لا ترتبط العديد من أجمل الوجهات السياحية في مصر بشبكة الكهرباء الرئيسية. فمدينة مرسى علم على سبيل المثال، التي تعد أحد وجهات الترفيه والغوص الرئيسية على ساحل البحر الأحمر، تعتمد على مولدات الكهرباء من الديزل كمصدر رئيسي للطاقة. ومع ذلك، يمتلك قطاع السياحة إمكانيات كبرى للتحول من توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري إلى الطاقة الشمسية. وبهذا التحول، يمكن خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وخلق فرص عمل جديدة، وتأمين الطاقة النظيفة لتلك الأماكن النائية. وأيضاً سيعمل هذا الإجراء على جذب المزيد من السياح المهتمين بالسياحة البيئية.
لذا فقد اتفق كلاً من المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة ووحدة السياحة الخضراء بوزارة السياحة المصرية على إجراء دراسة جدوى فنية واقتصادية لدمج الخلايا الفوتوفولطية بفنادق مرسى علم.
وتهتم هذه الدراسة في تصميم آلية تحفيز لإنتاج الكهرباء من الخلايا الفوتوفولطية بدلا من الديزل في قطاع السياحة. وستجرى هذه الدراسة في إطار مبادرة “التحول من وقود الديزل إلى الطاقة الشمسية” (D2S)، وهي المبادرة التي أطلقها المركز بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في وقت سابق من هذا العام.
وعند زيارته لمقر المركز، قال السيد عماد حسن، مستشار وزير السياحة المصرية لشؤون الطاقة: “لقد اخترنا المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة لتنفيذ هذه المبادرة بسبب قدارته الفنية الممتازة، كما أن المركز يتفاعل مع الوكالات والهيئات المختلفة في جميع أنحاء المنطقة العربية في مجالات مختلفة، وذلك مفيدة جداً بالنسبة لنا. ونحن نخطط لتنفيذ المزيد من الدراسات والأنشطة بالتعاون مع المركز في المستقبل. ونعتقد أن هذه هي الخطوة الأولى لتعاون مستمر من شأنها أن تسمح لنا تحقيق رؤيتنا للسياحة الخضراء في مصر “.
يذكر أن كلا من المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أطلقوا مبادرة “التحول من وقود الديزل إلى الطاقة الشمسية” (D2S) لتمكين التحول نحو الطاقة المستدامة مما يساعد على معالجة قضية تغير المناخ في المنطقة العربية.
وتشجع المبادرة المستثمرون من القطاع الخاص على الحد من استهلاك الديزل عن طريق دمج تكنولوجيا الخلايا الشمسية الفوتوفلطية في أنظمة الطاقة الموجودة التي تعتمد على الديزل.
تعد مبادرة “التحول من وقود الديزل إلى الطاقة الشمسية” جزء من جهود المركز المستمرة لتمكين القطاع الخاص من الاستثمار في مجال حلول الطاقة المستدامة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).وهذه المبادرة الصديقة للسوق تجمع القطاعين العام والخاص للتغلب على العوائق التي تحول دون الانتشار السريع لتقنيات الطاقة الشمسية والاستعاضة عن الكربون الغير فعال المنبعث من مولدات الديزل. وتشمل مبادرة“التحول من وقود الديزل إلى الطاقة الشمسية” إجراء تقييم للسوق الإقليمي لتحديد الفرص والتحديات، وتصميم نماذج تجارية مربحة، وتشكيل شراكات بين القطاعين العام والخاص وإجراء مشاريع تجريبية، وأخيرا نشر أفضل الممارسات ونماذج الأعمال التجارية للتكرار.