فقال الدكتور مدحت الباحث بوزارة الزراعة ، أن مرض الارجوت من الامراض الخطيرة التي تصيب النباتات العشبية مثل الشعير والقمح وتنتقل الي الحيوانات التي تتغذي عليها وينتقل ايضا الي الانسان عن طريق النباتات المصابة ومرض الارجوت يعتبر من الامراض المسببة للوفاة ويسبب هذا المرض فطر يعرف باسم ClavicepsPurpurae.
تاريخ الفطر
وبالرجوع الي تاريخ المرض حيث سجلت اول حالات اصابة بة في شرق اوروبا وغرب روسيا خلال عام 857 ميلاديا” حيث تسبب في اعراض مرضية غير معروف اسبابها في ذلك الحين منها اسوداد في القدم والذراع والاسنان واضطرابات نفسية مع تشنجات عصبية مع وجود رائحة جلد محروق في الاجزاء المصابة بالمرض لذلك اطلق علي هذا المرض اسمHoly Fire اعتقادا” ان هذا المرض هو عقاب من الرب .
خلال عام 1039 ميلاديا” ظهرت اول علامات المرض في فرنسا حيث تم نقل المصابين بالمرض الي مستشفي واحدة ظنا” انة مرض معدي واطلق علي المستشفي اسم القديس انطونيوس وخلال فترة علاج المصابين لتخفيف الالام الناتجة عي اعراض المرض مع تقديم وجبات من البطاطس واللحوم فقط دون المخبوزات لوحظ تحسن في الحالة الصحية للمصابين كما لم يتم تسجيل اي حالة عدوي عن طريق المصابين حيث يصاب به احد افراد الاسرة دون الاخرين لذلك تم بناء حوالي 370 مستشفي واطلق عليهم مشتشفيات القديس انطونيوس لعلاج مسببات مرض الجلد المحروف او St. Anthony’s fire ، وتم دهانها باللون الاحمر لتعريف الاميين في تلك الفترة ان هذة المستشفيات متخصصة لعلاج المصابين الذي تعدي عددهم الالاف.
خلال عام 1670 اكد احد العلماء ان سبب المرض يرجع الي المخبوزات المصنعة من الحبوب المصابة بفطر ClavicepsPurpurae الذي يسبب تحجر حبوب الشعير والقمح المصابة حيث يخزن الفطر الجراثيم الفطرية داخل الحبوب وتتحول الحبوب الي كبسولة متحجرة تحتوي داخلها جراثيم فطرية تصل الي 8 جراثيم داخل الحبوب المتحولة لكي تنطلق بعد فترة كمر تحت درجة حرارة دون الصفر المؤي لمدة من 4 الي 8 اسابيع لتنتج كل جرثومة فطر مع بداية فصل الربيع ليصيب المحصول الجديد واطلق علي الحبوب المصابة اسم Ergot وهي كلمة فرنسية تعني المهماز، كما لوحظ ايضا” ان معظم المصابين من سكان الريف الفقراء وليس المناطق المدنية كما سجلت ان حالات الاصابة للاشخاص الضعفاء والامهات بعد الولادة لهم قابلية للاصابة بالمرض.
كيفية أنتشار الفطر
خلال عام 1853 اثبت احد العلماء (Louis Tulasne( من خلال تتبع دور حياة الفطر C.Purpurae ان الحبوب المصابة المتبقية علي التربة بعد حصاد القمح او الشعير من محصول سابق تبقي حتي الشتاء حيث انخفاض درجات الحرارة الي ما دون الصفر المئوي لمدة شهر الي شهرين ومع بداية فصل الربيع وذوبان الثلوج تخرج الجراثيم الفطرية لتنتقل الي محصول القمح او الشعير الجديد ينمو بشكل غير ظاهر داخل زهور النبات العائل خلال مرحلة التزهير لينتج مادة سكرية تسمي honeydew علي اسدية الزهور المصابة مما يجذب الحشرات اليها لتزيد من انتشار المرض الي داخل حقول العائل الطبيعي لها مثل القمح او الشعير، تتحول الاجزاء المغطاة بطبقة سكرية بعد خمس ايام الي اللون الارجواني الاسود ثم تتصلب متحولة الي كبسولة تحتوي علي جراثيم فطرية تسمي Ascospores، كما لوحظ ان الحبوب المتحجرة اكبر خمس مرات من الطبيعية. لذلك فان عمليات غربلة الحبوب تعمل علي فصل الحبوب الطبيعية عن المصابة.
أثره المرضى على الحيوانات
ويرجع تاثير مرض الارجوت علي الحيوانات الي قلويدات الارجوتامين Ergotamine التي يفرزها الفطر حيث يبدا تاثيرها من خلال فشل الحيوانات في ادرار اللبن نتيجة للتغذية علي اعلاف تحتوي علي الاجسام الحجرية لمرض الارجوت مع اسهال ونزول قطرات لبن من الضرع.
كما تتاثر الدواجن المغذاة علي اعلاف تحتوي علي مرض الارجوت حيث تصاب بمشاكل تنفسية واسهال ومن ثم النفوق.
شروط لنقل الأصابة الى القمح
لذلك يمكن تحديد شروط اصابة محصول القمح بمرض الارجوت:
• وجود حبوب مصابة علي التربة الزراعية للحقول المجهزة لزراعة القمح.
• يلزم لانبات الحبوب المصابة وخروج الجراثيم الفطرية منها ان تكون هذة الحبوب علي سطح التربة حيث كلما كانت علي عمق اكثر من خمس سنتيمتر تحت سطح التربة تنعدم فرصة انباتها وتموت.
• اذا مر علي الحبوب المصابة فترة اكثر من عام دون الارتباط بالعائل الطبيعي لها مثل القمح او الشعير تموت الحبوب المصابة في حالة عدم وجود العائل لذلك نظام الدورة الزراعية يحول دون انبات الحبوب المصابة.
• يلزم ايضا” لانبات الحبوب المتبقية علي سطح التربة الزراعية دخول في فترة كمر لمدة من 4 الي 8 اسابيع تحت ظروف انخفاض الحرارة دون الصفر المئوي مع وجود رطوبة مرتفعة مثل تراكم الثلوج خلال فترة الشتاء وهو شرط اساسي لانبات الحبوب المصابة وخروج جراثيم الفطرخلال فصل الربيع لتصيب المحصول الجديد.
• هذا النوع من الفطريات غير قادر علي النمو في ظروف درجات الحرارة العادية او المرتفعة والجافة وذلك في حالة عدم وجود دورة زراعية حيث تحتاج الجبوب المصابة (كبسولات الجراثيم الفطرية) الي رطوبة عالية مع حرارة منخفضة دون الصفر المئوي.
• اتباع الدورة الزراعية حيث زراعة نباتات غير العائل الطبيعي للفطر يعمل بشكل غير مباشر لتثبيط الحبوب المصابة دون انباتها حيث كل نوع نباتي يتبعة نظام بيئي من انواع اخري من الفطريات تقلل من فرصة انبات الحبوب المصابة بمرض الارجوت.
• تنظف التقاوي بالغمر في محلول ملحي 18% لمدة 3 ساعات حيث تطفو الاجسام الحجرية وتجمع.
كما أوضح أن النسبة المسموح بها دوليا” لوجود حبوب مصابة بالارجوت لا تتعدي 0.3% في الاقماح و0.1% في الشعير. علما” بان السموم الفطرية للارجوت لا تتكثر اثناء صناعة المخبوزات.
طرق تفادى الأصابة بالمرض
بعض الطرق لتفادي الاصابة بمرض الارجوت:
الطرق الكيماوية.. حيث انواع من الكيماوات تعمل علي تثبيط نمو الفطر ولكن من شأنها زيادة تكاليف الانتاج.
الطرق الميكانيكية…وذلك من خلال غربلة الحبوب بغربال يسمح بمرور الحبوب الطبيعة دون المصابة حيث ان الحبوب المصابة اكبر خمس مرات من الطبيعية حيث ان اول من نصح باهمية غربلة الحبوب قبل الطحن Dr. Thuillierعام 1670.
أستخدامه فى المجالات الطبية
أما عن الاستخدامات الطبية لحبوب الارجوت او كما تم تسميتة Cockspurs فقال ، تستخدم لاغراض علاج الصداع النصفي والاضطرابات النفسية وعلاج النزيف بعد الولادة.
كما تم استعمال الحبوب المصابة في المجالات الطبية حيث اطلق عليها اسم Cockspurs نسبتا” الي لونها الارجواني الاسود حيث استخدمت كمادة كيماوية لعلاج النزيف الدموي ما بعد الولادة حيث استخدمت بنسب محدودة للغاية نظرا” الي سميتها علي المستويات العالية، وهذا هو احد اهم الاسباب التي تم التاكد من خلالها ان هذة الحبوب المصابة والتي كن يتم طحنها لانتاج دقيق المخبوزات هي المتسببة في اعراض المرض الذي اطلق علية مسمي Ergotism اي المرض الناتج عن الحبوب المتحجرة المتحولة لكابسولات حاملة الجراثيم الفطرية داخلها.