عقد د. محمد حجازي سفير جمهورية مصر العربية في برلين لقاءً مع ممثلي ثلاثة من كبري وسائل الإعلام الألمانية، تناول فيه جهود مصر لمكافحة الإرهاب والوضع في منطقة الشرق الأوسط، ودور مصر في الحفاظ علي أمن واستقرار المنطقة انطلاقاً من مسئوليتها التاريخية، كما تناول الوضع في مصر، والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر دعم الاقتصاد المصري خلال الشهر الجاري، وجهود الحكومة المصرية للنهوض بالاقتصاد.
وشارك في اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة ونص المحلل والمؤرخ السياسي ميشيل شتورمر رئيس تحرير صحيفة دي فيلت صاحبة أعلي نسب توزيع في الصحافة الألمانية، والصحفي ميشيل تومان رئيس تحرير قسم الشرق الأوسط بأسبوعية دي تسايت ذات الطابع السياسي والاقتصادي، والصحفي محمد أمجاهد من صحيفة تاجز شبيجل.
ألقي حجازي الضوء في بداية اللقاء علي جهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب، ولتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، حيث تناول الوضع في ليبيا، وأوضح أن الموقف المصري في الوقت الذي يسعي فيه من أجل التوصل إلي حل سياسي للوضع في ليبيا، يدعو في نفس الوقت للتعامل بحسم مع التنظيمات الإرهابية المتواجدة علي الأراضي الليبية علي غرار التعامل مع الصراع في سوريا والعراق حيث يتم استخدام القوة العسكرية ضد تنظيم داعش، وأن التعامل لابد وأن يكون حاسماً ضد الإرهاب أيا كان موقعه أو مسمياته دون انتقائية حتى لا تترك له فرصة التمدد والانتشار، مؤكداً أن مصر يتعين عليها حماية حدودها.
وأكد حجازي أن الأمن الأوروبي مرتبط بأمن منطقة الشرق الأوسط فهو شريان التجارة لأوروبا ومركز الممرات المائية كقناة السويس وارتباط المنطقة بأمن الطاقة عبر دول الخليج، فما تقوم به مصر هو تحقيق لأمنها ولأمن المنطقة وللأمن الأوروبي ذاته.
وشدد السفير المصري في ألمانيا علي أن الوضع في ليبيا يتطلب تقديم الدعم للجيش الوطني الليبي والحكومة الشرعية لمواجهة المنظمات الإرهابية لكن مشكلة الجيش الليبي هي حاجته الملحة إلي الأسلحة، ففي الوقت الذي يتم فرض حظر علي تزويده بالأسلحة تتلقي التنظيمات الإرهابية أسلحة وإمدادات لوجستية ومالية بسبل غير مشروعة، وهو ما يجب مواجهته كذلك تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2174.
وأكد السفير محمد حجازي علي أهمية دور ألمانيا في محاربة الإرهاب، فهي قد دعمت قوات البشمركة في شمال العراق وكذلك الجيش العراقي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وزودتهم بالسلاح ووفرت لهم التدريب. فالوضع في ليبيا يقتضي دعم الجيش أيضاً والمساهمة في بناء مؤسسات الدولة. ومن الممكن أن تساهم ألمانيا في تحسين الوضع في ليبيا من خلال دعم الجيش الليبي الشرعي والحكومة الشرعية في مواجهة تلك التنظيمات.
وأكد حجازي أن مصر لا تدخر جهداً في حل الأزمة السورية، فضلاً عن مساعيها في إعادة بناء قطاع غزة، كما تأمل الحكومة المصرية في أن يمضي المجتمع الدولي في حل القضية الفلسطينية عقب الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية.
وذكر السفير أيضاً في رده علي سؤال صحيفة تاجز شبيجل علي أن مصر ستظل تضطلع بدورها التقليدي في جهود الوساطة في القضية الفلسطينية. أما ما تفعله مصر في رفح أنما هو من أجل حماية حدودها الشرقية من خلال تدمير الإنفاق، وأنه يتم فتح معبر رفح بصفة منتظمة في أوقات محددة إذا ما سمح الوضع الأمني بذلك، لافتا الانتباه إلي أنه يظل معبر مشاه فقط وليس لعبور بضائع، مشدداً علي وجود 6 معابر إسرائيلية أخري يتعين فتحها أمام الفلسطينيين وحركة التجارة، وعلي إسرائيل باعتبارها سلطة الاحتلال تحمل مسئوليتها، مُشيراً إلي أمل مصر في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وحماية مجتمعاتها وأن تظل صامدة في مواجهة الإرهاب وغيره من التحديات.
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي في مصر, نوه السفير إلي التحول السياسي والمرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد عقب قيام ثورتي 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013، حيث استطاع الاقتصاد المصري رغم ما واجهه من تحديات الحفاظ علي تماسكه، ويسعى حالياً إلي جذب المزيد من الاستثمارات، حيث سيعرض المؤتمر الاقتصادي الذي سوف يُعقد في الفترة ما بين 13 حتى 15 مارس في شرم الشيخ الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر.
ولفت حجازي إلي أهمية مشروع ازدواج المجري الملاحي لقناة السويس، ليس فقط بالنسبة لمصر من حيث توفير فرص عمل جديدة ورفع عائد القناة، وإنما للتجارة العالمية بما سيوفره للسفن العابرة في المجري الملاحي كثيراً من وقت انتظارها، منوهاً إلي تمويل المشروع بأموال المصريين بنحو 7 مليارات يورو في فترة زمنية وجيزة، مما أتاح الفرصة للمشاركة الشعبية في دعم الاقتصاد المصري، ويعد كذلك استفتاء لشعبية السيد الرئيس وثقة في القيادة السياسية والاقتصادية والمستقبل.