت” التي شرعت في تصدير اللحوم المجمدة اعتباراً من عام 1924. ويعطي الموقع، بحكم مكانه ومجمعه الصناعي وما يشمله من مساكن ومؤسسات اجتماعية، صورة شاملة عن عملية ذات امتداد عالمي لإنتاج اللحوم.
كما وافقت اللجنة على توسيع طرق سان جاك دو كومبوستيل في شمال إسبانيا “توسيع نطاق موقع “طرق سان جاك دو كومبوستيل” باسبانيا وتمثل هذه الشبكة التي تضم أربعة طرق للحجاج المسيحيين في شمال إسبانيا امتداداً للموقع المتسلسل المعروف باسم “طرق سان جاك دو كومبوستيل” والذي أُدرج في قائمة التراث العالمي في عام 1993. وتتألف شبكة الطرق هذه التي يقارب طولها 500 1 كلم من الطريق الساحلي والطريق الداخلي لإقليم الباسك-لا ريوخا، وطريق لا لييبانا والطريق الأصلي. ويتخلل الموقع مجموعة من المباني والمنشآت التراثية ذات الأهمية التاريخية التي شيِّدت للاستجابة لاحتياجات الحجاج، تشمل عدداً من الكاتدرائيات والكنائس والمستشفيات والفنادق والجسور. والغرض من اقتراح توسيع نطاق الموقع هو ضم بعض من طرق الحج الأولى التي استُخدمت للوصول إلى سان جاك دو كومبوستيل، وهي طرق أصبحت قائمة في حد ذاتها بعد اكتشاف قبر نُسب إلى القديس يعقوب الكبير، في القرن التاسع.